[٣] وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد وضعه في مكانه عندما اختلفَ العرب على الشخص الذي سيضعه، فاحتكم الناس إلى الرسول في وضعه بيديه الشريفتين في مكانه على الكعبة في مكة المكرمة ، ولذلك كانت حادثة القرامطة وسرقة الحجر الأسود حادثة عظيمة في التاريخ الإسلاميّ. [٣] القرامطة وسرقة الحجر الأسود هاجم قرامطة البحرين بقيادة أبو طاهر الجنابي الهجري مكة المكرمة في موسم الحج يوم التروية ، وقتلوا الحجاج وهم يطوفون فقتلوا ما يزيد عن ثلاثين ألفا من أهل مكة ومن الحجاج، وألقي جزء كبير من القتلى في بئر زمزم ، ودفن بقيتهم مكان قتلهم دون الصلاة عليهم. وقام القرامطة ذاك اليوم -يوم الهجوم على مكّة- بسبي النساء، وخلع باب الكعبة، وسلب كسوتها وتعريتها، واقتلع الهجري نفسه الحجر الأسود من مكانه، وحمله عائدًا إلى البحرين. من هم القرامطة وما هي معتقداتهم - مجتمع الحلول. [٤] وبقي الحجر الأسود مسروقا محجوزا لدى القرامطة اثنتين وعشرين سنة تقريبًا، وقد أخفوه في عين اسمها عين الكعيبة كانت تسقي غابات النخيل القريبة والبعيدة غرب القطيف في المملكة العربية السعودية، ثم أعادوه إلى مكة، وهذا ملخص قصة القرامطة وسرقة الحجر الأسود. [٤] وكان أبو الطاهر الجنابي قد نقل الحجر الأسود إلى هجر في الإحساء عام 318هـ، وطلب من أهل القطيف الحج إليه، وسن الحج في الأحساء ووَضْع الحجر الأسود في بيت كبير هناك، لكنّ أهل القطيف وما جاورها رفضوا ذلك، فقتل القرامطة من أهالي تلك المناطق أعدادًا كثيرة، لعد استجابتهم لسنة أبي الطاهر.
أشهر ما عرف عنهم قيامهم بثورة ضد الخلافة العباسية في السنوات القلة الأخيرة من القرن التاسع الميلادي ، الأمر الذي أدى إلى الكثير من الاضطرابات، منها سرقة الحجر الأسود من مكة المكرمة. مؤسس مذهب القرامطة هو حمدان بن الأشعث الذي يلقب "بقرمط". قدم من الأهواز إلى الكوفة سنة ( 278 هـ / 891م)وأقام بها. دخل في بداية حياته في مذهب الإسماعيلية على يد حسين الأحوازي. من هم القرامطه والحجر. وقد عرف حمدان بقوة شخصيته وعلاقاته الاجتماعية. انقلب على الإسماعيلية الباطنية وقام بإنشاء مذهباً خاصاً به، مركزه في الكوفة في عام 890 م وأطلق عليه اسم "دار الهجرة". داعياً إلى إمام من آل البيت، فلقيت دعوته نجاحًا عند أنصار العلويين. وبعد أن وثق من بعضهم بدأ في بث دعوته الغريبة وأفكاره البعيدة عن الإسلام. انتشرت الفرقة القرمطية في الكوفة وواسط والبصرة في العراق ، ومن ثم في البحرين والقطيف. ثم اشتد خطر هذه الحركة بعد ظهور زعيمها في البحرين " أبي سعيد الجنَّابي " سنة ( 286 هـ = 899م)، واستطاع أن يبسط نفوذه على البحرين وهجر ، وكسب أنصارًا كثيرين، وتحولت البحرين إلى مركز للقرامطة ومعقلاً لنشاطهم، وخرجت منه حملاتهم الحربية لنشر أفكارهم. وانتشروا في الأحساء والطائف حتى اليمن.
إلا أن الإسماعيلية في العراق والبحرين وخراسان رفضوا الاعتراف بإمامة عبيد الله وكان على رأسهم حمدان قرمط وواصلوا تمسكهم بأيمانهم الأصلي بشأن مهدية محمد بن إسماعيل ليقيموا سنة 899 م دولة في البحرين ويعلنوا عن قطع علاقتهم بعبيد الله فعرفوا فيما بعد بالقرامطة[3].