الشاعر الذي هجا نفسه وامه وزوجته من الشعراء الذي اشتُهروا في العصر الجاهلي، وذلك لما له من أعمال شعْريّة عظيمة، فالشعر هو الكلام الموزون المقفّى الذي يُعبّر به كل قومٍ عن مناقبهم، ومآثرهم، وما يعتريهم من أحداث، ولقد كان العرب في الجاهليّة أهل لغةٍ، وفصاحة، وبيان، وكان شعرُهم عفو الخاطر لا يتكلّفون فيه؛ وفيما يلي سنتعرّف عن الشاعر الذي هجا نفسه، وأمه، وزوجته. لقد انقسّم الشعراء في الجاهلية ما بين شاعرٍ يُمجّد في قومه، ويروي مآثرهم، ويهجو غيرهم من القبائل، وبين شعراء امتهنوا الشعر، وصار كوسيلةٍ يقتات بها، فيمدح لأجل المال، ويهجو لأجل المال، لا لأجل قضيّةٍ يؤمن بها؛ لذا فقد جاء شعرهم على النّقيض من الواقع، ولذا قال بعض النّقّاد: إن أصدق الشّعر أكذبه؛ لأن الشعراء لا يمتدحون الرّجل بما هو فيه من الخصال، وإنما يمتدحونه لأجل عطاياه. شاهد أيضًا: من هو شاعر الرسول حسان بن ثابت الحطيئة لقد كان الحطيئة من الشعراء المُخضرمين، فقد عاصر جُزءً من حياته في الجاهلية، والجزء الآخر في الإسلام، وقد كان إسلامه في عهد أبي بكر الصّديق، واشتُهر الحطيئة بأنه من الشعراء الهجّائين في العصر الجاهلي، فقد هجا كلّ شيءٍ يقع أمامه، حتى نفسه، وأمه، وزوجته لم يسلموا من هذا الهجاء، وقد كان هجاؤه خاليًا من الألفاظ التي تتنافى مع القيم الأخلاقية، وهو أبو مُلَيْكة جرول بن أوس بن مالك العبسي.
من هو الشاعر الذي هجا نفسه وامه وزوجته ؟ وما هو نسبه؟ والعديد من الأسئلة الأخرى الشائعة عن هذا الشاعر، وما هو السبب الذي دفعه إلى هجاء نفسه؟ وللتعرف على أجوبة لكافة الاستفسارات هذه لا بد من الغوص في نوعي الأدب الإسلاميّ والجاهليّ، فمن هذا المنطلق سوف نسلط لكم الضوء من خلال سطورنا التالية في موقعي على إجابة لكل الأسئلة الشائعة عن هذا الشاعر. من هو الشاعر الذي هجا نفسه وامه وزوجته إنَّ الشاعر الذي هجا نفسه وأمه وزوجته هو الشاعر الحطيئة، الذي يكنّى بأبو مُليكة ، واسمه الكامل جرول بن أوس بن مالك العبسي، وهو أحد الشعراء المخضرمين (الذين شهدوا العصرين الإسلامي والجاهلي وعاصروهم)، وهو من قبيلةِ عبس، عاصرَ هذا الشاعر الجاهلية، وأسلم في عهد الخليفة الراشدي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، وعُرِف الحطيئة بأنه سليط اللسان هجّاء، واشتهر بأنه هجا والدته، ووالده، وزوجه، وقد انتهى به المطاف بهجاء نفسه.
1 إجابة واحدة أبو مُلَيْكة جرول بن أوس بن مالك العبسي المشهور بـ الحطيئة. شاعر مخضرم أدرك الجاهلية وأسلم في زمن أبي بكر. ولد في بني عبس من أَمةٍ اسمها (الضراء) دعِيًّا لا يُعرفُ له نسب فشبّ محروما مظلوما، لا يجد مددا من أهله ولا سندا من قومه فاضطر إلى قرض الشعر يجلب به القوت، ويدفع به العدوان، وينقم به لنفسه من بيئةٍ ظلمته، ولعل هذا هو السبب في أنه اشتد في هجاء الناس، ولم يكن يسلم أحد من لسانه فقد هجا أمّه وأباه حتى إنّه هجا نفسه. كان سبب حبسه أن الزبرقان بن بدرالتميمي سيد قومه عَمِل للنَبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وكان يجمع زكاة قومه ويؤديها لهم. وقد أشتكى لعمر لما هجاه الحطيئة. فقال له عمر: وما قال لك ؟ قال: قال لي: دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبغيتها واقعـدْ فإنّك أنـت الطاعمُ الكاسي فقال عمر: ما أسمع هجاء ولكنها معاتبة. فقال الزبرقان: أو لا تبلغ مروءتي إلا أن آكل وألبس! والله يا أمير المؤمنين ما هُجيت ببيت قط أشد عليَّ منه. فدعا عمر حسان بن ثابت وسأله: أتراه هجاه؟ قال حسان: نعم وسلح عليه!