وعندما أقيمت الدولة الأموية (661 - 750م) ثم الدولة العباسية (750 - 1258م) زادت وظائف الدولة وتشعبت. وفي العصر العباسي بالذات، بدأ يظهر التخصص في بعض الأعمال، فنشأت بعد الخليفة والوزير والحاجب ثلاث سلطات، تتوزع بين القاضي ووالي المظالم والمحتسب. القضاء يختص بالفصل في الخصومات وقطع المنازعات. اغراض الشعر في العصر الجاهلي. وولاية المظالم عمل يختلط فيه القضاء بالتنفيذ، ويعرفه بعض الفقهاء بأنه «قود (قيادة) المتظلمين إلى التناصف بالرهبة وزجر المتنازعين عن التجاحد بالهيبة». فهو من ثم عمل يركن فيه إلى السلطان أكثر مما يعتمد في إقراره إلى الحق. والحسبة نظام يستهدف محاربة الانحراف، وتتبع المخالفات، قصد تطهير المجتمع منها وتجنيبه آثارها. وكان يتولى أمر الحسبة محتسب يعينه السلطان، ومن ثم صار عمله ووظيفته، ضمن سلطات الدولة. وإذ كان يتقاضي أجرا، أو راتبا، من الدولة، فإن اسمه (المحتسب) لم يعد ينصرف إلى المعنى الأصلي الذي يفيد أداء العمل دون أجر، حسبة لوجه الله، بل صار اللفظ يعني أنه ينفذ أوامر الله، أي أنه يبتغي من عمله تحقيق الوصايا الدينية. وتحددت اختصاصات المحتسب في إفراز المبيعات في الأسواق، كالتطفيف في الكيل، أو البخس في الميزان، أو الغش في البيع، أو التدليس في الثمن.
نظمه قسم اللغة العربية وآدابها وشهد 8 جلسات على مدى يومين اختتم المؤتمر الدولي الثالث «المنجز العربي اللغوي والأدبي في الدراسات الأجنبية» الذي نظمه قسم اللغة العربية وآدابها بالجامعة بالتعاون مع جائزة الملك فيصل، أعماله الأسبوع الماضي خلال الفترة 24 - 26 ربيع الأول 1442هـ الموافق 10 - 12 نوفمبر 2020م، وهو امتداد لمؤتمرات وندوات علمية سابقة هي: الندوة الدولية الأولى «قضايا المنهج في الدراسات اللغوية والأدبية» التي عقدت في الفترة 21-24/ 3/ 1431هـ، والندوة الدولية الثانية «قراءة التراث الأدبي واللغوي في الدراسات الحديثة» التي عقدت في الفترة 25 -27/ 4/ 1435هـ. وعني المؤتمر الذي شهد 8 جلسات على مدى يومين وحظي بمشاركات محلية ودولية قيِّمة، بتتبع المنجز العربي الأدبي واللغوي في الدراسات الأجنبية، وتسليط الضوء على ما حظي به تراثنا العربي من دراسات غربية بشتى حقوله وأنواعه وتوجهاته، والنظر في مقدار التأثير الحاصل بين الثقافات المتعددة والثقافة العربية؛ سعيًا لإيجاد نقاط تلاقح معرفية جديدة بين الباحثين واستكناه الأنماط والأنساق الممتدة بين الدراسات العربية والدراسات الأجنبية، وإمعان النظر في الوشائج المشتركة على اختلاف الزمان والمكان.
فبرز في العصر الأموي الشعر عن الكرم، حيث تميز الشعراء في العصر الأموي في إخراج نماذج فصيحة ومؤثرة في الشعر عن الكرم، ولعل ذلك يعود إلى كون الشعر يجسد صدق العاطفة في النفس البشرية. وبه أيضاً يمكن التأثير في كافة النفوس والاذهان، خاصة وأن الشعر أداة الوجدان، وشعر الكرم هو أفضل أنواع الشعر التي برزت في لغتنا العربية.
