[٨] البنتُ واسمها رقية بنت عمر: ولا يُعلمُ عنها الكثير سوى أنَّها تزوجت من إبراهيم بن نعيم بن عبد الله بن النحام، وأنَّّها ماتت عنده ودفنت في مقبرةِ البقيعِ، [٩] ولم تترك خلفها أيَّ ولد. [٨] وفاة أم كلثوم بنت علي توفِّيت أمُّ كلثوم بنت علي -رضي الله عنها- مع ولدها زيد بن عمر الأكبر في نفس اليومِ، وقيل في نفس السَّاعة، فلم يُعرَف من منهما سبقَ الآخر، وقد صلَّى عليهما عبد الله ابن عمر -رضي الله عنه- إذ قدّمه إلى الإمامةِ بالصّلاةِ شقيقها الحسن بن علي -رضي الله عنه-، وفي الصّلاةِ قدَّمَ ابن عمر -رضي الله عنه- زيداً مؤخِّراً أم كلثوم -رضي الله عنها- عنها إلى الخلفِ، فجرتِ السُّنةُ في الجنائزِ من بعد ذلك على هذا النَّحو، إذ يُوضعُ الرجال أمام الإمامِ وتوضعُ النِّساءُ خلفهم بما يلي القبلة.
هناك أيضًا اختلاف في توقيت وفاة أم كلثوم. فقد أوردت بعض الروايات أنها توفيت في زمن الحسن بن علي، وذلك بحسب ما يذكر الطوسي في « تهذيب الأحكام »، ومحمد بن الحسن الحر العاملي في كتابه « وسائل الشيعة »، بينما توجد روايات أخرى، منها رواية أبي الفرج الأصفهاني المتوفى 356 هجرية، في « مقاتل الطالبيين »، تؤكد أنها حضرت معركة «كربلاء» مع أخيها الحسين بن علي، وأنها كانت ضمن السبايا اللاتي جرى تسفيرهن إلى دمشق لينظر الخليفة الأموي يزيد بن معاوية في أمرهن. الثانية: الروايات الشيعية المتقدمة أثبتت زواج أم كلثوم من عمر بن الخطاب ولم تجد غضاضة في ذلك، بعكس موقف الروايات المتأخرة التي تحرجت كثيرًا من إثبات ذلك الزواج، وحاولت أن تتنصل منه بكل وسيلة ممكنة. ربما كانت محاولة الشيخ المفيد التي عرضنا لها، من أولى المحاولات الشيعية التي عملت على الخروج من مأزق إثبات الزواج، إذ تردد المفيد بين تصديق الواقعة والتبرير لها من جهة، ونفيها والتشكيك في سندها ورواتها من جهة أخرى، الأمر الذي يبين أهمية الحادثة في الفكر الشيعي. الثالثة: الروايات الشيعية التي تطرقت لإجبار عُمر عليًّا على القبول بالزواج من ابنته، تتكامل مع السياق القصصي الذي يعمل على شيطنة الخلفاء الأوائل، وينغمس في فكر المظلومية المطلقة لعلي بن أبي طالب وآل البيت.
[٣] فتمَّ الزَّواجُ وقد أصدقها عمر -رضي الله عنه- مهراً يُقدّر بأربعينَ ألفاً، [٤] وأنجبت له اثنانِ من الأولاد، ولدٌ وهو زيد بن عمر، وبنتٌ وهي رقيَّة بنت عمر -رضي الله عنه-، [١] ولمَّا مات عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- تزوَّجت أمّ كلثوم -رضي الله عنها- من محمد بن جعفر بن أبي طالب، ولكنَّه ماتَ عنها، [٥] فتزوجت من بعده بعون بن جعفر.