المتنبي وسيف الدولة عاش المتنبي في الوقت الذي بدأت فيه الخلافة العباسية في الانهيار، وأصبحت العديد من الدول في العالم الإسلامي مستقلة سياسياً وعسكرياً عن الخلافة العباسية الضعيفة؛ وكانت إمارة حلب على رأس تلك الدول. بدأ المتنبي في كتابة المدح في التقليد الذي وضعه الشعراء أبو تمام والبحتوري؛ وفي عام 948 م تعلق بسيف الدولة الشاعر الحمداني أمير شمال سوريا، والتحق المتنبي ببلاط سيف الدولة عام 948 م. كان سيف الدولة مهتمًا بشكل كبير بمحاربة الإمبراطورية البيزنطية في آسيا الصغرى حيث قاتل المتنبي إلى جانبه، وخلال السنوات التسع التي قضاها في بلاط سيف الدولة، قام المتنبي بتلوين أعظم وأشهر قصائده، وكتب مدحًا لمدائحه التي تعتبر من روائع الشعر العربي. شرح قصيدة نعد المشرفية والعوالي – سكوب الاخباري. وحدث خلال إقامته في حلب منافسة كبيرة بين المتنبي وكثير من العلماء والشعراء في بلاط سيف الدولة، ومن هؤلاء الشعراء أبو فراس الحمداني، ابن عم سيف الدولة. بالإضافة إلى ذلك، فقد المتنبي حظوة سيف الدولة بسبب طموحه السياسي في أن يكون واليًا، والجزء الأخير من هذه الفترة كانت مليئة بالمؤامرات والغيرة التي بلغت ذروتها بمغادرة المتنبي سوريا إلى مصر، ثم حكمها بالاسم الإخشيديون.
كان المتنبي واحد من أشهر شعراء العرب ، وقد ذاع صيته وانتشرت شهرته في القرن العاشر الميلادي وقد اشتهرالمتنبي بقصصه ونوادره وأنه قد قتله شعره ، كما ارتبط اسم المتبني بالخليفة سيف الدولة الحمداني والذي اشتهر باسم سيف الدولة وكان مؤسس إمارة حلب ، وقد اعتاد المتنبي أن يمدح سيف الدولة في قصائده ، فكان سيف الدولة يمنحه ثلاثة آلاف دينار كل عام ، وكان المتنبي يكتب ثلاثة قصائد فقط. وذات يوم كان القائد والشاعر أبو فراس الحمداني يجلس مع سيف الدولة وهو ابن عمه وقد حارب معه كثيرًا وكان أيضًا من أبرز شعراء عصره ، فقال أبو فراس لسيف الدولة إنك تجزل العطاء للمتنبي فتمنحه ثلاثة آلاف دينار وهو يكتب ثلاثة قصائد فقط ، وأنك يمكنك أن تجلب إلى ديوانك عشرين شاعرًا ويأتوك بأحسن من شعره وتمنحهم مائتي دينار فقط ، فاقتنع سيف الدولة بكلام أبو فراس ونفذه ، فلما سمع المتنبي بالقصة دخل على سيف الدولة في مجلسه وهو يحمل ورقة في يده ، وكان أبو فراس يجلس معه ، وبدأ المتنبي يقرأ من الورقة الأبيات التالية: وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ وَمَنْ بجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ. ما لي أُكَتِّمُ حُبّاً قَدْ بَرَى جَسَدي وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلةِ الأُمَمُ.
وكان الاعرابي صاحب غدر به، فسئل عنه فقال: صاحب سوء كقطعة من النار، معدم مما تحب، مثر مما تكره! وقال اعرابي لرجل ملح: أنت ألح من ذباب! ووصف رجلاً يغتابه فقال: هو إذا حدث حلف، وإذا وعد أخلف، ينظر نظر الحسود، ويعرض اعراض الحقود! ونزل اعرابي بقوم فلم يكرموه.. بل طردوه!.. فقال عنهم: هم أقل الناس ذنوباً إلى أعدائهم، وأكثر الناس إجراماً على أصدقائهم، يصومون عن المعروف، ويفطرون على الفحشاء! @@@ إن العرب يكرهون العبوس يقول الاعرابي: بني إن البر شيء هين وجه طليق وكلام لين إن يغدروا أو يفجروا أو يقتلوا.. لا يحفلوا يغدوا عليك مرجلين كأنهم لم يفعلوا..! إن عمق الهجاء هنا أنه جعلهم معتادين أقبح الصفات والجرائم لا يهتمون إذا ارتكبوها ولا يخجلون مقدار ذرة، منهم يغدرون.. ويفجرون.. من قائل أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي – مكتوب. بل ويقتلون.. ثم يأتون إليك قد رجلوا شعورهم وزينوها كأنهم قادمون من حفلة جميلة.. من عرس.. جعلهم يرون أقبح الصفات هي أجمل الصفات.. نزع منهم كل ذرة إنسانية وكل ذرة أخلاق! ومفهوم الهجاء هنا تقديس العرب لقيم الوفاء والعفاف والحرص على حياة الآخرين.. وحميدان الشويعر بارع في تصوير وتشويه رديءالخصال، قاطع في سحق عظام من يهجوه.. ولحميدان لسان حاد كأسنان التمساح.. يقول يهجو رجلاً بالجبن (والمشكلة انه ابنه!! )
مقتل أبو الطيب المتنبي ثم يذكر أنّه وهو عائد وغلامه هجموا عليهم قطاع الطرق، فعندما أراد الهرب، قال له غلامه ألست أنت القائل: فقال لغلامه: قتلتني قتلك الله، وعاد لقتال قطاع القتال، وظلّ يقاتل حتى قتل.
