شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) شهد تعالى - وكفى به شهيدا ، وهو أصدق الشاهدين وأعدلهم ، وأصدق القائلين - ( أنه لا إله إلا هو) أي: المتفرد بالإلهية لجميع الخلائق ، وأن الجميع عبيده وخلقه ، والفقراء إليه ، وهو الغني عما سواه كما قال تعالى: ( لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا) الآية [ النساء: 166]. ثم قرن شهادة ملائكته وأولي العلم بشهادته فقال: ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم) وهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام. ( قائما بالقسط) منصوب على الحال ، وهو في جميع الأحوال كذلك. ( لا إله إلا هو) تأكيد لما سبق ( العزيز الحكيم) العزيز الذي لا يرام جنابه عظمة وكبرياء ، الحكيم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره. وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن عبد ربه ، حدثنا بقية بن الوليد ، حدثني جبير بن عمرو القرشي ، حدثنا أبو سعيد الأنصاري ، عن أبي يحيى مولى آل الزبير بن العوام ، عن الزبير بن العوام ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة يقرأ هذه الآية: ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) " وأنا على ذلك من الشاهدين يا رب ".
روائع التلاوة(شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز.. ) - YouTube
فالآلهة التى جعلها عابدوها آلهة يعبدونها كثيرة، لكن هى لا تستحق العبادة فليست بآلهة، كمن جعل غيره شاهداً أو حاكماً أو مفتياً أو أميراً وهو لا يحسن شيئا من ذلك. ولابد لكل إنسان من إله يألهه ويعبده، (تعس عبد الدينار وعبد الدرهم)، فإن بعض الناس قد أله ذلك محبة وذلا وتعظيما، كما قد بسط فى غير هذا الموضع. فإذا شهد اللّه أنه لا إله إلا هو، فقد حكم وقضى بألا يعبد إلا إياه. وأيضاً فلفظ الحكم والقضاء يستعمل فى الجمل الخبرية، فيقال للجمل الخبرية: قضية، ويقال: قد حكم فيها بثبوت هذا المعنى وانتفاء هذا المعنى، وكل شاهد ومخبر هو حاكم بهذا الاعتبار قد حكم بثبوت ما أثبته ونفى ما نفاه حكما خبريا، قد يتضمن حكما طلبيا. 28-05-2008, 03:15 PM # 2 [align=center] [/align] 28-05-2008, 06:13 PM # 3 جزاكم الله خير الأخ الفاضل شاكر الرويلي 28-05-2008, 11:19 PM # 4 بارك الله في الجميع ووفقكم الله لحسن العمل 25-06-2008, 08:37 AM # 5 بارك الله فيكم أخانا الحبيب والمشرف القدير شاكر الرويلي ووفقكم الله لحسن العمل
جملة: (قل.. وجملة: (أأنبّئكم) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (للذين اتّقوا.. جنّات) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (تجري من تحتها الأنهار) في محلّ رفع نعت لجنّات. وجملة: (اللّه بصير) لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (مطهّرة)، مؤنّث مطهّر، اسم مفعول من الرباعيّ طهّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة (الآية 25 البقرة). (رضوان)، مصدر سماعيّ لفعل رضي يرضى باب فرح وزنه فعلان بضمّ الفاء، ويجوز في المصدر كسرها. الفوائد: - المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل وهو (اعلم وأرى) وقد أجمع عليهما، وزاد سيبويه (نبأ وأنبأ). وزاد الفراء في معانيه (خبر وأخبر) وزاد الكوفيون (حدّث).. إعراب الآية رقم (16): {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ (16)}. الإعراب: (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، (يقولون) فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ربّ) منادى محذوف منه أداة النداء وهو مضاف منصوب و(نا) ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و(نا) ضمير اسم إنّ في محلّ نصب (آمنّا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) فاعل الفاء عاطفة سببيّة، (اغفر) فعل أمر دعائيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت اللام حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اغفر) (ذنوب) مفعول به منصوب و(نا) مضاف إليه الواو عاطفة (قنا) مثل اغفر، مبنيّ على حذف حرف العلّة.
وقال جعفر فى قوله " شهدَ اللهُ ": شَهِد الله بوحدانيته وأبديته وصَمديته, وشهِدَ الملائكةُ وأولوا العلم له بتصديق ما شهد هو لنفسه. سُئلَ جعفر عن حقيقة هذه الشهادة ما هى؟ قال: هى مبنيةٌ على أربعة أركان: أوَّلها اتباعُ الأمرِ, والثانى اجتنابُ النهى, والثالثُ القناعةُ, والرابعُ الرضَا. قال ابن عطاء: إن اللهَ شَهِدَ بالفردانية والصمدية والأبدية ثم خلق الخَلْق فشغلهم بعبادة هذه الكلمة فلا يطيقون حقيقة عبادتها, لأن شهادتهُ لنفسه حق, وشهادتُهم له بذلك رسمٌ, وأنى يستوى الحق مع الرّسم. قال أبو عبد الله القرشى فى قوله تعالى: {شَهِدَ الله أنه لا إله إلا هو}: هو تعليمٌ منه ولُطفٌ وإرشادٌ بعبادهِ إلى أن تشهدوا له بذلك, ولو لم يُعلِّمهم ذلك ولم يرشدهم لهلكوا كما هلك إبليسُ عند المعارضة. قال المزنى: دَخَل أبو منصور مكة فسُئِلَ عن شهادة الذّر للحقّ بالوحدانية وعن التوحيد.. فقال: هذا يليقُ به من حيثُ رضى به نعتًا وأمرًا, ولا يليقُ به وصفًا ولا حقيقةً كما رضي بشُكرنا لنعمه, وأنَّى يليقُ شكرنا بنعمه. قال: وما دمتَ تشيرُ فلستَ بموحد حتى يستولى الحقّ على إشارتك بإخفائها عنك فلا تبقى مشيرًا, وفى إشارة قوله تعالى: {العزيزُ الحكيمُ} قال: العزيزُ: الممتنعُ عن أن تلحقهُ توحيدُ موحّدٍ, أو صفةُ التوحيدِ من حيثُ التوحيد ما شهد به الحق لنفسه قبل الأكوان.
ولا ريب أن الله ألزم الخلق التوحيد وأمرهم به وقضى به وحكم،فقال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ** [الإسراء:23]، وقال:{أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ** [النحل: 2]، وقال: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ** الآية [النحل: 36]. وقال تعالى: {وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ** [النحل:51]، وقال: {وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ**[التوبة:31]، {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء** [البينة: 5]. وهذا كثير فى القرآن يوجب على العباد عبادته وتوحيده، ويحرم عليهم عبادة ما سواه، فقد حكم وقضى أنه لا إله إلا هو. ولكن الكلام فى دلالة لفظ الشهادة على ذلك؛ وذلك أنه إذا شهد أنه لا إله إلا هو، فقد أخبر وبين وأعلم أن ما سواه ليس بإله فلا يعبد، وأنه وحده الإله الذى يستحق العبادة، وهذا يتضمن الأمر بعبادته والنهى عن عبادة ما سواه؛ فإن النفى والإثبات فى مثل هذا يتضمن الأمر والنهى، كما إذا استفتى شخص شخصاً، فقال له قائل: هذا ليس بمفت، هذا هو المفتى، ففيه نهى عن استفتاء الأول، وأمر وإرشاد إلى استفتاء الثانى.