إنَّه عيدٌ غير مشرِّف، وأعياد الأمم والدول عنوان ثقافتها، ورسالة حضارتها، وهي مرآة صادقة لعقولهم واهتماماتهم؛ ولذا قيل: إذا أردت أن تتعرف على قوم؛ فانظر إليهم في يوم عيدهم واحتفالاتهم؛ فإنه يختصر لك ما في نفوسهم، وينبئك عن أخلاقهم.
قال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: (لو أعلم أن لي دعوة مستجابة، لجعلتها لولي الأمر، لأن صلاح ولي الأمر صلاح للأمة جميعاً). وآخر ما نختم به النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه رضوان الله عليهم وفي حديث حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – عَنِ الْخَيْرِ ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: « نَعَمْ ». هو سماكم المسلمين من قبل تفسير. فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ ؟ قَالَ: « نَعَمْ ، وَفِيهِ دَخَنٌ». قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ ؟ قَالَ: «قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ». فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: « نَعَمْ ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا». فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، صِفْهُمْ لَنَا. قَالَ: «نَعَمْ ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا».