أفادتنا الآيتان: لا بأس باقتناء المال والثروة، ما لم يفض بصاحبهما الى التفاخر والزهر والإستعلاء واستحقار الآخرين، فإنه لبئس العمل القبيح. في حال ابتلاء الحكام بالإرستقراطية والإستعلائية لتأثرت المجتمعات بذلك واتجه الناس الى التجمل والتبهرج. الدروس المستفادة من سورة القصص | المرسال. حب الدنيا، منية ضعفاء العقول لا الذين أوتوا العلم والمؤمنين أو المصدقين لوعد الله. لا تقارن الدنيا بما فيها، بالجنة التي وعد الله بها الصالحين جزاء لهم، فحري بالعقلاء أن يحذروا الناس من التعلق بالدنيا وحب المال.
فضل سورة القصص لا يوجد حديث صحيح عن فضل سورة القصص ، ولكن ذكر بن إسحاق أنه عندما ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بينما كان في مكة ، وقدم إليه حوالي عشرين رجلا من النصارى ، وعندما دعاهم للإسلام وقام بتلاوة القرآن عليهم ، فاضت أعينهم من الدمع ، واستجابوا للدعوة وآمنوا بها ، وما يقال أن هذه الآية نزلت فيهم: {الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون} (القصص:52). الدروس المستفادة من سورة القصص يعتمد ترتيب هذه السورة في البداية على قصة سيدنا موسى مع فرعون ، وفي الختام على قصة قارون مع قومه (قوم موسى) ، وتعرض القصة الأولى قوة السلطان والحكم ، وكيف كان فرعون جبارا وطاغيا ، مواجهته لسيدنا موسى على الرغم من أنه مازال طفلا رضيعا ، لا ملاذ له ، فكان فرعون عاليا في الأرض ، يستقوى على بني إسرائيل يذبح الأبناء ويستحي النساء ، ويقبض أعناقهم ، ويطبق على أنفاسهم ، يتتبع تحركاتهم ، مثل أي طاغية في جميع العصور. وعلى الرغم مما يتمتع به فرعون من قوة وجبروت وحذر ، لأن هذا لا يغني عن الله عز وجل شيئا ، فلقد مكن سيدنا موسى وهو مازال طفلا صغيرا لا حول له ولا قوة ، فهو في رعاية الله وحراسته ، حيث يعمي عنه الأعين ، ويدفع عنه السوء ، وتحدى به فرعون وجنده ، فدخل إلى حجره ، وملأ به قلب زوجته وهو طفل مازال في إزاءه مكتوف الأيدي ، والغرض من قصة سيدنا موسى مع فرعون هي معرفة الفرق بين الأمن والخوف ومواضعهم ، وأن الأمن في صحبة الله عز وجل فقط ، مهما أحيط الناس بجميع أسباب الأمن الظاهرية المتعارف عليها ، وهذا ما وضحته قصة قارون للتأكيد على هذه الحقيقة.
[2] ترتيب نزولها مقالة مفصلة: ترتيب سور القرآن سورة القصص من السور المكية ، [3] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي بالتسلسل (49)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزءالعشرين بالتسلسل (28) من سور القرآن. [4] وآياتها (88)، تتألف من (1443) كلمة في (5933) حرف. [5] وتُعتبر من سور الطواسين الثلاثة ( سورة الشعراء و النمل و القصص)، أي: السور التي تبدأ بــ( طسم). [6] معاني مفرداتها أهم المعاني لمفردات السورة: (قُصِّيهِ): القص: اقتفاء الأثر وتتبع الخبر. (حِجَجٍ): جمع حِجة، والمراد بها السنة، وذلك لأنّ في كل سنة حِجة واحدة. (الْيَمِّ): البحر. (ثَاوِيًا): مُقيماً، وثوى بالمكان: أقام به. (لَتَنُوأُ): تَثقُل. الدرر السنية. [7] محتواها يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام: الأول: يتحدث عن أهل الكتاب الذين كان أكثرهم يقطن المدينة. الثاني: يتحدث عن قصة بني إسرائيل و موسى و الفراعنة. الثالث: يتحدث عن قارون وما انتهى إليه من مصير أسود. الرابع: يتحدث عن التوحيد و المعاد وأهمية القرآن ومسألة الهداية والضلالة. [8] آياتها المشهورة جاء في كتب التفسير حول قوله تعالى: ﴿ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴾.
الأيرواني، باقر، دروس تمهيدية في الفقه الاستدلالي على المذهب الجعفري ، قم – إيران، دار الفقه، ط 2، 1427 ه. البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن ، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ. الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين ، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت. الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية ، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش. الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير ، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ. الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف ، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ. تفسير سوره القصص 27. الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن ، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ. الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير ، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ. معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن ، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ. مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.