النقود للضفادع: ركب جحا يوماً حماره وسار في طريقه نحو النّهر، وكان الحمار عطشاناً وأراد الماء، فاتّجه نحو النهر ليشرب الماء إلّا أن رجله زلقت وكاد أن يتسبب بوقوع جحا في النهر، لولا أن نقّت الضفادع فهاب الحمار من صوتها وعاد إلى الخلف ونجا جحا من الوقوع في النهر، وعندها فرح جحا وأخرج من جيبه نقوداً ورماها في النهر، وقال للضفادع إن هذه النقود مكافأة وشكر لهن على معروفهن في نجاته من الوقوع في النّهر. رجله غير متوضئة: أراد جحا أن يصلي وقام للوضوء، وعندما توضأ لم يكن الماء كافياً لإكمال وضوئه فبقيت رجله اليُسرى دون غسيل، وعندما وقف إلى الصلاة رفع رجله اليُسرى ووقف على رجله اليُمنى فقط، فسأله أصحابه باستغراب عن تصرفه هذا، وعندها رد قائلاً أنه لا عجب في ذلك فإن رجله اليسرى غير متوضئة.
الحمد لله. أولا: اختلف أهل العلم في حقيقة " جحا " الشخصية الهزلية التي تحكى عنها النوادر والظرائف: القول الأول: جعله بعضهم " ثابت بن قيس "، كنيته " أبو الغصن "، توفي سنة (168هـ): وهذا خطأ ظاهر ؛ فإن ترجمة ثابت بن قيس تدل على شخصية عالمة فاضلة لا تعرف بالسذاجة أو الظرافة المشهورة عن " جحا " في التراث العربي. ولذلك قال الإمام الذهبي رحمه الله: " وَهِمَ مَن قال: إن أبا الغصن - ثابت بن قيس المدني - هو جحا " انتهى. " سير أعلام النبلاء " (8/173) ومما جاء في ترجمة أبي الغصن ثابت بن قيس رحمه الله: " هو الشيخ ، العالم ، الصادق ، المعمر ، بقية المشيخة ، أبو الغصن ثابت بن قيس الغفاري مولاهم ، المدني. عداده في صغار التابعين. يروي عن: أنس بن مالك ، وسعيد بن المسيب ، ونافع بن جبير ، وخارجة بن زيد الفقيه ، وأبي سعيد كيسان المقبري ، والقدماء. ورأى: جابر بن عبد الله - فيما اعترف به أبو حاتم-. حدث عنه: معن بن عيسى ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وبشر بن عمر الزهراني ، والقعنبي ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وجماعة. حكم نسبة النوادر إلى شخصية جحا؟ - الإسلام سؤال وجواب. وأخطأ من زعم أنه جحا صاحب تيك النوادر. وقال يحيى بن معين ، والنسائي: ليس به بأس. وقال ابن معين أيضا في رواية عباس: هو صالح ، ليس حديثه بذاك.
ومع أن الأسماء تختلف وشكل الحكايات ربما يختلف أيضاً، ولكن شخصية (جحا) الذكي البارع الذي يدعي الحماقة وحماره لم تتغيّر وهكذا تجد شخصية نصر الدين خوجه في تركيا، وملا نصر الدين في إيران. ومن الشخصيات التي شابهت جحا بالشخصية إلا أنها لم تكن به فنذكر غابروفو بلغاريا المحبوب، وأرتين أرمينيا صاحب اللسان السليط، وآرو يوغسلافيا المغفل ، وجوخا في إيطاليا ومالطا. بعودة بسيطة إلى التاريخ، يتبين أن كل هذه الشخصيات في تلك الأمم قد ولدت واشتهرت في القرون المتأخرة، مما يدل أنها كونت شخصياتها بناءً على شخصية دجين العربية الذي سبقهم. إلى درجة أن الطرائف الواردة في كتاب "نوادر جحا" (أي جحا العربي) المذكور في فهرست ابن النديم (377هـ) هي نفسها مستعملة في نوادر الأمم الأخرى ولم يختلف فيها غير أسماء المدن والملوك وتاريخ وقوع الحكاية مما يدل على الأصل العربي لهذه الشخصية. من هو حاكم الشارقة. جحا العربي أقدم قصص جحا تعود للقرن الأول الهجري أي القرن السابع الميلادي وتعود لدُجين بن ثابت الفزاري. ولد في العقد السادس من القرن الهجري وعاش في الكوفة. وروى عنه أسلم مولى عمر بن الخطاب، وهشام بن عروة، وعبد الله بن المبارك، وآخرون. قال الشيرازي: "جُحا لقب له، وكان ظريفاً، والذي يقال فيه مكذوب عليه".