الألباني: حديث ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) - YouTube
ولقد أرشدنا الرسول ﷺ إلى حسن اختيار الزوج بقوله ﷺ: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". وعند النظر للحديث، فإنه واضح وصريح في حسن الاختيار، حيث ارتكز على صلاح الدين وصلاح الأخلاق، فعند توفر ذلك، يقينا سيكون زوجا صالحا. قد يطرق بابك أشخاص ذو مناصب مختلفة، ومنهم الغني والجميل، والكثير من الصفات التي تميل لها العديد من الفتيات في هذا الزمان، خاصة لمن يملك السيارة الفاخرة وغير ذلك من الأشياء المحببة لهن، لكن قد ينقصه شيء مهم، بل قد ينقصه الأساس بوجود ثغرات في تطبيق دينه، وسوء أخلاقه في معاملته. قد ينصحك بعضهم بالزواج من هذا الخاطب، لما يتوفر لديه -في نظرهم- من ميزة، وسيردد بعضهم على مسامعك "بكرة، الله يهديه، وهذا العريس فرصة". حقيقة أرى أن الأمر لا يحتاج إلى تفكير في الأساس؛ فمهما كانت ميزاته، فهي تساوي صفرا أمام تقصيره في الطاعات وسوء أخلاقه. إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه - إسلام ويب - مركز الفتوى. فمن يتصف بهذه الصفات لا يريد منك إلا جمالك؛ سيراك سلعة استطاع أن يشتريها بماله فلن يتقي الله تعالى فيك، لن يهتم بحقوقك بوصفك زوجة، ورغم ذلك لن تجدي من يسمعك؛ لأنه بكل بساطة بمجرد قولك كلمة واحدة عما تعانين، سيكون الرد "يكفي ماله والعز الذي تعيشين فيه! "
أما بعد: معشر المؤمنين بالله ورسوله: يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " أخرجه الترمذي وابن ماجه والحاكم وحسنه الألباني. يتقدم الشاب إلى أحد الآباء يخطب بنته، والأب لا يطعن في دين المتقدم، ولا في خلقه، ولا أهليَّته، ولا تكافئه، لكنه مع ذلك يرفضه ويرده؛ طمعاً في أن يتقدم من هو أكثر منه وجاهة، أو الأغنى مالاً، أو الأعلى مرتبة ووظيفة، ونحو ذلك من الأسباب المادية البحتة. إن الأب بهذا التصرف يكون وقع في المخالفة الشرعية. إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه – زهرة. وحتى لو رضيه الأب ورفضته البنت، فإن رفض البنت يكون في الغالب غيرَ مدروس، وإنما تخلصاً من ذلك الموقف، فلا تحسن إلا عبارة الرفض. وكان الأولى بأبيها أو وليها أن يحسن عرض الأمر عليها، ويناقشها بهدوء، ويخبرها أن لا مطعن على من تقدم إليها، وعليها القبول؛ امتثالاً لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-: " فزوِّجوه "؛ وحذراً من الوقوع في مخالفته الذي قد تجر إليها العنوسة والتأخر في الزواج، أو أن تبتلى بزوج قد لا ترضى خلقه فيما بعد. معشر المؤمنين: لعل تهاون كثير من الناس في هذا الأمر هو أبلغ أسباب العنوسة التي يشتكي منها الكثير من الآباء بتكدس بناتهم في البيوت.
وقد لا يُعجِب بعضَ السامعين، فيستخفون به، ويعترضون عليه، ظانِّين بأنَّ هذا يُقلِّل مِن قيمة بناتهم فأقول لهؤلاء: إنَّ بناتِكم ونساءَكم لسْنَ بأشرفَ مِن بنات ونساء الرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم – اللواتي قبِلْنَ بأقل مِن هذا، وهنَّ أشرف وأطهر نِساء الأرض، وأنتم لستُم بأفضل مِن رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – الذي قبِل بأقل مِن ذلك لبناته وأزواجه. أفأنْكِحوا الصالحين مِن عبادكم، فالإسلامُ في حرْصه على إقامة الحياة الزوجيَّة الهانئة إنَّما يُقيمها على الدِّين والخلُق، وهذا الذي اشترَطه للعروسين فعن أبي هُريرَة – رضي الله عنه – عن النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – أنه قال: (تُنكَح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها، ولجمالها ولدِينها، فاظفرْ بذات الدِّين ترِبَت يداك) رواه ابن ماجه. وعن أبي حاتم المُزَني قال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: (إذا جاءَكم مَن ترْضَوْن دِينه وخلُقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكُن فتنةٌ في الأرض وفساد كبير) رواه الترمذي.
14/3/2022 - | آخر تحديث: 14/3/2022 11:51 AM (مكة المكرمة) لقد أصبت في الفترة الماضية بوعكة صحية مفاجئة، والحمد لله والشكر لله رب العالمين أنها مرت بسلام فقد كان لطفه الخفي في قدره بذلك، وأسأله الرحمن الرحيم أن تكون أيام أجر أدخر ثوابها يوم القيامة، إنه سميع مجيب الدعاء. أتذكر في بعض الأيام كنت متعبة جدا، وكانت درجة الحرارة لدي مرتفعة، الأمر الذي جعلني لا أقوى على تسريح شعري والاهتمام بنفسي كالمعتاد، فنظرت إلى نفسي بالمرآة ومازحت ابنة خالتي وقلت لها "الحمد لله، أنني لست متزوجة"، وهذا أمر طبيعي في هذه الفترة لأي إنسان يصاب بوعكة صحية. حينما تختار الفتاة زوجًا لا بد لها أن تحسن الاختيار ورغم ذلك أخذت أفكر في نفسي وأردد، لذلك حينما تختار الفتاة زوجًا لا بد لها أن تحسن الاختيار؛ بأن تختار زوجا يتقبلها في كل ظروفها وحالاتها في فرحها وألمها، ونشاطها وحيويتها، وفي تعبها وصحتها وفي مرضها، ويراها جميلة في كل ظروفها، ويحبها كما هي في كل حالاتها، خاصة أن الجمال لا يتعلق بالشكل؛ بل يرتبط بكل شيء، فعقد الزواج هو أقدس العقود كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾ (النساء: 21).
والصبرُ على الألم شاقٌّ ومَكْروهٌ للنفس، إلا أنه خيرٌ محضٌ؛ ففيه الانقيادُ للشارع الحكيم الذي جعل رضا الولي شرطًا في صحة النكاح، وفي هذا مِن الثواب العظيم ما يربو على ما فيه من الكراهة. ونحن المسلمين نُوقن أن الله تعالى أرحم بنا من أنفسنا، وأقدرُ وأعلم بمصالحنا منا، ونُؤمن أنه سبحانه إذا قيَّض من الأسباب ما يصرف به شيئًا ما أنه خير لنا؛ لأنه سبحانه يعلم وأنتم لا تعلمون، فوَجَب شكر الله، وجعل الخير في الواقع، فلنتوافقْ مع أقدار الله، سواء سرَّتْنا أو ساءَتْنا. والأسبابُ التي تعارَف عليها الناسُ قد تتبعها آثارها وقد لا تتبعها، والمُقدِّمات التي يراها الناس حتميَّة قد تعقبها نتائجها وقد لا تعقبها؛ ذلك أنه ليست الأسباب والمقدمات هي التي تُنشئ الآثار والنتائج، وإنما هي الإرادةُ الطليقة التي تُنشئ الآثار والنتائج كما تُنشئ الأسباب والمقدمات سواء؛ ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1]، ﴿ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾ [الإنسان: 30]. اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. والمؤمنُ يأخُذ بالأسباب لأنه مأمورٌ بالأخذ بها، واللهُ هو الذي يُقدِّر آثارها ونتائجها، والاطمئنانُ إلى رحمة الله وعدله وإلى حكمته وعلمه هو وحده الملاذُ الأمين، والنجوةُ مِن الهواجس والوساوس.