على الإنسان أن يستغفر الله ويتوب عن الذنب، ويكون لديه إرادة على عدم العودة للذنب مرة أخرى، وحال ضعفت نفسه عليه أن يجدد التوبة وسوف يتوب الله عليه، ولكن هذا لا يجعل الإنسان يستغل التوبة للاستمرار في المعصية؛ لأن الإنسان لا يضمن أن يعيش حتى يتوب عن الذنب الذي يرتكبه، معقبًأ: "لو ضامن تعيش يومين تلاتة اعمل ذنوب زي ما أنت عايز وتوب". التائب من الذنب كمن لا ذنب له الدرر السنية. ما هو الذنب الذي لا توبة له أكبر ذنب في الإسلام هو الشرك بالله تعالى، قال تعالي: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا". فالله سبحانه قد يغفر الذنوب ويتجاوز عنها بتوبة العبد ورجوعه الي الطريق المستقيم إلا الشرك فإنه ظلم عظيم وإثم كبير قال تعالي "إن الشرك لظلم عظيم" وروي البزار بسنده عن أنس قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم الظلم ثلاثة فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره وظلم لا يتركه: فأما الظلم الذي لا يغفره فالشرك قال تعالي: إن الشرك لظلم عظيم" وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد أنفسهم فيما بينهم وبين ربهم. وأما الظلم الذي لا يتركه الله فظلم العباد بعضهم بعضا حتي يدين لبعضهم من بعض.
شروط التوبة الصدق في الندم والحرقة على التفريط في حق الله والعزم على عدم العودة إلى الذنب وثالثًا الإنابة إلى الله تعالى وكثرة الاستغفار، ومن آداب التوبة التي عد منها: اختيار الصحبة الصالحة والبعد عن الأسباب المؤدية إلى الذنب قد يعجبك أيضا... أضف هذا الخبر إلى موقعك: إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
وأمر الله ينبغي أن يقابل بالامتثال والطاعة. 2- سبب لفلاحك في الدنيا و الآخرة، قال تعالى: وتوبوا الى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون [النور:31]. فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يتلذذ، ولا يسر ولا يطمئن ؛ ولا يطيب ؛ إلا بعبادة ربه والإنابة إليه والتوبة إليه. حكمة للإذاعة المدرسية - موضوع. 3- سبب لمحبة الله تعالى لك، قال تعالى: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين [البقرة:222]. وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أن خالقه ومولاه يحبه إذا تاب إليه؟! 4- سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار، قال تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً، إلا من تاب وءامن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً [مريم:59،60]. وهل هناك مطلب للإنسان يسعى من أجله إلا الجنة؟! 5- سبب لنزول البركات من السماء وزيادة القوة والإمداد بالأموال والبنين، قال تعالى: ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين [هود:25]، وقال: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً [نوح:10-12].
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رَضي اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "التَّائبُ مِن الذَّنبِ كمَن لا ذنْبَ له"، والمعنى أنَّ العبدَ إذا أذْنَب ذنْبًا ثمَّ تاب منه تَوبةً نَصوحًا وأقلَع عنه ونَدِم واستغفَر ولم يَعُدْ إليه تابَ اللهُ عليه، وعامَلَه مُعامَلةَ مَن لم يُذنِبْ، بل يُبدِّلُ سيِّئاتِه حسَناتٍ؛ لأنَّه تاب إلى ربِّه وأناب لِمَحبَّتِه للهِ وحِرصِه على رِضاه وخوفِه منه، وتلك صِفاتُ المتَّقين، إذا زال الذَّنبُ زالَتْ عُقوباتُه ومُوجِباتُه، وهذا حُكمٌ عامٌّ لكلِّ تائبٍ مِن ذنْبٍ. وقد قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]. ولقَبولِ التَّوبةِ شروطٌ عُرِفَتْ مِن استِقْراءِ نُصوصِ كتابِ اللهِ تعالى وسُنَّةِ رسولِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، ومِن تلك الشُّروطِ: أن تكونَ التَّوبةُ خالِصةً لوجهِ اللهِ تعالى، فلا يُرادَ بها الدُّنيا أو مدْحُ النَّاسِ وثناؤُهم، ثمَّ الإقلاعُ عن المعصيةِ، ثمَّ النَّدمُ على فعلِها، مع العزْمِ على عدَمِ العودةِ إليها، ثمَّ إرجاعُ الحقوقِ إلى أصحابِها، إنْ كانت المعصيةُ حُقوقًا للآخرين، وأن تَكونَ التَّوبةُ قبلَ طُلوعِ الشَّمسِ مِن مَغرِبِها، وقبلَ حُضورِ الموتِ.