وفي مصر أمضى اربع سنوات مليئة ب المرارة والخيبة وفراق الأحبة ، ويحتمل ان تكون خولة مقيمة في قلبه ، ولا نعرف إن كان هناك تواصل بينهما ، ولكنه كان شبه سجين لدى كافور ، إلى ان تمكن من الهرب بشجاعة منقطعة النظير. لدى المتنبي شعر غزلي يفوق أي شعر آخر ، ولكنه ليس خاصا بامرأة معينة ، وكأنه كان يشعر ان هذا الغرض الشعري يقتضي ان يبدع فيه ، ولو تكلفا. من القائل : انا الذي نظر الاعمى الى ادبي - موقع محتويات. و منه: لعينيك مايلقى الفؤاد وما لقي وللحب مالم يبق منه وما بقي وكذلك قوله: وعذلت اهل العشق حتى ذقته فعجبت كيف يموت من لا يعشق ومنه قوله: تذلل لها واخضع على القرب والنوى فما عاشق من لايذل ويخضع ولكن إذا ما قورن هذا الجانب بجوانب أخرى من شعره ، فإن المشاعر هنا تبدو باهتة ، وباردة ، وخالية من حرارة الحب الذي تنبض به قلوب العشاق الحقيقيين. * * * * * وسيختلف هذا الامر جذريا حين سمع بخبر وفاة خولة ، فقد انفجر باكيا ، ولم يكن قادرا على حبس دموعه الغزيرة ، وقد تحول إلى شخص آخر ، ضعيف الصلة بنفسه قبل وفاتها. وقد تكررت كلمة البكاء عدة مرات في القصيدة ، وكأن مناحة كبيرة حصلت: لايملك الطرب المحزون منطقه ودمعه، وهما في قبضة الطرب غدرت ياموت كم افنيت من عدد بمن اصبت وكم أسكت من لجب ومعنى الطرب ( بكسر الراء) هنا الحزين ، وهو الذي لايستطيع ضبط دموعه وهو في أوج حزنه.
الوصف: أجاد المتنبي وصف المعارك والحروب البارزة التي دارت في عصره وخاصة في حضرة وبلاط سيف الدولة، فكان شعره يعتبر سجلاً تاريخيًا، كما أنه وصف الطبيعة وأخلاق الناس ونوازعهم النفسية، كما صور نفسه وطموحه. الهجاء: لم يكثر الشاعر من الهجاء، وكان في هجائه يأتي بحكم يجعلها قواعد عامة، تخضع لمبدأ أو خلق، وكثيراً ما يلجأ إلى التهكم، أو استعمال ألقاب تحمل في موسيقاها معناها، وتشيع حولها جو السخرية بمجرد اللفظ بها، كما أن السخط يدفعه إلى الهجاء اللاذع في بعض الأحيان. الحكمة: اشتهر المتنبي بالحكمة وذهب كثير من أقواله مجرى الأمثال لأنه يتصل بالنفس الإنسانية، ويردد نوازعها وآلامها.
هذا فضلاً عما حوته القصيدة من حكم سرى بعضها مسرى المثل.
ليس صدفة ورود اسمه صلى الله عليه وسلم في هذه السياقات ذات الدلالة العالية في المسؤولية، فمعلوم أن أعظم ما يضحّي به المؤمن هو نفسه، من أجل هذا الدين العظيم، وقدوتنا في ذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولا بد من فهم أن موضوع الجهاد أعم كثيرا من القتال والتضحية بالنفس في سبيل الله. هذه هي آخر آية من سورة الفتح، والفتح فيها هو صلح الحديبية لا فتح مكة، فالصلح كان مقدمة للفتح الأعظم فتح مكة، وكذلك لنشر الإسلام في كثير من بقاع الجزيرة العربية، حين تفرغ الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه للدعوة، ولا أدل على أن صلح الحديبية هو فتح، من أن عدد الذين بايعوه صلى الله عليه وسلم في بيعة الرضوان (في صلح الحديبية) سنة 6هـ كان ألفا وخمسمائة تقريبا، بينما شارك في فتح مكة بعد سنتين فقط أكثر من عشرة آلاف من الصحابة. ومن الجدير بالذكر أن هذه الآية (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم، تراهم ركّعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا، سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلك مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه، يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار، وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) قد وضّحت أوصاف الصحابة، وأعلمت أنها مذكورة ليس في القرآن فقط، إنما في التوراة والإنجيل، وأهمها أنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم، وهو مبدأ الولاء والبراء الذي نجامل فيه كثيرا هذه الأيام، ونرى أيضا تلك الأوصاف الدالة على شدة صلتهم بالله تعالى.
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن عروة ، حدثنا محمد بن الحسين بن محمد بن إشكاب ، حدثنا شبابة بن سوار ، حدثنا فضيل بن مرزوق عن أبي خباب عن أبي سليم الهمداني ، عن أبيه ، عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن سرك أن تكون من أهل الجنة فإن قوما يتنحلون حبك يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، نبزهم الرافضة ، فإن أدركتهم فجاهدهم فإنهم مشركون " ، في إسناد هذا الحديث نظر. قول الله - عز وجل -: ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم) قال ابن جرير: يعني من الشطء الذي أخرجه الزرع ، وهم الداخلون في الإسلام بعد الزرع إلى يوم القيامة ، ورد الهاء والميم على معنى الشطء لا على لفظه ، ولذلك لم يقل: " منه " ( مغفرة وأجرا عظيما) يعني الجنة.
{ { يَبْتَغُونَ}} بتلك العبادة { { فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}} أي: هذا مقصودهم بلوغ رضا ربهم، والوصول إلى ثوابه. { { سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ}} أي: قد أثرت العبادة -من كثرتها وحسنها- في وجوههم، حتى استنارت، لما استنارت بالصلاة بواطنهم، استنارت [بالجلال] ظواهرهم. محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم : Islamiyatsb : Free Download, Borrow, and Streaming : Internet Archive. { { ذَلِكَ}} المذكور { { مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ}} أي: هذا وصفهم الذي وصفهم الله به، مذكور بالتوراة هكذا. وأما مثلهم في الإنجيل، فإنهم موصوفون بوصف آخر، وأنهم في كمالهم وتعاونهم { { كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ}} أي: أخرج فراخه، فوازرته فراخه في الشباب والاستواء. { { فَاسْتَغْلَظَ}} ذلك الزرع أي: قوي وغلظ { { فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ}} جمع ساق، { { يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ}} من كماله واستوائه، وحسنه واعتداله، كذلك الصحابة رضي الله عنهم، هم كالزرع في نفعهم للخلق واحتياج الناس إليهم، فقوة إيمانهم وأعمالهم بمنزلة قوة عروق الزرع وسوقه، وكون الصغير والمتأخر إسلامه، قد لحق الكبير السابق ووازره وعاونه على ما هو عليه، من إقامة دين الله والدعوة إليه، كالزرع الذي أخرج شطأه، فآزره فاستغلظ، ولهذا قال: { لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} حين يرون اجتماعهم وشدتهم على دينهم، وحين يتصادمون هم وهم في معارك النزال، ومعامع القتال.
قال مالك بن أنس: من أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد أصابته هذه الآية. أخبرنا أبو الطيب طاهر بن محمد بن العلاء البغوي ، حدثنا أبو معمر الفضل بن إسماعيل بن إبراهيم الإسماعيلي ، أخبرنا جدي أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، أخبرني الهيثم بن خلف الدوري ، حدثنا المفضل بن غسان بن المفضل العلائي ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثنا عبيدة بن أبي رابطة عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن مغفل المزني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الله الله في أصحابي ، الله الله في أصحابي ، الله الله في أصحابي ، لا تتخذوهم غرضا بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه ". حدثنا أبو المظفر بن محمد بن أحمد بن حامد التميمي ، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم ، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي القصار بالكوفة ، أخبرنا وكيع بن الجراح ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ".