و هذه الصورة للحديث ذكر في كتاب ضياء الصالحين:
السيد "الحلو" أضاف:هذه السنة سيشارك (60) مبلغاً من الاساتذة فضلاء الحوزة العلمية في النجف الأشرف في بيان الاحكام الشرعية ضمن الخطة التبليغية المعدة للزيارة حيث تم توفير مراكز الاستفتاءات الشرعية والفقهية لهم وحسب المحطات المنتشرة في المرقد المطهر ومحيطه وطريق الزائرين الكرام والبالغة 25 محطة استفتائية، تساهم في نشر التوعية الدينية وبيان المسائل الشرعية والعقائدية للزائرين والزائرات الوافدين للمرقد المقدس". فيما، انجزت ملاكات قسم الخدمات وبالتنسيق مع ورشة الذهب والمينا اعمال غسل القبة الذهبية لحرم الإمامين العسكريين (عليهما السلام) ضمن الاستعدادات الجارية لاستقبال ذكرى استشهاد الامام الهادي (عليه السلام). المشرفون على العمل أوضحوا لإعلام العتبة ان عملية الغسل استمرت لمدة 4 ايام بالتنسيق مع ورشة الذهب والمينا وهي ضمن الخطة المرسومة لاستقبال الزيارة المليونية المرتقبة، واوضح المشرفون على العمل ان الغسل يقام بشكل دوري وبمواد خاصة تعطي للذهب نضارته وللحفاظ على لونه امام الناظرين ومن مسافات بعيدة.
وادعُ بما شئت واكثر مِن قولك: يا عُدَّتي عِنْدَ الْعُدَدِ، وَيا رَجائي وَالْمُعْتَمَدَ، وَيا كَهْفي وَالسَّنَدَ، يا واحِدُ يا اَحَدُ، وَيا قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ، اَسْاَلُكَ الّلهُمَّ بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَلَمْ تَجْعَلْ في خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ اَحَداً صَلِّ عَلى جَماعَتِهِمْ، وَافْعَلْ بي كَذا وَكَذا. وسل حوائجك عوض هذه الكلمة فقد روى عنه صلوات الله عليه انّه قال: انّني دعوت الله عزّ وجلّ أن لا يخيب مَن دعا به في مشهدي بعدي.
ولشدة خوف الحكام والخلفاء من نفوذ وشعبية الإمام (عليه السلام) كسائر الأئمة (عليهم السلام)، فأراد أن يضعه تحت المراقبة المباشرة، فاستدعاه إلى سامراء عام (234) من المدينة، وأسكنه دار الصعاليك مجاوراً لمعسكره، وأقام فيه إلى آخر عمره تحت مراقبة مشددة. ولذلك لم يتهيأ للإمام (عليه السلام) أن يلتقي بشيعته ومحبيه بحرية تامة، كما كان كذلك بهذه الظروف العصيبة والده الجواد وابنه العسكري (عليهما السلام)، ولذلك فإن ما وصلنا من علومهم ورواياتهم وأخبارهم الشيء النادر والمبهم، نتيجة للفترة الصعبة التي عاشوها. زيارة الامام الهادي الحلقة 1. ولكنهم كانوا يهدون الناس لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) من خلال وسائل عديدة كفضائلهم وكراماتهم. وبالرغم من استعمال الطغاة والأعداء مختلف الأساليب لإخفاء ذكرهم، كان المسلمون آنذاك يحملون لهم الاحترام والمحبة والولاء، ولهم النفوذ الكبير في أوساط المسلمين. وقد ظهرت للإمام (عليه السلام) كرامات تناقلها الناس في ذلك الوقت، مما زاد في اعتقادهم في خصائص أهل البيت المتفوقة وملكاتهم المنفردة، كل ذلك أثار فزع الحكام ونقمتهم عليه وعلى الأئمة من أهل البيت (عليه السلام)، لذلك يلاحظ أن المتوكل أمر أكثر من مرة بتفتيش بيت الإمام، إلا أنهم وجدوا الإمام وعليه مدرعة من صوف جالس على التراب متوجهاً لله تعالى يتلو القرآن الكريم، وقد أجبر مرة على الحضور إلى مجلس المتوكل، الحافل بالخمرة والمجون والسكارى، وقد كان المتوكل متهتكاً سكيراً ظالماً مبذراً لأموال المسلمين، يرتكب أفظع الجرائم والمنكرات.
وقال أبو جعفر الطوسي في مصابيحه ، وابن عيّاش ، وصاحب الدّروس: إنّه قُبض بسرّ مَن رأى يوم الاثنين ثالث رجب ووافقهم الفتّال النيسابوري في روضة الواعظين حيث قال: توفّي (عليه السلام) بـ (سرّ مَن رأى) لثلاث ليال خلون نصف النّهار من رجب ، وللزرندي قول: بأنّه توفّي يوم الاثنين الثالث عشر من رجب. ولكنّ الكلّ متّفقون على أنّه استشهد في سنة أربع وخمسين ومائتين للهجرة. فسلام عليه يوم وُلد ويوم تقلّد الإمامة وهو صبيّ لم يبلغ الحلم ويوم استشهد ويوم يُبعث حيّاً.
وتميّز عصر الإمام الهادي(عليه السلام) بقربه من عصر الغيبة المرتقب ، فكان عليه أن يهيّئ الجماعة الصالحة لاستقبال هذا العصر الجديد الذي لم يُعهد من قبل حيث لم يمارس الشيعة حياتهم إلاّ في ظل الارتباط المباشر بالأئمة المعصومين خلال قرنين من الزمن. ومن هنا كان دور الإمام الهادي(عليه السلام) في هذا المجال مهمّاً وتأسيسيّاً وصعباً بالرغم من كل التصريحات التي كانت تتداول بين المسلمين عامّةً ، وبين شيعة أهل البيت خاصّةً حول غيبة الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت(عليهم السلام) أي المهدي المنتظر الذي وعد الله به الأمم. زيارة الامام علي الهادي. وبالرغم من العزلة التي كانت قد فرضتها السلطة العباسية على هذا الإمام حيث أحكمت الرقابة عليه في عاصمتها سامراء ولكنّ الإمام كان يمارس دوره المطلوب ونشاطه التوجيهي بكل دقّة وحذر ، وكان يستعين بجهاز الوكلاء الذي أسّسه الإمام الصادق(عليه السلام) وأحكم دعائمه أبوه الإمام الجواد(عليه السلام) وسعى من خلال هذا الجهاز المحكم أن يقدّم لشيعته أهمّ ما تحتاج إليه في ظرفها العصيب. وبهذا أخذ يتّجه بالخط الشيعي أتباع أهل البيت(عليهم السلام) نحو الاستقلال الذي كان يتطلّبه عصر الغيبة الكبرى ، فسعى الإمام علي الهادي(عليه السلام) بكل جدّ في تربية العلماء والفقهاء إلى جانب رفده المسلمين بالعطاء الفكري والديني و العقائدي والفقهي والأخلاقي ، ويمثّل لنا مسند الإمام الهادي(عليه السلام) جملة من تراثه الذي وصل إلينا بالرغم من قساوة الظروف التي عاشها هو ومَن بعده من الأئمة الأطهار(عليهم السلام).