حُسن الخلق يحقق السعادة لصاحبه، لأنه ينال رضا الله سبحانه وتعالى وحب الناس، لذلك أمرنا الدين الحنيف بالتحلي بالأخلاق الحسنة والحميدة، ونُعد بحث بعنوان حسن الخلق وأثره في التعامل الإنساني بهدف التأكيد على فضل حسن الخلق وبيان أهميته والتأكيد وأن التحلي به فيه اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم. معنى حسن الخلق حسن الخلق هو الأفعال الجميلة التي تصدر عن الفرد، كطيب الكلمة ورد الإساءة بالحسنة وطلاقة الوجه وكف الأذى والتودد للناس والإشفاق عليهم وتحملهم والصبر عليهم في الشدائد وترك الكبر وتجنب الغلظة والغضب. هناك تعريف أشمل لا يقصر حسن الخلق على المعاملات بين الناس فقط، بل يأخذه لما هو أوسع ليشمل أيضًا العلاقة بين العبد وربه، فيكون العبد منشرح الصدر بأوامر الله سبحانه وتعالى ويتجنب ما نهى عنه وهو راضي غير متضجر، ويترك من المباح لوجه الله تعالى وهو فرح بذلك.
لا بد لصاحب الخلق الحسن أن يسعى لتطوير العمل وتحسينه ، فإذا رأى أمرًا فيه من الخطأ ما يضر بسير العمل أن يتكلم ويفصح عن رأيه، لا أن يقول أنه يهتم بعمله ولا علاقة له بالآخرين، فقد أوصى الدين الإسلامي أنّ من رأى أمرًا فيه خطأ أن يحاول تغييره باليد أو اللسان أو القلب، وذلك لأنّ المؤسسة بموظفيها كالجسد الواحد لا يمكن لأعضائه أن تعمل منفصلة عن بعضها البعض. إنّ كلّ ما ذُكر عن الأخلاق الحسنة في العمل فيه الخير الكبير الذي يعم الإنسان والمؤسسة وبعدها ينتقل إلى المجتمع بأكمله، لذلك ينبغي ألا يحيد الإنسان عن جادة الخلق الحسن ولا يتركها مهما كلّفه الأمر. حسن الخلق مع الزوجة من أوجه حسن الخلق التي لا يمكن التغافل عنها أو نسيانها هو حسن الخلق مع الزوجة ، فهي المرأة التي يعيش الرجل معها فترة طويلة من حياته، ويشاطرها أفراحه وأحزانه وهمومه وطموحاته وأحلامه، وهي التي تكون السكن والمودة والراحة والاستقرار، ولذلك لا بدّ من حسن خلق متبادل بين الطرفين، ومن أوجه حسن الخلق مع الزوجة أن يحترم الرجل زوجته ويقدر مكانتها وشخصيتها ويشاركها القرارات. من صور حسن الخلق أيضًا أن يُساعد الرجل زوجته في إنجاز مهمامها فهذا سيخلق جوًا من الود والسكينة بينهما، وسيشعرها بأهميتها في حياته، ويُؤكّد لها دورها في الحفاظ على دعائم العائلة ثابتة راسخة، ومن المهم التّنويه إلى أن حسن الخلق مع الزوجة يتجلى بعدم التدقيق على كل التفاصيل، فالتغافل من حسن الخلق في مثل هذه المواقف، ومن المعروف أن كل إنسان يخطئ، وليس من الضروري أن تكون كل أعمال الزوجة كاملة.
تيسير الأمور في الدنيا، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: (ومن يتق الله يجعل له من أمره يُسرًا) (الطلاق: 4) زيادة العلم: الخلق الحسن يزيد من صفاء القلب واطمئنان النفس، وبالتالي يتمكن الشخص من معرفة العلوم التي يرغب في دراستها والمعارف التي يسعى إلى الإلمام بها، كما أن صاحب حسن الخلق يتحلى بالتأدب في مجالس العلم، ما يزيد من علمه ويحسن إدراكه. تماسك المجتمع: الأخلاق الحسنة إذا سادت في مجتمع ما جلبت له الألفة والمودة بين أبنائه، لأن صاحب الخلق الحسن يعرف حقوقه وواجباته، وهذا يؤدي بالضرورة إلى شدة الارتباط والوئام بين الناس. تحقيق الأمان والطمأنينة للمجتمع كله: التحلي بحسن الخلق يجعل كل شخص يعامل الآخرين معاملة حسنة، فيحنو الكبير على الصغير والغني على الفقير، ليصبح المجتمع كله جسد واحد ما يحقق الأمان والطمأنينة لجميع أبنائه. أخلاق النبوة التحلي بحسن الخلق فيه اقتداء بخير البرية وأحسنها خلقًا، وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فكان خُلقه القرآن، يحكم بين الناس بالعدل، ولا يسأل شيئًا إلا أعطاه، وكان أشد الناس تواضعًا، يجالس الفقراء ويؤاكل المساكين لا يجفو على أحد ويقبل معذرة المعتذر إليه، ولم يكن فظًا ولا غليظًا، ولا يُجازي السيئة بالسيئة بل كل كان يعفو ويصفح.