يضاف إلى هذا أن نظام المحتسب، كما هو الشأن في دعوى الحسبة على ما سوف يلي، لم يرد لا في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية، وإنما هو على ما سبق الإلماع إليه، من ترتيب الساسة وعمل الفقهاء، فهو من ثم نظام بشري وعمل إنساني، لا يعد من الدين ولا يعتبر من الشريعة وإنما هو فقه الناس وإفراز المجتمع. 1996* *كاتب وقانوني مصري» 1932- 2013"
جلسات اليوم الأول شهد اليوم الأول للمؤتمر 3 جلسات، وتم في الجلسة الأولى طرح عدة دراسات وأوراق عمل منها دراسة «قراءة جديدة لمشروع أبي العلاء المعري الشعري» للدكتورة الأمريكية سوزان ستيتكيفيتش، وورقة للدكتور حسن البنا حول قصيدة البردة في الدرس الاستشراقي، وورقة للدكتور راشد الرشود عن مكانة الشاعر في العصر الجاهلي من وجهة نظر شرقية، وقدم الدكتور عبدالقادر الحسّون ورقة بعنوان «المستشرقون وإشكاليات تلقي الشعر العربي القديم» واختتمت الجلسة بورقة للدكتورة هند المطيري بعنوان «استدراك على دراسة سوزان ستيتكيفيش». انطلقت الجلسة الثانية بورقة للبروفيسور الأمريكي جونثان أوينز بعنوان «التراث اللغوي العربي من منظور غربي»، وورقة للدكتور عبدالله بن شهاب، بعنوان «المصطلح النحوي عند الأجانب»، تلاه د. محمد خان حول «الأنموذج النحوي العربي في الدراسات الفرنسية المعاصرة»، ثم الدكتور محمد التاقي حول «جهود اللساني الفرنسي جورج بهاس»، وورقة للباحث محمد الوحيدي بعنوان «كتاب سيبويه في الدراسات الغربية المعاصرة»، وشارك في الجلسة الثالثة الدكتور محمد مشبال، والدكتورة بسمة عروس، والأستاذة رفيقة بنت ميسية، والدكتورة سلوى الميمان، والدكتور مسالتي عبدالبشير.
جلسات اليوم الثاني انطلقت جلسات اليوم الثاني برابع جلسات المؤتمر بورقة للباحثة اليابانية أكيكو سومي، تلتها د. أمل التميمي بورقة «السيرة الذاتية العربية في الدراسات الأجنبية»، ثم ورقة للأستاذ طاهر معاذ، وورقة للدكتورة منال العيسى حول «جهود المستشرق الفرنسي أندريه ميكيل في دراسة الأدب العربي»، واختتمت الجلسة بورقة للدكتورة نادية هناوي حول «دراسة الأدب العربي عند الباحثة البلغارية بيان ريحانوفا». في الجلسة الخامسة قدم د. خصائص الشعر في العصر الجاهلي. إسلام عمارة بحثاً بعنوان «رسائل علمية حول الأدب العربي في جامعة أولوداغ»، وتحدثت الدكتورة حنان أبو لبدة عن «المنجز العربي النحوي عند بروكلمان»، والدكتور عبدالعزيز الحميد عن إنجازات المستشرقين في نشر التراث اللغوي ودراسته، واختتمت الجلسة بورقة للدكتور يوسف فجّال حول «قراءة في منهج أندري رومان من خلال كتابه النحو العربي». وناقشت الجلسة السادسة بحثا للدكتور حسن الطالب، وورقة للدكتور حمد البليهد، وللأستاذة سمية العدواني، وتناول الأستاذ عادل الصيعري صورة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كتاب المستشرق الروماني «كونستانس جيورجيو»، وتطرق الدكتور عبدالعزيز الخراشيّ إلى الأسس القرائيّة في كتاب «الوصف في الشّعر العربيّ الكلاسيكيّ»، وكانت الورقة الأخيرة من تقديم مستورة العرابي.