دية إجهاض الجنين بعد نفخ الروح وقتل الجنين الآن بعد نفخ الروح فيه متفق على حرمته لدى جميع العلماء، ويجب فيه غرة، أي عشر دية أمه على من تسبب في إسقاطه، وهي تساوي الآن دفع أكثر من ثلاثين ألف جنيه مصري بسعر الذهب الآن، ويشترك في حملها كل من ساهم في إسقاطه من الطبيب، والأم، والأب. إجهاض الجنين المشوه أما القول بأن الجنين مشوه فلا يكون ذلك مبررا لإسقاطه بعد نفخ الروح فيه، صار إنسانا سيكون له دوره في الحياة، فلا يجوز أن يحرم من حقه في هذه الحياة. ثم بعد تقدم الطب في هذا العصر، أمكن علاج معظم حالات التشوه، الذي يولد بها هؤلاء الأطفال، وفي كل الحالات لا يجوز الإجهاض بعد نفخ الروح فيه. حكم إسقاط الجنين قبل الأربعين - الإسلام سؤال وجواب. هذا وبالله التوفيق.
والمراد بالتخلق في عبارتهم تلك نفخ الروح. وهو ما انفرد به من المالكية اللخمي فيما قبل الأربعين يوما, وقال به أبو إسحاق المروزي من الشافعية قبل الأربعين أيضا, وقال الرملي: لو كانت النطفة من زنا فقد يتخيل الجواز قبل نفخ الروح. والإباحة قول عند الحنابلة في أول مراحل الحمل, إذ أجازوا للمرأة شرب الدواء المباح لإلقاء نطفة لا علقة, وعن ابن عقيل أن ما لم تحله الروح لا يبعث, فيؤخذ منه أنه لا يحرم إسقاطه. وقال صاحب الفروع: ولكلام ابن عقيل وجه. نفخ الروح في الجنين - مايو 2016 - بيبي سنتر آرابيا. ومنهم من قال بالإباحة لعذر فقط, وهو حقيقة مذهب الحنفية. فقد نقل ابن عابدين عن كراهة الخانية عدم الحل لغير عذر, إذ المحرم لو كسر بيض الصيد ضمن لأنه أصل الصيد. فلما كان يؤاخذ بالجزاء فلا أقل من أن يلحقها - من أجهضت نفسها - إثم هنا إذا أسقطت بغير عذر, ونقل عن ابن وهبان أن من الأعذار أن ينقطع لبنها بعد ظهور الحمل وليس لأبي الصبي ما يستأجر به الظئر ( المرضع) ويخاف هلاكه, وقال ابن وهبان: إن إباحة الإسقاط محمولة على حالة الضرورة. ومن قال من المالكية والشافعية والحنابلة بالإباحة دون تقييد بالعذر فإنه يبيحه هنا بالأولى, وقد نقل الخطيب الشربيني عن الزركشي: أن المرأة لو دعتها ضرورة لشرب دواء مباح يترتب عليه الإجهاض فينبغي وأنها لا تضمن بسببه.
العلقة: بعد تلك مرحلة الجمع تأتي مرحلة العلقة، ويصبح عندها النطفة والبويضة بعد اجتماعهما قطعة دم جامدة لمدة 40 يومًا أيضًا. المضغة: المضغة هي قطعة لحم صغيرة، وتأتي بعد العلقة وتستمر أيضًا لمدة 40 يوم ليتم نفخ الروح بعد ذلك.
وفي (السنّة) قال: { إنّ النطفة إذا وقعت في الرحم أربعين ليلة -أو قال: خمسةً وأربعين ليلة نُفخ فيه الروح، قال: فيجيء ملَك الرحم فيدخل فيصوّر له عظمه ولحمه ودمه وشعره وبشره وسمعه وبصره ثم يقول: أي ربّ؛ أذكر أم أنثى؟.. } صحّحه الألباني في ظلال الجنة/179. وقال: { يدخل الملَك على النطفة بعد ما تستقرّ في الرحم بأربعين -أو- خمسةٍ وأربعين ليلة فيقول يا ربّ؛ أشقيّ أو سعيد؟ فيكتبان، فيقول أي ربّ؛ أذكَر أو أنثَى؟ فيكتبان، ويكتب عمله وأثره وأجله ورزقه، ثم تُطوَى الصحف فلا يُزاد فيها ولا يُنقص} صحيح مسلم/2644. وقال: { إنَّ النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتصوَّر عليها الملَك -قال زهير حسبته قال: الذي يخلقها فيقول يا ربّ؛ أذكَر أو أنثَى؟ فيجعله الله ذكَرًا أو أنثَى، ثم يقول يا ربّ؛ أسويّ أو غير سويّ؟ فيجعله الله سويًّا أو غير سويّ، ثم يقول يا ربّ ما رِزْقه ما أجله ما خلقه؟ ثم يجعله الله شقيًّا أو سعيدا} صحح مسلم/2645.
وهذا شرح لنقطة الخلاف وفي هذا القدر من الحديث إشكال: فهو يدل على أن الإنسان يتقلب في مائة وعشرين يومًا في ثلاثة أطوار، في كل أربعين منها يكون الإنسان في طور، ففي الأربعين الأولى يكون "نطفةً"، وفي الثانية يكون "علقةً"، وفي الثالثة يكون "مضغةً"، وأن الملَك يُرسَل بعد الأربعين الثالثة. والإشكال يأتي من جهتين: الأولى: من الوجهة الطبيّة؛ فلقد أثبت الطب حصول الأطوار الثلاثة في نهاية الأسبوع السادس من الحمل أي بعد مضي أربعين يومًا أو اثنين وأربعين يومًا، بل يتم التخليق بنهاية الأسابيع الستة. (عرض لما في كتاب د. محمد علي البار خلق الإنسان بين الطب والقرآن). والإشكال الثاني: من الوجهة الشرعية، حيث وردت نصوص كثيرة تعارض هذه الرواية ومُتَّفِقَةٌ مع ما ثبت بالطب، منها: 1- ما ورد في البخاري "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه مَلَكًا…" الحديث. 2- وفي رواية أخرى في البخاري "إن خَلْق أحدِكم يُجْمَع في بطن أمه أربعين يومًا وأربعين ليلة، ثم يكون علقة مثله، ثم يُبْعَث إليه المَلَك". 3- وفي مسلم من رواية حذيفة بن أسيد : "إذا مَرَّ بالنطفة ثنتان وأربعين ليلة بعث الله ملكًا فصورها، وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: ربّ!