فقالت: انظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن، فقال طليب: فإني أسألك بالله إلا أتيته فسلمت عليه وصدقتيه، وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فأسلمت، ثم كانت تعضد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره. وتعرض أبو جهل وعدد من كفار قريش للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فآذوه، فذهب طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه ضربة شجه، فأخذوه وأوثقوه، فقام دونه أبو لهب حتى فك وثاقه وحرره، فقيل لأروى: ألا ترين ابنك طليب قد صير نفسه عرضاً دون محمد؟ فقالت: "خيرأيامه يوم يذب عن ابن خاله، وقد جاء بالحق من عند الله"، وكانت رضي الله عنها من أوائل المهاجرات للمدينة المنورة. وكانت أروى بنت عبد المطلب ذات رأي راجح وعقل متزن، وورثت من عائلتها فصاحة اللسان والبلاغة؛ فكانت شاعرة بليغة، ولها عدد من الأقوال والقصائد، منها قصيدة في رثاء الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأخرى في رثاء أبيها عبد المطلب، وعُرفت رضي الله عنها في الدفاع عن الإسلام، ودعوة النساء إليه، وشد عضد ومؤازرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ونصره بلسانها، وحث ابنها طُليب على الدفاع عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعن الإسلام، كما عُرفت ـ رضي الله عنها ـ بالقوة في الحق، والدفاع عن الدين.
فخرج معهم إلى أبي لهب فأخبره، فأقبل عليها فقال: عجبًا لك ولاتباعك محمدًا وتركك دين عبد المطلب، فقالت: قد كان ذلك، فقم دون ابن أخيك وامنعه، فإن يظهر أمره فأنت بالخيار أن تدخل معه، أو تكون على دينك، وإن يُصَبْ, كنت قد أعذرت في ابن أخيك.
نتيلة بنت جناب بن كليب من بني النمر بن قاسط ولدت له: ضرار والعباس. فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشية ولدت له: أبو طالب وعبد الله والزبير وعاتكة وبرة وأميمة وأروى وأم حكيم (واسمها البيضاء وهي توأمة عبد الله). هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشية ولدت له: المقوم والمغيرة وحمزة وصفية. لُبنى بنت هاجَر بن عبد مناف الخزاعية ولدت له: أبا لهب. مُمَنَّعة بنت عمرو بن مالك الخزاعية ولدت له: مصعب (ولكن غلب عليه اسم الغيداق). [3] أبنائه الحارث بن عبد المطلب أكبر أبنائه ومات على حياة أبيه ومن أبنائه عوف وعبد الله وأبو سفيان وأمية وربيعة ونوفل وعبد المطلب وأروى. عبد مناف بن عبد المطلب وهو أبو طالب سيد قريش بعد وفاة أبيه ومن أبنائه: طالب وعقيل وجعفر وعلي وأم هانئ وجمانة. ضرار بن عبد المطلب مات قبل البعثة ولم يُعقب. منافرة عبد المطلب بن هاشم وحرب بن أمية. الزبير بن عبد المطلب شاعر قريش مات قبل البعثة وليس له عقب باق، ولد له: الطاهر وعبد الله وحجل وقرة وضباعة. عبد العزى بن عبد المطلب وهو أبو لهب مات كافرا بعد بعثة الرسول من أبنائه عتبة وعتيبة ومعتب ودرة. مصعب بن عبد المطلب ولقب بالغيداق وليس له عقب. المقوم بن عبد المطلب ولد له: عبد الله وبكر وهند، وآخر من بقي من ذريته عبد الله بن بكر بن المقوم ، مات ولم يُعقب.
وصيّته بالنبي(ص) أوصى عند احتضاره ولده أبا طالب برسول الله(ص) قائلاً: «يَا أَبَا طَالِبٍ، انْظُرْ أَنْ تَكُونَ حَافِظاً لِهَذَا الْوَحِيدِ الَّذِي لَمْ يَشَمَّ رَائِحَةَ أَبِيهِ، وَلَا ذَاقَ شَفَقَةَ أُمِّهِ، انْظُرْ يَا أَبَا طَالِبٍ أَنْ يَكُونَ مِنْ جَسَدِكَ بِمَنْزِلَةِ كَبِدِكَ، فَإِنِّي قَدْ تَرَكْتُ بَنِيَّ كُلَّهُمْ وَأَوْصَيْتُكَ بِهِ لِأَنَّكَ مِنْ أُمِّ أَبِيهِ. يَا أَبَا طَالِبٍ، إِنْ أَدْرَكْتَ أَيَّامَهُ فَاعْلَمْ أَنِّي كُنْتُ مِنْ أَبْصَرِ النَّاسِ وَأَعْلَمِ النَّاسِ بِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَتَّبِعَهُ فَافْعَلْ، وَانْصُرْهُ بِلِسَانِكَ وَيَدِكَ وَمَالِكَ، فَإِنَّهُ وَاللهِ سَيَسُودُكُمْ، وَيَمْلِكُ مَا لَمْ يَمْلِكْ أَحَدٌ مِنْ بَنِي آبَائِي. ص929 - كتاب تاريخ الإسلام ت بشار - الحسن بن إدريس العسكري - المكتبة الشاملة. يَا أَبَا طَالِبٍ، مَا أَعْلَمُ أَحَداً مِنْ آبَائِكَ مَاتَ عَنْهُ أَبُوهُ عَلَى حَالِ أَبِيهِ، وَلَا أُمُّهُ عَلَى حَالِ أُمِّهِ، فَاحْفَظْهُ لِوَحْدَتِهِ»(13). من زوجاته 1ـ فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية. 2ـ هالة بنت وهب بن عبد مناف الزهرية. 3ـ نتيلة بنت خباب بن كليب النمرية. من أولاده 1ـ الحارث «جمع النبي(ص) عشيرته في دار عمّه الحارث، لمّا أمره الله تعالى بإظهار الأمر بقوله: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾»(14).
2ـ أبو طالب، قال عنه الإمام الصادق(ع): « إِنَّ مَثَلَ أَبِي طَالِبٍ مَثَلُ أَصْحَابِ الْكَهْفِ أَسَرُّوا الْإِيمَانَ وَأَظْهَرُوا الشِّرْكَ، فَآتَاهُمُ اللهُ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ »(15). 3ـ الزبير «بعثه أبوه عبد المطّلب إلى يثرب ليمرّض أخاه عبد الله والد رسول الله(ص)، فمكث عنده حتّى حضر وفاته ودفنه». 4ـ عبد الله «أبو النبي(ص)». 5ـ حمزة، قال عنه الإمام علي(ع): « أَلَا وَإِنَّ أَفْضَلَ الخَلْقِ بَعْدَ الْأَوْصِيَاءِ الشُّهَدَاءُ، أَلَا وَإِنَّ أَفْضَلَ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِب »(16). 6ـ العباس «كان رئيساً في قريش أيّام الجاهلية، وإليه ترجع عمارة المسجد الحرام، حضر بيعة العقبة الثانية مع رسول الله(ص) قبل أن يُسلم، وشهد بدراً مع المشركين مكرهاً، فأُسر وافتدى نفسه»(17). 7ـ أروى، قال السيّد الأمين(قدس سره): «صحابية شاعرة فصيحة، سبقت إلى الإسلام، فأسلمت بمكّة في أوائل البعثة، وهاجرت إلى المدينة»(18). كتب 3529 كتاب ديوان عبد المطلب بن هاشم - مكتبة نور. 8ـ أميمة «أعطاها النبي(ص) في خيبر أربعين وسقاً من التمر»(19). 9ـ عاتكة، قال عنها ابن سعد (ت: 230ﻫ): «ثمّ أسلمت عاتكة بنت عبد المطّلب في مكّة، وهاجرت إلى المدينة»(20).
وكان أسند قبل ذلك حديث رُكَانة كما تقدمت الإشارةُ إليه في ترجمته؛ لكن إن كان خبر ابن جريج محفوظًا فلا مانعَ أن تتعدّدَ القصة، ولا سيما مع اختلاف السياقين، وشيخُ ابن جريج الذي وصفه بأنه بعضُ بني رافع لا أعرفُ مَنْ هو؛ وقد تقدمت ترجمة السائب بن عبيد بن عبد يزيد، وأنه أُسِر يوم بَدْر، وأسلم؛ ولم أر لأبيه ذكرًا في هذه الرواية، فدعا بُركَانة وإخوته. وذكر الزُّبَيْر في كتاب "النَّسَبِ": فولد عبد يزيد بن هشام ركانة وعُجيرًا وعُميرًا وعبيدًا، بني عبد يزيد، وأمهم العجلة بنت عجلان، من بني سَعْد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وعلى هذا فيكون في النسب أربعة أنفس في نسقٍ من الصحابة: عبد يزيد، وولده عبيد، وولده السائب بن عبيد، وولده شافع بن السائب؛ وقد ذكرت في ترجمةِ كلٍّ منهم ما وردَ فيه. )) الإصابة في تمييز الصحابة.