من الحيوانات التي امرنا بقتلها، امرنا الله سبحانه وتعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ان نتبع الشريعة الاسلامية ونطبق كل ما جاء بها من احكام شرعها الله لنا وبينها ووضحها في هذه الشريعة، التي تعتمد على القرأن الكريم والسنة النبوية على اعتبارهما اهم مصدرين للتشريع الاسلامي، فالالتزام باوامر الله عز وجل يجعله يرضى عنا وبالتالي دخول جنة عرضها السموات والارض للمسلمين الذين يطبقون الشرع على اكمل وجه. يوجد العديد من الحيوانات المنتشرة على كوكب الارض باشكال وانواع كثيرة جدا، فمنها ما هو نافع للانسان ويستفيد منه في كثير من الامور مث انه يعتبر مصدر اساسي للغذاء (لحوم، البان، اجبان)، كما ان الحيوانات تعتبر بعضها وسيلة نقل للانسان، وغيرها من الفوائد الاخرى وعلى الرغم من ذلك الا ان هناك بعض الحيوانات التي تعتبر ضارة للانسان وامرنا الشرع بقتلها، وفيما يخص سؤالنا هذا من الحيوانات التي امرنا بقتلها قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (خَمْسٌ فَوَاسِقُ، يُقْتَلْنَ في الحِلِّ وَالْحَرَمِ: الحَيَّةُ، وَالْغُرَابُ الأبْقَعُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ العَقُورُ، وَالْحُدَيَّا). الحية، الغراب، الفأرة، الكلب العقور، الحدأة، العقرب، الوزغ.
الكلب العقور: من الطبيعي أن الكلاب تعتبر من الحيوانات الوفية القريبة إلى الإنسان والتي تتسم بالوفاء والتضحية إلا أنها هناك أنواع سيئة من الكلاب التي تدخل تحت فصيلة الكلاب المهجنة والتي تحمل من الجينات ما يجعلها مفترسة ومؤذية للإنسان وتتسبب له في الضرر والكلب العقور إحدى تلك الأنواع لأنه من الكلاب المسعورة التي تتسبب في الكثير من المضار للإنسان وتتسبب له في الكثير من الجروح وخاصة للأطفال الذين لا يمكن أو لا يكون باستطاعتهم حماية أنفسهم. الغراب الأبقع: هو غراب لونه أسود من النوع المفترس وهو نوع من الغراب لكنه مفترس وقاتل للإنسان يتسبب في قدر كبير من الجرح والضرر للإنسان.
عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (خَمْسٌ مِنْ الدَّوَابِّ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ، يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ: الْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ). الحيوانات التي امر الله بقتلها - حياتكَ. متفق عليه وَلِمُسْلِمٍ: (بِقَتْلِ خَمْسِ فَوَاسِقَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ). قوله: (كلهن فاسق) أي: خارجٌ عن طبع سائر الحيوانات، فطبعهن الأذى والإفساد، وهذه هي علة تحريم أكلهن وعلة الأمر بقتلهن، وفي حكمهن: كلُّ ما أشبههن في الأذى والإفساد، وما كانت العلة فيه أقوى كان بالحكم أولى، وجاء ذكر فاسق مفردًا ومذكرًا؛ مراعاة للفظ (كل)، وفي رواية: (كلهن فواسق). العدة في فوائد أحاديث العمدة ص349
يقول النبي عليه الصلاة والسلام في حديث أنه لا ضرر ولا ضرار؛ ولم يمنع الله عن المسلمين من أمور محرمة نزل فيها تحريم كامل في كتاب الله وعلى سنة رسوله إلا لحكمة ما يعلمها الله ولقد أوضحتها الشريعة الإسلامية والنبي عليه الصلاة والسلام وأن ضررها أكبر من نفعها ولذلك منعها الله عن عباده سواء من أكلات محرمة لضررها الكبيرة على الصحة العامة وقد تسبب أمراض أو لأنها ضارة جداً مثل الحيوانات التي تتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة التي تفتك بالإنسان والتاريخ الحديث مليء بالكثير من المواقف الصعبة التي راح ضحيتها ملايين الناس الذين عانوا من انتقال الأمراض بسبب تلك الحشرات وقلة النظافة أيضاً. الفئران: من أوائل الحيوانات التي حث النبي عليه الصلاة والسلام تابعيه والصحابة على ضرورة قتلها؛ فالفئران من فئة القوارض التي تتعايش على البكتيريا والفيروسات ومن المثبوت علمياً ومن الدراسات أن الفئران هي المسؤول الأول عن انتشار الطاعون وكافة الأمراض المزمنة قديماً والتي أدت إلى هلاك ملايين الناس ولم يستطع أحد السيطرة عليها ولا حتى بأحدث الطرق الحديثة في العلم والدواء وكانت السبب في قتل الكثير من الجنود في الحرب العالمية الأولى وانتقلت منها للكثيرين لأنها من الأمراض المعدية وكان النبي عليه الصلاة والسلام يطلق على الفأر اسم الفواسق.
والكثير من الفقهاء اختلفوا فيما بينهم عن حكم قتل الخنزير على الرغم من اتفاقهم جميعاً على أن أكل الخنزير محرم ولكن منهم من أجاز بقتل الخنزير ومنهم من لم يجيز بذلك؛ إلا أنه وبقول الكثير من الفقهاء أنه لا يجوز قتل الخنزير إن كان يعتبر من أطعمه أو ملك لأهل الذمة وذلك نوع من الاحترام والتقدير للعقائد المختلفة والتي أقرها الإسلام في حق ممارسة الشعائر الدينية وفي حقهم في كل الحقوق المدنية ومنها نوع الطعام وأنه وإن لم يتسبب في ضرر لأمة المسلمين لا مشكلة وعملاً بالقاعدة الفقهية درء المفاسد مقدم على جلب المنفعة.
حكم قتل وتعذيب الحيوانات لقد خلق الله تعالى الأرض بكل ما فيها من نبات وحيوان في خدمة الإنسان ، كما قد قام الله تعالى بتشريع ووضع الحدود في التعامل مع الكائنات الحية في القرآن الكريم ، او في السنة النبوية على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأول هذه التشريعات هي تعذيب الحيوانات ، وهو شيء مكروه من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ففي حديث شريف عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أن امرأة ادخلها الله النار بسبب تعذيبها لقطة ، وجيشها وعدم اطعامها ، فما بال الذين يقومون بتعذيب الحيوانات بالنار ، واغراقهم في المياه ، وغيرها الكثير من طرق التعذيب التي حسابها عند الله عسير ، بالحيوانات كائنات ضعيفة أمام الإنسان. وبالنسبة لحكم قتل الحيوانات ، فقد حلل الله تعالى قتل الحيوانات التي من شأنها أن تقوم بأذية الإنسان بأي طريقة كانت ، وغير ذلك يعتبر من الأشياء المكروهة ، وكثير منا يسأل عن حكم قتل الكلاب فمنها ما يقوم بأذية الإنسان – الكلاب المسعورة – ومنها ما لا يؤذي فما الحكم فيها ، فقد أمر الرسول بقتل الكلاب المؤذية فقط ، أما الكلاب الغير مؤذية فلا ضرر في تركها وذلك استنادا لحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه.