هل يسقط الحج عن المرأة بدون محرم ، سؤالٌ يكثر البحث عنه، ومن المعلوم أنَّ الله عزَّ وجلَّ شرع للمسلمين أداء مناسك الحجِّ، وجعل ذلك خامس أركان الإسلام، وفي هذه المقال سيتمُّ الإجابة على السؤال المطروح في بداية المقدمة، كما سيتمُّ بيان معنى المحرم، ثمَّ سيتمُّ بيان ما إن كان الزوج محرمًا للمرأة أم لا، كما سيتمُّ ذكر محارم المرأة من النسب والرضاع والمصاهرة. هل يجوز للمرأة أداء مناسك الحجِّ من غير محرم قبل الإجابة على سؤال هل يسقط الحج عن المرأة بدون محرم، سيتمُّ بيان حكم حجِّ المرأةَ ممن غيرِ محرم، حيث اختلف الأئمة الأربعة في حكم سفر المرأة لأداء مناسك الحجِّ من غير وجود محرمٍ لها على قولين، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ ذكر هذين القولين مع الدليل، وفيما يأتي ذلك:[1] القول الأول: لا يجوز للمرأة أن تحج بدون محرم، سواء كان حج الفريضة أو النافلة، وهذا مذهب فقهاء الحنفية والحنابلة، ودليلهم في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم). فقال رجل: يا رسول الله، إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا، وامرأتي تريد الحج. فقال: (اخرج معها)".
فهل تغير الأحول وسهولة السفر اليوم تغير في الحكم الشرعي في جواز سفر المرأة بلا محرم؟ • إن قلنا أن العلة من التحريم هي السفر -وإن كانت الحكمة المحافظة على المرأة - (فالشارع يعلق الأحكام بالوصف الظاهر المنضبط ولا يعلقها بالحكمة التي يصعب ضبطها) فإن الحكم لا يختلف فالحكم معلق بالسفر حتى ولو كانت الحكمة منها المحافظة على المرأة فنقول برأي الجمهور. • وإن قلنا إن العلة من التحريم صيانة المرأة والمحافظة عليها فمتى ما حصل المعنى فقد تحقق الحكم الشرعي وتحصل مقصود الشارع. ولا شك أن السفر بالطائرة اليوم بحيث يوصلها المحرم إلى المطار ويركبها الطائرة فتسافر في رفقة من الرجال والنساء وطاقم الطائرة ويأخذها المحرم الآخر أو الرفقة المأمونة من المطار الآخر فيه قدر كبير من الأمان والحفاظ على المرأة ربما أبلغ من سيرها في طرقات المدينة والأمور التي تحصل نادراً في المطارات والطائرات في حكم النادر والنادر لا حكم له. وقد أفتى بذلك الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله (انظر فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق 1/201) قال الإمام الباجي في كلام نفيس بعد نقل أقوال الفقهاء في سفر المرأة للحج بدون محرم: ولعل هذا الذي ذكره بعض أصحابنا إنما هو في حال الانفراد والعدد اليسير ، فأما القوافل العظيمة والطرق المشتركة العامرة المأمونة فإنها عندي مثل البلاد التي يكون فيها الأسواق والتجار فإن الأمن يحصل لها دون محرم ولا امرأة وقد روي هذا عن الأوزاعي.