وقال، لفسدتا هنا بمعنى خربتا أو أهلك كل من فيهم بسبب الاختلاف والتنازع. لذلك سبحان الله نزه نفسه على أن يكون له شريك اّلهى، وأمر عباده أن ينزهوا. تفسير السعدي: لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا الشيخ عبد الرحمن السعدي، من أفضل مفسرين القراّن الكريم، ويعتمد تفسيره على السهولة والوضوح، وقام بتفسير تلك الآية الكريمة كما يلي: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ). (لَوْ كَانَ فِيهِمَا)، أي في السماوات والأرض، (آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا)، بمعني. فسد كل من فيها من المخلوقات، بل ذاتهما أيضاً، ودليل السعدي في ذلك. أن العالم السفلي والعلوي، في أكمل وجه وبه نظام وصالح ولا يوجد به أي خلل. ولا يتم فيه معارضة من قبل أحد، وسبب ذلك بالطبع إن للكون إله ومدبر واحد. ولكن إذا حدث العكس وكان للكون إلاهان لحكمه، ماذا كان سوف يحدث إذا. اختلفا كلاهما، أحدهما أراد شيئاً والأخر لا يريد، فمن الطبيعي ألا يتفق كلاهما معاً. بالتالي، سوف يتحقق ما يريده إله على حساب الآخر، وسيكون الآخر في موضع العاجز. سوف يتمانع ويتعارض مع الآخر، لذلك سيختل توازن الكون باختلال نظامه واستقراره.
2011-07-13, 07:58 AM #1 إعراب "إلا الله لفسدتا" الأنبياء-22 1- "إعراب القرآن" لابن سيده وإنما أجاز النحويون: قام القوم إلا زيد بالرفع، على الصفة. وقد عقد سيبويه في ذلك باباً في كتابه فقال: هذا باب ما يكون فيه إلا وما بعده وصفاً بمنزلة غير ومثل. وذكر من أمثلة هذا الباب: لو كان معنا رجل إلا زيد لغلبنا، {ولو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}(الأنبياء: 22). 2- "الدر المصون في علم الكتاب المكنون" للسمين الحلبي قوله: {إِلاَّ اللَّهُ}: "إلاَّ" هنا صفةٌ للنكرة قبلها بمعنى "غَيْر"، والإِعرابُ فيها متعذَّر، فَجُعِل على ما بعدها. وللوصفِ بها شروطٌ منها: تنكيرُ الموصوفِ، أو قُرْبُه من النكرة بأَنْ يكونَ معرفاً بأل الجنسية. ومنها أَنْ يكونَ جمعاً صريحاً كالآية، أو ما في قوةِ الجمعِ كقوله: 3334ـ لو كان غيري سُلَيْمى اليومَ غيَّره * وَقْعُ الحوادِثِ إلاَّ الصارمُ الذَّكَرُ فـ: إلاَّ الصارِمُ" صفةُ لغيري لأنه في معنى الجمع. ومنها أَنْ لا يُحْذَفَ موصوفُها عكسَ "غير". وقد أَتْقَنَّا هذا كلَّه في "إِيضاحِ السبيل إلى شرح التسهيل" فعليك به. وأنشد سيبويهِ على ذلك قولَ الشاعر: 3335ـ وكلُّ أخٍ مُفارِقُه أخُوه * لَعَمْرُ أبيكَ إلاَّ الفرقدانِ أي: وكلُّ أخٍ غيرُ الفرقدين مفارِقُه أخوه.
فإن قلت: لم وجب الأمران؟ قلت: لعلمنا أن الرعية تفسد بتدبير الملكين لما يحدث بينهما من التغالب والتناكر والاختلاف. قال عبد الملك بن مروان حين قتل عمرو بن سعيد الأشدق: كان والله أعز على من دم ناظري. ولكن لا يجتمع فحلان في شول- أى: في عدد مع النياق-. وقوله- تعالى-: فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ تنزيه لله- تعالى- عما قاله الجاهلون في شأنه- عز وجل-. أى: فتنزيها لله وتقديسا وتبرئة لذاته عن أن يكون له شريك في ألوهيته، وجل عما وصفه به الجاهلون. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ فقال ( لو كان فيهما آلهة) أي: في السماء والأرض ، ( لفسدتا) ، كقوله تعالى: ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون) [ المؤمنون: 91] ، وقال هاهنا: ( فسبحان الله رب العرش عما يصفون) أي: عما يقولون إن له ولدا أو شريكا ، سبحانه وتعالى وتقدس وتنزه عن الذي يفترون ويأفكون علوا كبيرا. ﴿ تفسير القرطبي ﴾ قوله تعالى: لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا أي لو كان في السماوات والأرضين آلهة غير الله معبودون لفسدتا. قال الكسائي وسيبويه: إلا بمعنى غير فلما جعلت إلا في موضع غير أعرب الاسم الذي بعدها بإعراب غير ، كما قال:وكل أخ مفارقه أخوه لعمر أبيك إلا الفرقدانوحكى سيبويه: لو كان معنا رجل إلا زيد لهلكنا.