قال تعالى:(وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً) (الإسراء: 24)، وقال (صلى الله عليه وسلم):(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: وذكر منها: ولد صالح يدعو له) ـ رواه مسلم. وإن أوصى بشيء أو عهد عهداً، فعليك بتنفيذ وصيته، والوفاء بعهده، وأن تصل رحمك لا سيما من جهته، وإن كان له أصدقاء فتكرمهم. قال (صلى الله عليه وسلم):(إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل وُدِّ أبيه بعد أن يولي) ـ رواه مسلم، وتتصدق بنية أن ثواب هذه الصدقة له، فكل ذلك يصل إليه من غير خلاف بين أهل العلم. امك ثم امك ثم ابوك. ولقد كرم الإسلام الأم واعتبر لها مكانة عظيمة، فهي التي حملت وأنجبت وربت وضحت، وتحملت الكثير كي يسعد أبنائها، وحافظت على النعمة التي أنعم بها الله عليها (نعمة الأمومة) وعلّمت وقوّمت لتخرج جيلاً فاضلاً يشع بالإيمان والحب والخير والعطاء الغزير، والوفاء الكبير. فالأم غالية وشامخة في كل يوم، ولابد من تكريمها والبر بها في كل لحظة، سواء أكانت على قيد الحياة أم في رحاب الله. والجنة تحت أقدام الأمهات، ومن بر أمه وتحمل في سبيل تكريمها واحترامها وعرف أنه مهما قدم فلن يوفي حقها، وأنها طالما تحملت من أجله، لكي يحيا ويسعد ويهنأ … قد أطاع الله ورسوله وأصبح من الفائزين بحب الله ورضاه وبمكان في الجنة.. نسأل الله تعالى أن يوفقنا للبر بامهاتنا وابائنا أحياء وأمواتا.. وأن يرزقنا بر أبنائنا... إن ربي هو ولي ذلك والقادر عليه.. وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
وهنا أقبل يحثّ الخطى نحو الحبيب –صلى الله عليه وسلم- ليسأله عمّا يدور في ذهنه من تساؤلات، فوجده واقفاً بين كوكبة من أصحابه، فمضى إليه ثم وقف أمامه وقال: " يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟". خرجت الكلمات من فم الصحابي الكريم وهو يمعن النظر في وجه النبي –صلى الله عليه وسلم- ينتظر جوابه، وكلّ ظنّه أن الإجابة ستكون بياناً لصفاتٍ معيّنة إذا اجتمعت في امريء كانت دليلاً على خيريّته وأحقّيته بالصحبة، أوربّما كان فيها تحديداً لأسماء أفرادٍ ممن اشتهروا بدماثة الخلق ورجاحة العقل. لكن الجواب الذي جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يكن على النحو المتوقّع، فلقد قال عليه الصلاة والسلام: (أمّك) ، نعم! أمك..ثم أمك.. ثم أمك... هي أحقّ الناس بالصحبة والمودّة، ويستزيد الصحابي النبي عليه الصلاة والسلام ليسأله عن صاحب المرتبة الثانية، فيعود له الجواب كالمرّة الأولى: (أمّك) ، وبعد الثالثة يشير –عليه الصلاة والسلام- إلى الأب، ثم الأقرب فالأقرب.
تهذيب الكمال 7-203 وحتى البخاري لم يرو من أحاديث بهز عن أبيه عن جده رغم كثرتها أي رواية بالإسناد إطلاقا وإنما علق عنه بشكل عابر رواية واحدة فقط. تهذيب الكمال 7-203 بل إن ابن حبان حتى لم يدرجه في كتاب الثقات رغم ما انتشر عنه من أنه متساهل جداً في توثيق كثير من الرواة وفوق ذلك أدرجه ابن حبان في كتاب المجروحين رغم تشدده في ذلك وقلة من يدرجهم في المجروحين حيث قال عنه في كتابه المجروحين 1-194 ما يلي: ( كان يخطىء كثيراً... وتركه جماعة من أئمتنا). إهـ. ونقل ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل 2-430 عن أبيه وهو إمام الجرح والتعديل الإمام أبو حاتم رحمه الله أنه قد قال عن بهز (شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به). امك ثم امك ثم امك ثم ابوك اسلام ويب. إهـ. وجاء في كتاب الكامل في الضعفاء 2-66 لابن عدي رحمه الله أن بهزاً كان يلعب بالشطرنج. واللعب بالشطرنج مذموم جداً في المذاهب الأربعة بل محرم في المذاهب الأربعة باعتبار كراهة الشافعي كراهة تحريم حسب فتوى ابن تيمية رحمه الله الموجودة في الرابط التالي حيث قال في فتواه أيضا باتفاق أو إجماع الصحابة على تحريم الشطرنج هنا: وأدرجه الذهبي في كتاب المغني في الضعفاء 1-181 حيث نقل عن الحاكم أن رواية بهز بن حكيم عن أبيه عن جده نسخة شاذة تفرد بها حيث قال ( إنما ترك من الصحيح لأنها نسخة شاذة يتفرد بها).
وهنا أقبل يحثّ الخطى نحو الحبيب -صلى الله عليه وسلم- ليسأله عمّا يدور في ذهنه من تساؤلات، فوجده واقفاً بين كوكبة من أصحابه، فمضى إليه ثم وقف أمامه وقال: " يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟". خرجت الكلمات من فم الصحابي الكريم وهو يمعن النظر في وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- ينتظر جوابه، وكلّ ظنّه أن الإجابة ستكون بياناً لصفاتٍ معيّنة إذا اجتمعت في امريء كانت دليلاً على خيريّته وأحقّيته بالصحبة، أوربّما كان فيها تحديداً لأسماء أفرادٍ ممن اشتهروا بدماثة الخلق ورجاحة العقل. لكن الجواب الذي جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن على النحو المتوقّع، فلقد قال عليه الصلاة والسلام: (أمّك) ، نعم! حديث امك ثم امك ثم امك. هي أحقّ الناس بالصحبة والمودّة، ويستزيد الصحابي النبي عليه الصلاة والسلام ليسأله عن صاحب المرتبة الثانية، فيعود له الجواب كالمرّة الأولى: (أمّك) ، وبعد الثالثة يشير -عليه الصلاة والسلام- إلى الأب، ثم الأقرب فالأقرب.