(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ) أي: إن عليكم ملائكة حفظة يضبطون أعمالكم ويراقبون تصرفاتكم. (كِرَامًا كَاتِبِينَ) أي: كراما على الله يكتبون أقوالكم وأعمالكم. (يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) أي: أن هؤلاء الملائكة يعلمون كل ما يصدر منكم من خير أو شر، ويسجلونه في صحائف أعمالكم ليجازيكم الله بها يوم القيامة. ثم ذكر الله عز وجل انقسام الناس جميعا يوم القيامة إلى أبرار وفجار وذكر مصير كل فريق فقال تعالی: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) أي: إن المؤمنين الذين اتقوا ربهم في الدنيا، لفي بهجة وسرور لا يوصف، يتنعمون في رياض الجنة بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وهم مخلدون في الجنة. تفسير سوره الانفطار للاطفال كرتون. (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) أي: وإن الكفرة الفجار، الذين عصوا ربهم في الدنيا، لفي نار محرقة، وعذاب دائم مقيم في دار الجحيم. (يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ) أي: يدخلونها ويقاسون حرها يوم الجزاء الذي كانوا يكذبون به. (وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ) أي: وليسوا بغائبين عن جهنم، بعيدين عنها لا يرونها، بل هي أمامهم يصلون ويذوقون سعيرها، ولا يخرجون منها أبدا. (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ) أي: ما أعلمك ما هو يوم الدين؟ وأي شيء هو في شدته وهوله؟ (ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ) أي: إن يوم الجزاء من شدته بحيث لا يدري أحد مقدار هوله وعظمته، فهو فوق الوصف والبيان.