وانبهرت بلقيس إذ رأت عرشها، وتأكدت من صدق ما أُخبرت به، وقررت الإسلام مع نبي الله سليمان لله رب العالمين، بعد أن صدقت ما رأته عيناها. ولقد ذُكرت أحداث قصة سليمان مع الهدهد في القرآن الكريم بسورة النمل، مع أحداث سائر أحداث قصة سيدنا سليمان عليه السلام.
ويحكي أن أيضا في قصة سليمان والهدهد للأطفال أن سيدنا سليمان سأل جيشه من الجن والطيور من يستطيع أن يجلب له عرش الملكة. فقال له عفريت من الجن أنا أتيك به قبل أن تغمض عينك فحمد سيدنا سليمان ربه على هذه النعم التي وهبها له. وبالفعل آمنت الملكة بلقيس وقومها بسيدنا سليمان، ودخلوا في الإسلام. الدروس المستفادة من قصة سليمان والهدهد للأطفال لقد كانت قصة سليمان والهدهد مليئة بالحكم والمواعظ التي يجب أن نعلمها لأطفالنا التي من أهمها: التفكير في الكون وأن نستشعر نعم الله علينا ونشكره عليها. كذلك نتعلم أيضا ألا نحكم على الآخرين حتى نسمع منهم حتى لا نظلم أحد. ويعلمنا أيضا ألا نتأخر على موعدنا ألا إذا كان لدينا سبب قوي. ونلتزم بمعاد الوصول أو إبلاغ أهالينا بأننا بشوف نتأخر. كما يمكنكم الاطلاع على: قصة سيدنا سليمان والهدهد كاملة وبهذا نكون عبر موقع مقال قد انتهينا من سرد أحداث قصة سليمان والهدهد للأطفال، التي عرفتنا بمعجزه من معجزات الله تعالي، التي وهبها لسيدنا سليمان وهي معجزة تكليم الحيوانات.
غياب الهدهد وأخباره كان سليمان عليه السلام يتفقّد جنده باستمرار، وعندما لاحظ غياب الهدهد دون علمه وإذنه أقسم على تعذيبه إن لم يأته بعذرٍ عن تغيبه، وقد كان ما أخَّره عن مجلس سليمان أنّه شاهد خلال طيرانه قوماً يعبدون الشمس، فتقصَّى أخبارهم، ثم بادر إلى سيدنا سليمان ليعلِمه بما سمع ورأى من قوم سبأ. حين أخبر الهدهد سيدنا سليمان بأمر قوم سبأ وصفه له وصفاً دقيقاً، ونقله له بوضوحٍ تام، بعد تيقُّنٍ من المعلومة واطِّلاعٍ على تفاصيلها؛ حيث ساءه ما رأى في هؤلاء القوم من عبادة غير الله، فما زال يراقبهم ويتتبّع أخبارهم حتى أدرك جميع ما يكتنف القوم، وماذا يعبدون، ثم اقترح على سيدنا سليمان الحلَّ بأسلوبٍ لبقٍ مهذب.
سمع الهدهد ما قيل ووقف يسترجع ما حدث معه وكيف رأي قوماً يعبدون الشمس من دون الله، تفكر في الامر قائلاً لنفسه: ان الامر خطير وسوف يهم النبي سليمان جداً ويكون عذراً مقبولاً للغياب، لكن كيف يقف بين يديه والخوف يشل الحروف في جوفه ؟ وهل سيجد الجراة كي يشرح له الامر ؟ تحرك مضطرباً محاولاً ترتيب افكاره وتحديد الكلمات المناسبة التي تقنع نبي الله، وفي الوقت ذاته تجعله يعفو عنه فلا يعذبه ولا يذبحة. جاءه الامر بالمثول بين يديه ضافت الارض بما رحبت امامه، تحرك ببطء الي ان وقف غير بعيد، قال كلماته وهو يقف خاشع النظرات ضاماً جناحية الي جانبيه رهباً من سلميان، حدق فيه بقوة تعال دقات قلبه الصغير هلعاً وتدلي جناحاه الي جانبيه اكثر، واندفع محاولاً انقاذ نفسه بكل ما اوتي من فصاحة وبيان، اضغي نبي الله سليمان له السمع فلما انتهي امره بالاقتراب منه، كلفه بمهمة جديدة انفرجت علي اثرها اساريره وشعر بالنجاة وبان نبي الله قد عفا عنه. صمت المعلم واخذ يدير نظراته في تلاميذه مترقباً اثر روايته عليهم ثم سال: ماذا تعلمتم من الهدهد ؟ ادار نظراته الباسمة الحانية بينهم وعاد يسأل: من تعلم الدرس منكم ؟ رد احدهم: تعلمت ان اقضي الوقت فيما يفيد وهذا ما فعله الهدهد وانقذ به نفسه، وقال آخر: يحتاج تفسير وقول الحقيقة وتفسيرها الي الدفاع عن النفس، قال ثالث: اذا كنت في عمل فلابد من الطاعة وتنفيذ الامر بإخلاص، تبسم المعلم راضياً ثم قال بهدوء: احسنتم وفي الايام القليلة المقبلة سوف نتعلم ان شاء الله درساً جديداً من النمل.