السنن الخاصة تتعلّق بخضوع البشر لها باعتبارهم أفراداً وأمماً وجماعات خضوعاً يتعلّق بتصرفاتهم وأفعالهم وسلوكهم في الحياة، وما يكونون عليه من أحوال، وما يترتّب على ذلك من نتائج كالسعادة والشقاء، والعزّ والذل، والقوّة والضعف، والنصر والهزيمة، ونحوِ ذلك من الأمور الاجتماعية في الدنيا، وما يترتّب عليها من جزاءٍ في الآخرة، سواء كان عذاباً أو نعيماً، ومن ذلك قوله تعالى: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ *} [الاعراف:128] أي الخاتمة المحمودةُ، أو النهاية في الدنيا والآخرة لمن أتقى.
↑ سورة البقرة، آية:21 ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:2856، صحيح. ↑ محمد بن ابراهيم الحمد، توحيد الربوبية والالوهية الفروق بينهما والتأليف فيهما ، صفحة 14. ↑ أحمد بن حجر آل بوطامي (1415)، كتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب (الطبعة 1)، صفحة 101. ↑ رواه ابن القيم، في اعلام الموقعين، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:1/164، صحيح. ↑ "حكم تقسيم التوحيد ثلاثة أقسام" ، دائرة الإفتاء الأردني ، 29-04-2019، اطّلع عليه بتاريخ 7-9-2021. بتصرّف.
أيها المسلمون: لقد تظاهرت الأدلة من الكتاب, وتضافرت من السنة، وتنوعت دلالتها في وجوب إفراد الله بالعبادة؛ فتارة تأتي النصوص آمرةً أمراً مباشراً بتوحيد الله، وتارة أخرى تأتي لتبين الغاية التي من أجلها خلق الجنّ والإنس، وتارة تأتي لتحذر من مغبة مخالفة هذا النوع من أنواع التوحيد، وتارة تأتي لتوضح ثواب من عمل به في الدنيا والآخرة، وعقاب من تخلى عنه وتركه، وحارب أهله، وعاداهم. وقد وردت في القرآن والسنة أدلّة تقرر توحيد الألوهية بأحسن تقرير وأقوى حجة، لا يستطيع دفعها خصم, ولا يقف أمام قوتها معاند، وهي على أنواع: فمنها ما يأتي إلزام للمشركين باعترافهم بتوحيد الربوبية ليقروا بتوحيد الألوهية الذي ينكرونه، ومنها ما هو بيان لحال الآلهة التي تعبد دون الله في الدنيا والآخرة بصفة تقرر عدم استحقاقها للعبادة، ومنها ما هو تذكير للمشركين بما يكمن في نفوسهم من التوحيد وأنه لا برهان لهم ولا حجة في شركهم، ومنها ما فيه بيان أن الحكم لله وحده شرعاً وجزاءً، ومنها ما يقرر إجماع الكتب السماوية على استحقاق الله للعبادة وحده.