نلتقي بكم أحبتنا الأفاضل مع قصة مثل جديد ، ومثل اليوم يحمل عنوان: ' عند جهينة الخبر اليقين '. هذا المثل يضرب لمن يعرف أن الخبر الأكيد عنده وليس عند غيره ، وقصته تدور حول رجلين مجرمين وصعلوكين ، أحدهما يدعى حُصين بن عمرو ، والآخر من قبيلة جهينة يدعى الأخنس بن كعب ، خرجا ذات يوم للنهب والسلب – طبعا كل واحد لحاله – فلقي حصين أخنسا فقال له: – من أنت ثكلتك أمك! – فقال له الأخنس: بل من أنت ثكلتك أمك! فتزايدا في القول حتى قال الأخنس: أنا الأخنس بن كعب ، فأخبرني من أنت وإلا قتلتك ؟ فقال له الحصين: أنا الحصين بن عمرو الكلابي. وعند جهينة الخبر اليقين - منتدى نشامى شمر. فقال له الأخنس: فما الذي تريد ؟ قال الحصين: خرجت لما يخرج له الفتيان. / يقصد النهب والسرقة وقطع الطريق ، كما اشتهر عند الشعراء الصعاليك. قال الأخنس: وأنا خرجت لمثل ذلك. فقال له الحصين: هل لك أن نتعاهد ألا نلقى أحدا من عشيرتك أو عشيرتي إلا سلبناه ؟ قال الأخنس: نعم. عهد عنوانه الترقب والغدر! وأي عهد هذا الذي يجري بين اللصوص وقطاع الطرق ، عهد عنوانه الغدر في أي لحظة أو فرصة سانحة ، وهذا ما كان ، حيث خرجا وكل واحد منهما حذر أشد الحذر من صاحبه ، لأنهما يدركان خطورة بعضهما البعض.
عرضت برنامج "تأملات" في حلقته بتاريخ (2020/3/10) أصل قصة المثل "عند جهينة الخبر اليقين" عند قدماء العرب. عند جهينة الخبر اليقين قصة مثل عربي - YouTube. عرضت برنامج "تأملات" في حلقته بتاريخ (2020/3/10) أصل قصة المثل "عند جهينة الخبر اليقين" عند قدماء العرب. وتتعلق حكاية المثل بقاتل فاتك اسمه الحصين، وقد هام على وجهه يقطع الطريق، فيقتل من يقدر على قتله ويسلب متاعه، ولقيه الأخنس الجهني وكان فاتكا مثله، فتعاهدا ألا يغدر أي منهما بالآخر، وأن يصطحبا في قطع الطريق وسلب الناس. وفي يوم من الأيام علم الصديقان الفاتكان بأن رجلا انصرف من عند الأمير بهدايا وجوائز، فترصداه حتى وجداه مستظلا تحت شجرة، فأتياه فدعاهما على الطعام، فأكلا معه وشربا، ثم ذهب الجهني لقضاء حاجته، وعندما رجع وجد صاحبه الحصين وسيفه في يده يقطر دما ووجد الرجل الذي ضيفهما قتيلا غارقا في دمه، فلام الجهني صاحبه على فعلته، فقال الحصين "اقعد نتم طعامنا، والله ما خرجنا إلا لمثل هذا"، فأظهر الجهني الرضا وأتم أكله مع صديقه، لكنه أدرك أنه غادر لا عهد لديه واقتنص منه غفلة فعلاه بالسيف وقتله، ثم سلب المتاع كله ومضى في سبيله متابعا اللصوصية. وبعد مدة افتقد أهل الحصين ابنهم، ولعلهم فرحوا بغيابه وغياب أخباره، لكن أخته كانت ترتاد الأسواق وتسأل الناس عنه، وصادف أن سمعها الجهني، فمضى عنها وهو يقول: " تسائل عن أخيها كل ركب وعند جهينة الخبر اليقين " ومنذ ذلك الوقت ذهب قوله مثلا، وباتت العرب تقول "عند جهينة الخبر اليقين ".
فيم يضرب مثل "عند جهينة الخبر اليقين"؟ يُعدّ مثل "عند جهينة الخبر اليقين" من الأمثال العربية القديمة المشهورة، وهو مثل يُضرب في أولئك الذين يعرفون أن الخبر الأكيد عندهم، وليس عند غيرهم، وللمثل قصة معروفة ضمتها صفحات الكثير من أمهات الكتب العربية، وفيما يلي قصته. IMLebanon | عند جهينة الخبر اليقين. قصة مثل "عند جهينة الخبر اليقين": أما قصة مثل "عند جهينة الخبر اليقين"، كما أوردها القاضي والمؤرخ والنسابة الأديب "حمد الحقيل" في كتابه: "كنز الأنساب ومجمع الآداب"، أن رجلًا يُعرف بالحصين بن عمرو بن معاوية بن كلاب، قد أحدث في قومه حدثًا؛ فخرج هاربًا، فاجتمع برجل من قبيلة جُهينة، يُقال له: الأخنس بن كعب، فتعاقدا ألّا يلقيا أحدًا إلا سلباه، وكلاهما فاتك يحذر صاحبه، فعرفا أن رجلًا من لخم قد قدم من عند بعض الملوك بمغنم، فذهبا في طلبه، فوجداه نازلًا في ظل شجرة، فعرض عليهما الطعام فنزلا وأكلا وشربا. ثم إن الأخنس الجهني قد ذهب لقضاء حاجته، وما إن عاد حتى وجد سيف الحُصين قد سُلّ، ورأى الرجل اللخمي مضرّج بدمائه، فما كان منه إلا أن سلّ سيفه، وقال للحصين: ويحك! قتلت رجلًا حُرّم علينا دمه بطعامه وشرابه! فقال له الحصين: اقعد يا أخا جهينة، فلهذا ومثله خرجنا، ثم إن الجُهني شغل الحصين بشيء، ثم وثب عليه فقتله، وأخذ متاعه ومتاع اللخمي، ثم انصرف إلى قومه راجعًا بماله، وكانت لحصين أخت تسمى صخرة، فكانت تبكيه في المواسم، وتسأل عنه فلا تجد من يخبرها بخبره، فقال الأخنس حين أبصرها: "كَصَخرةٍ إذ تسائِلُ في مراحٍ * وفي جرمٍ وعِلْمُهُما ظنونُ تُسائِلُ عن حصينِ كلَ رَكْبٍ * وعند جُهَيْنةَ الخبَرُ اليَقِينُ فمَنْ يَكُ سائلا عنه فعـندي * لسائِلِهِ الحديثُ المستَبِينُ"، فلما أيقنوا فيما بعد من أن "الأخنس الجُهنيّ" قد قتل الحصين كما قال في شعره، أصبح شطر البيت الذي قاله مثلًا، يضربه العرب في معرفة الأخبار وصحتها.
وهذه الثغرات المعروفة يبدو أنّها ليست مجرد ثغرات، بل هي هاوية الجحيم التي تتوسع لتُغرق البلد وأهله. لا عجب على هذا الأساس تمّسك جهينة بالوضع القائم، أي استمرار الفساد في كل مكان لتتمكن هي من التخفّي وراءه لتستمر بما تقوم به. وهنا علينا العودة، ولو في إختصار، الى ما فعلته جهينة وأهلها بالقتيل من تعذيب وتنكيل قبل القضاء عليه. وسأختصر القضية في الخمس عشرة سنة الماضية، حتى لا أطيل الكلام الذي يحتاج إلى مجلّدات لو تمّ شرح تفاصيله. الضربة الأولى في هاوية الجحيم كانت تلك الحفرة المشتعلة في الرابع عشر من شباط سنة 2005، يوم قرّر أهل جهينة من القديسين، أن يغتالوا رفيق الحريري، ومن بعده أن يذهبوا الى المشاركة في تقبّل التعازي، وأهل الضحية غافلون عن كون جهينة عندها الخبر اليقين. أُقفل البلد واقتصاده لأشهر، ولولا حكمة أهل الضحية لتجاوز الحزن والعودة إلى الحياة، لكانت الأمور ذهبت إلى المجهول. وما ان مضت بضعة أشهر حتى أتت الضربة الثانية بحرب تموز، التي وسعّت هوّة الجحيم وضربت فرصة كانت واعدة لصيف سنة 2006 ، أبت جهينة وأهلها أن يمرّ على خير. ولكن، عاد أهل الضحية مجدداً الى اختراع خطة إنقاذ كان اسمها "باريس 3″، وهي أيضاً كانت واعدة لإعادة إنعاش الاقتصاد المترنح على حافة الهوّة الملتهبة.
