ت + ت - الحجم الطبيعي الشعر، شأنه كشأن كل ألوان الإبداع، وليد لحظة انفعال فارقة، وعندما تحين تلك اللحظة تنبعث الكلمات من حيث لا يدري الشاعر نفسه، وتنهال على لسانه وشفتيه، ليخطَّها قلمه فيما بعد. وقد يتوهم بعض المبالغين أن الموقف الذي يحرك الشاعر لا بد أن يكون أمرًا جللًا، ليزلزل وجدانه ويُنطقه بما لم يقل من قبل، إلا أن الواقع لا يؤيد هذا التصور المفرط في المثالية، فكثيرًا ما يشتعل الإلهام الشعري بفعل أهون الأشياء، و«معظم النار من مستصغر الشرر». وشاعرنا الكبير نزار قباني أحد الشعراء الذين حفلت حياتهم بنماذج تؤكد هذا، ولعل قصيدته البديعة التي نظمها في إسبانيا، ومطلعها: فِي مَدْخَلِ الْحَمْرَاءِ كَانَ لَقَاؤُنَا مَا أَطَيْبَ اللُّقْيَا بِلَا مِيعَادِ خير دليل، ووراءها قصة شهيرة عادةً ما تتردد، بطلتها مرشدة سياحية اصطحبت نزارًا في أرجاء قصر الحمراء الذي يمثل أحد معالم الحضارة الإسلامية في الأندلس. ما الذي ساعد أكبر معمرة في العالم للعيش 119 سنة؟. ويكفي أن ننصت للشاعر لنعرف تفاصيل الحوار الذي ساقه إلى السفر في التاريخ القديم، والتعبير عن اشتياقه إلى تفاصيله الدقيقة: «هَلْ أَنْتِ إِسْبَانِـيَّةٌ؟» سَاءَلْـتُهَا قَالَتْ: وَفِي غَـْرنَاطَةٍ مِيلَادِي غَرْنَاطَةٌ؟ وَصَحَتْ قُرُونٌ سَبْعَةٌ فِي تَينِـكَ الْعَيْنَينِ بَعْدَ رُقَادِ وَأُمَـيَّةٌ رَايَاتُـهَا مَرْفُوعَـةٌ وَجِيَـادُهَا مَوْصُـولَةٌ بِجِيَـادِ مَا أَغْرَبَ التَّارِيخَ!
وفاة «ماري أن بيفان» أقبح امرأة في العالم لم تتوقف الإهانة لـ «ماري» عند هذا الحد، فقد استدعيت لتصبح عامل جذب في السيرك، وعملت كـ مؤدية في «آيلاند دريم لاند» إلى أن توفيت في عام 1993.
كانت التّجارة، بدورها، من الأشياء التي كانت في صلب اهتمام الملكة الأمازيغية، إذ أقامت علاقَات مع قبائل جنوب الصّحراء، ما عضّد استمرار مملكتها وضمان بقائها على قيدِ الحياة. أضِف إلى ذلك، أنّ مُجوهرات الحلي والإكسسوارات الفضية أو المذهّبة التي ترتديها نساء الأمازيغ، إلى اليوم، كانَت مستمدّة من أذواق تينهينان، وفق بعض المراجع. تزوجت تينهينان وأنجبت أولاداً وبناتاً أشهرهم "أهقار"، الذي تنسُبُ له المحكياتُ أصل ارتداء اللثام من طرف رجال الطّوارق، بسبب هروبِهِ من إحدى المعارك. وهو في طريقِ العودة، أحسّ بندمٍ شديدٍ بعد أن تنبّه أن ذلك الصّنيع لا يليقُ بقائدِ جيش وابن الملكة تينهينان، "فبقي مُرابطاً بجيشهِ على مشارف الدّيار مدّة شهر كامل لا يستطيع الدّخول مخافةَ ملامة النسوة له. ولمّا طال بهم الحالُ ونفد ما معهم من زاد، وجدوا أنفسهم مجبرين على دخول الدّيار، فما كان من القائد سوى أن يغطّي وجههُ الذي يحملُ ملامح العار وكذلك فعل بقية جنده، وبقوا على تلك الحال طيلة حياتهم، وكذلك فعل من جاء بعدهم، حتّى أصبح الأمرُ تقليداً مفروضاً إلى يومنا هذا"، كما يقولُ عبد الله هسوف. المؤرخ ابن خلدون، لمّا تحدّث عن الطّوارق، وصفهم بأنهم "أبناء تيسكي"، ويعني أبناء المرأة العرجاء، وهذا يتطابق مع ما توصلت إليه أبحاث الحُفريات، التي أفادت أن تينهينان كانت عرجاء.