وختمت نصر حديثها بأن الاستفادة من تحليل الشخصية للإصلاح مطلوب، ولكن إذا تخطت إلى فلسفة المعلومات وتطبيقات على الآخر فقط لإثبات الوجود والمعرفة تصبح مضرة، وتشيع الفوضى بين أفراد المجتمع، وتضعف أواصر المحبة وعدم تقبل النصح والإرشاد والتوجيه؛ لأن الإنسان يحتاج في رحلة الحياة إلى تطوير شخصيته لكي تتلاءم مع ظروف بيئته من خلال نفسه والآخرين، مع الأخذ في الاعتبار أن يؤخذ العلم في تحليل الشخصية باعتدال وأي علم نافع آخر، وخصوصاً العلوم الإنسانية مثل علم النفس والاجتماع وعلوم تطوير الذات؛ لأنك تتعامل مع إنسان له وجود وكيان. البعض يطالب بتحليل شخصية الفرد قبل التقدم على بعض الوظائف الحساسة
الذكاء والقدرات: مما لا شك فيه أنّ الذكاء والكفاءات العقلية للفرد تؤثّر على تكوين شخصية الفرد وتوافقه الإيجابي مع ذاته ومجتمعه، وتختلف استجابات الأفراد وتفاعلاتهم حسب اختلاف القدرات العقلية، والنظرة المجردة للوقائع أو الحوادث اليومية وغيرها. المزاج: يُعتبر المزاج من أبرز العناصر الأساسية في بناء الشخصية؛ حيث يرى البعض أنّ المزاج نتيجة لتفاعل العناصر الكيميائية في الجسم؛ حيثُ يختلف المزاج باختلاف هذه التفاعلات، ومن المؤكّد أنّ هناك طاقة انفعالية عامة عند الفرد تقوم بإنتاج السلوكات على أساس مستوى الذكاء عند الفرد، والغرائز التي تُحركه تِبعاً لتغيُّر طبيعة الموقف. البيئة: تلعب البيئة دوراً هامّاً في تكوين اللّبِنات الأولى في تمحوُر شخصية الفرد، فتتكوّن البيئة أولاً من المنزل، فيظهر أثر المستوى العلمي للوالدين على جميع النواحي الاقتصادية والأخلاقية وغيرها، بالإضافة إلى أنّ أساليب التنشئة السويّة تُنتج أفراداً أسوياء ومستقرّين بعيدين عن الانحراف، وثانياً المدرسة؛ فهي تُساعد على نُضج شخصية الفرد وتأصيل الأخلاق السليمة وتكوين الأنماط السلوكية المختلفة، فالبيئة المدرسية المتوازنة والبنَّاءة تُنشئ أجيالاً متعلّمة وواعية ومتقدّمة.
أمّا ثالثاً فهو المجتمع وما يحويه من العادات والتقاليد، والأنظمة السياسية، والمعايير الاجتماعية، والقيم المادية والمعنوية والروحية. مُكونات الشخصية عند فرويد يُعتبر فرويد مؤسّس مدرسة التحليل النفسي التي اهتمّت بجوانب الشخصية ومكوناتها؛ حيث قسم الشخصية إلى ثلاثة أقسام على النحو الآتي: الأنا: هو المسيطر على الحركات الإراديّة نتيجة للتفاعلات بين الإدراك الحسّي والعضلي، بالإضافة إلى مهمّة دراسة المثيرات البيئية الخارجية وتخزينها على هيئة خبرات، وتجنُّب التعرّض للخبرات غير المرغوب فيها، والتكيُّف مع الخبرات المعتدلة. تحليل شخصية حقيقي علم النفس - جريدة الساعة. الأنا العليا: هو مخزون من المثاليات والأخلاقيات والضمير والخير والحق وجميع سمات القيم العليا؛ أي أنّها بمثابة الرقيب النفسي. تتأثّر آليّة وسلامة الأنا العليا بالوالدين ومن يحلّ محلّهما من المربّيين والشخصيات المعروفة التي يتأثّر بها الفرد، ويمكن أن تُضبَط وتُهذَّب بثقافة الفرد ومستواه التعليمي. الهو: هو منشأ الطاقة النفسية الحيوية والبيولوجية، فهو يحتوي على الغرائز الفطريّة التي تولد مع الإنسان؛ أي إنّه الصورة البدائية لتكوين شخصية الفرد قبل أن يصقلها كلّ من المجتمع والبيئة، فالهو يقع في جانب عميق داخل النفس ليس له أيّ صلة بالواقع بعيد عن المعايير والقيم؛ حيثُ يستحوذ على نشاطه وتفاعلاته مبدأ اللّذّة والألم، وغالباً ما تكون الأنا العليا ضابطاً لهذا النّشاط.