{ فِيهِنَّ} أي: في الجنات كلها { خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} أي: خيرات الأخلاق حسان الأوجه، فجمعن بين جمال الظاهر والباطن، وحسن الخلق والخلق. { حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} أي: محبوسات في خيام اللؤلؤ، قد تهيأن وأعددن أنفسهن لأزواجهن، ولا ينفي ذلك خروجهن في البساتين ورياض الجنة، كما جرت العادة لبنات الملوك ونحوهن [المخدرات] الخفرات.
وَعَبْقَرِيٍّ: فُرُشٍ، وَبُسُطٍ. تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ تَبَارَكَ: كَثُرَتْ بَرَكَتُهُ، وَخَيْرُهُ. سورة: اللغة العربية - معاني الكلمات - فهرس التراجم معاني الكلمات من كتاب السراج في بيان غريب القرآن.
على ظاهرها، الرحمن - سبحانه - علم نبيه القرآن، هو الذي علمه بواسطة جبرائيل، وهو الذي يعلم عباده إذا وفقهم حفظوه ، وقرأوه ، وهو المعلم لهم - سبحانه -، وهو الموفق لهم - جل وعلا -، وإن كان لا يعلمهم.. عدد الزيارات: 15445 ما تفسير قوله -تعالى-: مُدْهَامَّتَانِ (64) سورة الرحمن ؟ مدهامتان من تمام الخضرة والري من ريها العظيم، وما حصل فيها من تمام الري مدهامة من شدة الخضرة كمال الخضرة وتمام الري (فيهما عينان نضاختان)- ــ - (ومن دونهما جنتان)- ــ من كمال الري ومن تمام الري أثَّر في ورقها وفي أشجارها خضرة تامة عظيمة. عدد الزيارات: 180724 ما معنى قول الله تعالى في سورة الرحمن: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ[الرحمن(26)(27)]؟ الظاهر مكان الأرض، وكل ما في الأرض هو فاني الجبال تدك والأشجار والأحجار تذهب، والجن والإنس يموتون والحيوانات تموت ما يبقى شيء إلا الله - سبحانه وتعالى -.
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وقوله: ( الشمس والقمر بحسبان) أي: يجريان متعاقبين بحساب مقنن لا يختلف ولا يضطرب ، ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون) [ يس: 40] ، وقال تعالى: ( فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم) [ الأنعام: 96]. وعن عكرمة أنه قال: لو جعل الله نور جميع أبصار الإنس والجن والدواب والطير في عيني عبد ، ثم كشف حجابا واحدا من سبعين حجابا دون الشمس ، لما استطاع أن ينظر إليها. ونور الشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسي ، ونور الكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش ، ونور العرش جزء من سبعين جزءا من نور الستر. تفسير سوره الرحمن الايات من 29_ 450. فانظر ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه وقت النظر إلى وجه ربه الكريم عيانا. رواه ابن أبي حاتم.
وعن عبد الله بن أحمد بن شبويه ، عن هشام بن عمار ، كلاهما عن الوليد بن مسلم ، به. ثم قال: لا نعرفه يروى إلا من هذا الوجه. وقال أبو جعفر بن جرير: حدثنا محمد بن عباد بن موسى ، وعمرو بن مالك البصري قالا: حدثنا يحيى بن سليم ، عن إسماعيل بن أمية ، عن نافع ، عن ابن عمر; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ سورة " الرحمن " - أو: قرئت عنده - فقال: " ما لي أسمع الجن أحسن جوابا لربها منكم ؟ " قالوا: وما ذاك يا رسول الله ؟ قال: " ما أتيت على قول الله: ( فبأي آلاء ربكما تكذبان) إلا قالت الجن: لا بشيء من نعمة ربنا نكذب ". ورواه الحافظ البزار عن عمرو بن مالك ، به. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الرحمن. ثم قال: لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. يخبر تعالى عن فضله ورحمته بخلقه: أنه أنزل على عباده القرآن ويسر حفظه وفهمه على من رحمه ، فقال: ( الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان) قال الحسن: يعني: النطق. وقال الضحاك ، وقتادة ، وغيرهما: يعني الخير والشر. وقول الحسن هاهنا أحسن وأقوى; لأن السياق في تعليمه تعالى القرآن ، وهو أداء تلاوته ، وإنما يكون ذلك بتيسير النطق على الخلق وتسهيل خروج الحروف من مواضعها من الحلق واللسان والشفتين ، على اختلاف مخارجها وأنواعها.
وقال في الأوليين: ولم يقل ذلك في الأخريين. وقال في الأوليين: { فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ} وفي الأخريين { فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} وقد علم ما بين الوصفين من التفاوت. { مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} ولم يقل ذلك في الأخيرتين، بل قال: { مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} وقال في الأوليين، في وصف نسائهم وأزواجهم: { فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} وقال في الأخريين: { حور مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} وقد علم التفاوت بين ذلك. وقال في الأوليين فدل ذلك أن الأوليين جزاء المحسنين، ولم يقل ذلك في الأخريين. ومجرد تقديم الأوليين على الأخريين، يدل على فضلهما. تفسير سورة الرحمن مكتوبة. فبهذه الأوجه يعرف فضل الأوليين على الأخريين، وأنهما معدتان للمقربين من الأنبياء، والصديقين، وخواص عباد الله الصالحين، وأن الأخريين معدتان لعموم المؤمنين، وفي كل من الجنات [المذكورات] ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وفيهن ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وأهلها في غاية الراحة والرضا والطمأنينة وحسن المأوى، حتى إن كلا منهم لا يرى أحدا أحسن حالا منه، ولا أعلى من نعيمه [الذي هو فيه].