قال الله -تعالى-: ( وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا * وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا). التفريغ النصي - سلسلة معالم بيانية في آيات قرآنية [30] - للشيخ صالح بن عواد المغامسي. [١١] الديوث وهو الذي لا يغار على محارمه، فكيف لا يغار الإنسان على محارمه إذا كانت بعض الحيوانات تغار على محارمها، كما في حديث الإمام البخاري الذي يصف مشهداً عجيباً لقردٍ وقردة زنيا فأقامت القرود عليهما الحد، (عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: رَأَيْتُ في الجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمع عَلَيْهَا قِرَدَةٌ، قدْ زَنَتْ، فَرَجَمُوهَا، فَرَجَمْتُهَا معهُمْ). [١٢] الرجلة من النساء وهن المتشبهات من النساء بالرجال باللباس والكلام والحركات وبعض الأعمال، حيث إن الإسلام يريد أن يقوم كلّ إنسان بدوره في هذه الحياة؛ فالرجل رجلٌ وله مهماتٌ وله حقوقٌ وعليه واجباتٌ. والمرأة مرأةٌ ولها مهماتٌ ولها حقوقٌ وعليها واجباتٌ، ففي التشبه فيما بينهما منافاةٌ للفطرة، وتهديدٌ لأركان الأسرة في المجتمع، وتعطيلٌ لاستقرار الحياة؛ ولذلك شدّد الإسلام على عدم تشبه النساء بالرجال ونهى في الوقت نفسه على تشبه الرجال بالنساء.
ثم قال رحمه الله في تفسير آية المائدة: والمقصود أن كل فرقة آمنت بالله وباليوم الآخر وهو الميعاد والجزاء يوم الدين وعملت عملا صالحا ولا يكون ذلك كذلك حتى يكون موافقا للشريعة المحمدية بعد إرسال صاحبها المبعوث إلى جميع الثقلين فمن اتصف بذلك فلا خوف عليهم فيما يستقبلونه ولا على ما تركوا وراء ظهورهم ولا هم يحزنون.
الحمد لله. اشتهر عند العلماء أن خازن الجنة من الملائكة اسمه " رضوان " ، إلا أن هذه التسمية لم ترد في القرآن الكريم ، ولا في السنة النبوية الصحيحة ، وإنما ورد ذلك في بعض الآثار الضعيفة. قال ابن القيم رحمه الله: "قد سمى الله سبحانه وتعالى كبير هذه الخزنة (رضوان) ، وهو اسم مشتق من الرضا ، وسمى خازن النار مالكا ، وهو اسم مشتق من الملك وهو القوة والشدة حيث تصرفت حروفه" انتهى من "حادي الأرواح" (1/76). وقال المناوي: "سمي الموكل بحفظ الجنة خازنا ، لأنها خزانة الله تعالى أعدها لعباده... وظاهره أن الخازن واحد ، وهو غير مراد ، بدليل خبر أبي هريرة: ( من أنفق زوجين في سبيل الله ، دعاه خزنة الجنة ، كل خزنة باب: هلم). فهذا وغيره من الأحاديث صريح في تعدد الخزنة ، إلا أن رضوان أعظمهم ومقدمهم ، وعظيم الرسل ، إنما يتلقاه عظيم الحفظة" انتهى من "فيض القدير" (1/50). وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله عن الملائكة: "وَمِنْهُمُ الْمُوَكَّلُونَ بِالْجِنَانِ ، وَإِعْدَادِ الْكَرَامَةِ لِأَهْلِهَا ، وَتَهْيِئَةِ الضِّيَافَةِ لِسَاكِنِيهَا ، مِنْ مَلَابِسَ وَمَصَاغٍ وَمَسَاكِنَ وَمَآكِلَ وَمَشَارِبَ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ.