ومرارا أكدت الإمارات، أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية، يتمثل بتضافر الجهود للوصول الى حل سياسي مع اليمنيين، تحت رعاية الأمم المتحدة ووفقاً للمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية ، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومن بينها القرار 2216. دعم إنساني متواصل وجنبا إلى جنب مع جهودها الدبلوماسية، تواصل الإمارات دعم اليمن إنسانيا، حيث بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها لليمن نحو 22. 97 مليار درهم خلال الفترة من عام 2015 وحتى عام 2021. بحث حول وكالات الأنباء - موضوع. وفي إطار الاستجابة العالمية لدولة الإمارات للتصدي لفيروس كوفيد- 19 قامت دولة الإمارات بإرسال 6 طائرات مساعدات إلى اليمن تحمل 1. 122 طنا من الإمدادات الطبية تشمل 65 جهاز تنفس و100 ألف جهاز فحص، ليستفيد منها 122 ألفا من الكوادر الطبية العاملين في الصفوف الأمامية، علاوة على توفير 60 ألف جرعة لقاح ضد فيروس كوفيد- 19. ومع اقتراب دخول شهر رمضان المبارك، لم تنسى الإمارات أشقاءها في اليمن. ويستفيد حوالي 7 ملايين و35 ألف شخص من برامج الهلال الأحمر الإماراتي الرمضانية في ست محافظات يمنية، تشمل شبوة وحضرموت وتعز والحديدة وعدن وجزيرة سوقطرة، حيث يستفيد 6 ملايين و870 ألفا من المير الرمضاني وإفطار الصائم، فيما يستفيد من كسوة العيد 165 ألف شخص.. وذلك تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، ومتابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني، قصف الحوثيون موكب رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح بعد انتهائه من جلسة ثلاثية مع الرئيس هادي وصالح الصماد، مستشار الرئيس لشؤون الحوثيين. واستولى الحوثيون فعليا على العاصمة صنعاء في 20 أكتوبر/ تشرين الأول بعد اقتحام القصر الرئاسي ومحاصرة مقر الرئيس عبد ربه منصور هادي والتحفظ عليه. كان الحوثيون يتظاهرون في صنعاء ضد ما زعموا أنه تراخي في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وفي السادس من فبراير/ شباط أصدر الحوثيون إعلانا دستوريا نص على عزل الرئيس هادي، وتعطيل الدستور، وتشكيل المجلس الثوري، أو الرئاسي. ولجأ الرئيس هادي إلى عدن جنوبي البلاد بعد إفلاته من أيدي الحوثيين الذين تحفظوا عليه لأيام وأكد شرعيته وأحقيته في الحكم من مسقط رأسه في الجنوب. ولم يكن هناك ثمة رادع يمنع تقدم الحوثيين نحو الجنوب سوى بعض المقاومة من القوات الموالية لهادي سُميت بـ "اللجان الشعبية"، والتي كان لها الفضل في استعادة السيطرة على عدن بعد معارك عنيفة ضد مقاتلي الحوثي في 21 مارس/ آذار. وتقدم الحوثيون نحو تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن والبوابة الموصلة إلى عدن ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى. ودعا زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي إلى تعبئة عامة بررها بقتال المتطرفين السنة في تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية ردا على الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها على مسجدين شيعيين يرتادهما أنصار الحوثيين في صنعاء في 20 مارس/آذار، ما أسفر عن مقتل 142 شخصا.
ليست «عاصفة الحزم» محطة عابرة في تاريخ العرب الحديث والمعاصر، إذ تُعد العمليات العسكرية الأولى من نوعها بالنسبة لبعض الدول العربية المشاركة، كما أنها التحالف العربي العسكري الأول من نوعه بقيادة السعودية، دعماً للشرعية في اليمن ضد انقلاب الحوثيين وحلفائهم، الذين أرادوا القفز على اتفاق اليمنيين، وانحازوا لانتماءات أيديولوجية عابرة للأوطان، حفزت مسؤولين إيرانيين أن يعلنوا صنعاء عاصمة رابعة يزدهر فيها النفوذ الإيراني. تمثل عاصفة الحزم تحولاً مفاجئاً على المستوى الجيو-استراتيجي في منطقة الشرق الأوسط. يتطلب تحليل هذا الحدث التمعن في الصورة الكاملة لفهم ما جرى ويجري، بهدف التأسيس لرؤية سياسية مشتركة تسمح بالتصدي للمخاطر المستقبلية، خليجياً وعربياً، وتؤدي إلى تكوين استراتيجية لمستقبل اليمن والعلاقات العربية معه. لذلك تناول مركز المسبار هذا الملف بإصدار كتابٍ عن اليمن قبل العاصفة، ركز فيه على الخريطة القبائلية والتركيبة الاجتماعية والسياسية. ويأتي الكتاب الثاني ليدرس الظروف المحيطة بعاصفة الحزم، وتحالفاتها الخارجية محلّلاً عناصرها السياسية والإقليمية، ثم يلي ذلك خاتمة بكتابٍ ثالث يطرح أفق المصالحة الوطنية وطرق التسوية السياسية ومعالجة التراكمات المستقبلية وآثار الأزمة.