قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنْ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمْ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنفال: 70]. قال أبو جعفر في تفسيره: "يقول تعالى ذكره لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: يا أيها النبي قل لمن في يديك، وفي يدي أصحابك من أسرى المشركين الذين أخذ منهم من الفداء ما أُخذ: ﴿ إنْ يَعْلَمْ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ يقول: إن يعلم الله في قلوبكم إسلاماً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم من الفداء ﴿ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾ يقول: ويصفح لكم عن عقوبة جرمكم الذي اجترمتموه، بقتالكم نبي الله وأصحابه، وكفركم بالله، ﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾: لذنوب عباده إذا تابوا، رحيم بهم أن يعاقبهم عليها بعد التوبة. وذكر ابن جرير أن العباس بن عبدالمطلب كان يقول: فيَّ نزلت هذه الآية [1]. روى البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك: أن رجالاً من الأنصار استأذنوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: ائذن لنا فلنترك لابن أختنا عباس فداءه. العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه. قال: "والله لا تذرون منه درهماً" [2]. قال ابن حجر - رحمه الله - "قيل والحكمة في ذلك أنه خشي أن يكون في ذلك محاباة له لكونه عمه، لا لكونه قريبهم من النساء فقط، وفيه إشارة إلى أن القريب لا ينبغي له أن يتظاهر بما يؤذي قريبه، وإن كان في الباطن يكره ما يؤذيه، ففي ترك قبول ما يتبرع له الأنصار به من الفداء تأديباً لمن يقع له مثل ذلك.
جهاد العباس: شهِد العباس بن عبدالمطلب فتح مكة، وحُنينًا والطائف وتبوك. عِلم العباس: روى العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه عدة أحاديثَ؛ منها: خمسة وثلاثون في مسند بَقِي بن مخلد، وفي البخاري، ومسلم حديث، وفي البخاري حديث، وفي مسلم ثلاثة أحاديث. وروى عن العباس: ابناه عبدالله وكثير، والأحنف بن قيس، وعبدالله بن الحارث بن نوفل، وجابر بن عبدالله، وأم كلثوم بنت العباس، وعبدالله بن عميرة، وعامر بن سعد، وإسحاق بن عبدالله بن نوفل، ومالك بن أوس بن الحدثان، ونافع بن جبير بن مطعم، وابنه عبيدالله بن العباس، وآخرون. تكريم الصحابة للعباس: (1) كان العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه لم يمر بعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولا بعثمان بن عفان رضي الله عنه - وهما راكبان - إلا نزَلا حتى يجوز العباس إجلالًا له، ويقولان: عم النبي صلى الله عليه وسلم. (2) روى أحمد عن عبيدالله بن عباس بن عبدالمطلب، قال: كان للعباس ميزاب على طريق عمر بن الخطاب، فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة، وقد كان ذُبِحَ للعباس فَرخان، فلمَّا وافى المِيزاب، صُبَّ ماءٌ بدم الفرخين، فأصاب عمر وفيه دمُ الفرخين، فأمَر عمر بقلعه، ثم رجع عمر، فطرَح ثيابه، ولبس ثيابًا غيرَ ثيابه، ثم جاء فصلَّى بالناس، فأتاه العباس، فقال: "والله إنه للموضع الذي وضَعه النبي صلى الله عليه وسلم"، فقال عمر للعباس: وأنا أَعزِمُ عليك لَمَّا صعِدتَ على ظهري حتى تضَعَه في الموضع الذي وضَعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعَل ذلك العباس رضي الله عنه؛ (حديث حسن).
» ، [7] وقال أيضًا: « الثاني ــ من أبناء العبّاس الذين لم يسلم من جرح هو ــ: عبد الرحمن. وقيل: إنّما هو الحارث. ». [8] وذكره عبد الحسين شرف الدين في الصحابة المنتجبين الممدوحين عند الشيعة. [9] ولا بقية لعبد الرحمن، وكان قد ولد لعبد الرحمن: عبد الرحمن بن عبد الرحمن سمي باسم أبيه، درج. [10] وقُتل عبد الرحمن بإفريقية شهيدًا هو وأخوه معبد بن العبَّاس في زمن عثمان بن عفان مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، سنة خمس وثلاثين؛ قاله مصعب ، وغيره، بينما قال ابن الكلبيّ: قُتل عبد الرّحمن بن العبّاس بالشّام ، [11] وقال البلاذري: مات في طاعون عمواس بالشام، ويقال استشهد يوم اليرموك في خلافة عمر. [10] المراجع [ عدل] ^ "ص838 - كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب - عبد الرحمن بن عائش الحضرمي - المكتبة الشاملة" ، ، مؤرشف من الأصل في 15 سبتمبر 2021 ، اطلع عليه بتاريخ 27 سبتمبر 2021. ^ "ص262 - كتاب الطبقات الكبرى ط الخانجي - تسمية غرائب نساء العرب المسلمات المهاجرات المبايعات - المكتبة الشاملة" ، ، مؤرشف من الأصل في 13 سبتمبر 2021 ، اطلع عليه بتاريخ 27 سبتمبر 2021. ^ "ص461 - كتاب أسد الغابة ط العلمية - عبد الرحمن بن العباس - المكتبة الشاملة الحديثة" ، ، مؤرشف من الأصل في 13 سبتمبر 2021 ، اطلع عليه بتاريخ 27 سبتمبر 2021.