تصاعد أحداث القصة: أرشدهم الرجل على شخص من مدينة بني لخم ، وكان يحمل معه الكثير من الغنائم التي يحملها إلى أحد الملوك ، وعند شجرة على الطريق التقيا بهذا الرجل وكان يستظل تحتها ، وعندما وجدهم الرجل عرض عليهم الطعام والشراب وعاملهم بطريقة غاية في الكرم ، وبالفعل فقدم لهما الطعام وأكلا معه بالفعل ، وثم ذهب الأخنس استراح قليًلا على شجرة أخرى في نفس المكان ، ولكنه عندما استيقظ وعاد وجد أن هذا الرجل الكريم مقتولً ودماؤه سائلة ، مما أثار غضبه بقوة وانتقد بشدة فعلة زميله في قتل رجل كريم عاملهم بالحسناء. نهاية أحداث القصة: ولكن الجهني كان مجردًا من المشاعر الإنسانة يسعى كل السعي ليحصل فقط على المال ولكن طمعه دفعه لأن يقتل زميله الأخنس وينسى ما كان بينهما من اتفاق ، حيث قال له: اقعد يا أخا جهينة ، فلهذا وشبهه خرجنا ، وعندما اطمئن الأخنس تفاجئ بالجهني يجرد السيف ليقتله هو أيضًا كما فعل مع من أحسن إليه ، ويسرق كل الغنائم وحدة وبالفعل قتله وعاد بمفرده إلى المدينة ، فتوجهت له أخت الأخنس لتسأله عن شقيقها ولماذا عاد من غيره؟ فقال لها الجهني لقد قتلته ولكن المرأة لم تصدق ، وقالت له كذبت ما مثلك يقتل مثله ، وظلت أخته تسير في الطرقات تبكي وتسأل عن شقيقها ، وترفض أن تصدق وفاته.
فما كان من جهينة إلّا معاجلة "باريس 3" باحتلال الوسط التجاري وخنق الاقتصاد مجدداً، بعدما أخذ بضعة أنفاس. بالطبع، فقد ترافق كل ذلك مع شلّ كل المؤسسات في السلطة التنفيذية والتشريعية، وتأخير انتخاب رئيس للبلاد لسنتين، ومن ثم كانت غزوة السابع من أيار. ورغم كل ذلك، عن ضعف كان أم حكمة، عاد أهل الضحية ودخلوا في مشروعي إنقاذ هجينين ووهميين، هما "اتفاق الدوحة" ومن بعده "السين-سين"، وقد تمكنا من ضخ بعض الأنفاس الجديدة لسنتين، إلى أن عاد النزق لأهل جهينة وقرّروا الانقلاب على كل شيء وقّعوه. أسقطوا الحكومة، ومن بعدها دخلوا في الحرب الكونية الإقليمية، وأدخلوا البلد كله من بعدها في أتونها وتداعياتها، والبقية اليوم معروفة بخصوص نقض جهينة وأهلها كل الوعود والعهود، ويكفي ذكر "إعلان بعبدا" الذي لم يبصر النور، نتيجة المكر والتقية أثناء توقيعه. كل ذاك التنكيل كان يحصل وجهينة وأهلها لا وصمة فساد عليهما، وبقي الآخرون متهمين بمجملهم بالصفقات والألاعيب. كان هذا كله قائماً، وكل من توالى على الحكم يدفن رأسه في التراب، او يخاف أن تنهال عليه الحجارة لو أنّه رمى الحجر الأول، فمن كان منهم بلا خطيئة يا ترى؟ قصة المعابر ليست الوحيدة لتفضح جهينة، فتبييض الأموال كان قائماً منذ عقود، والمعابر المالية كانت مفتوحة للفساد المالي الضروري لتمويل "المقاومة"، في سبيل توفير مال الولي الفقيه النظيف، يعني مال الإجرام الدولي هو بديل النظيف.