الحلم سيد الاخلاق
مشاركات جديدة عضو ذهبي تاريخ التسجيل: 27-12-2010 المشاركات: 4722 الحلم سيد الأخلاق 19-04-2013, 03:48 PM بسم الله الرحمن الرحيم. الحلم هو سيد الأخلاق وقد ذكره القرآن الكريم حيث قال تعالى (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [ فصلت / 33 - 35]. وقد عرفوا الحلم بأنه إمساك النفس عن الاستشاطة في الغضب ، وملك الجوارح عند اتقاد جمرة الشر ، والسكوت عند الأحوال المُحرّكة للانقام ، والتثبت في ترك تعجيل إنفاد الحكم ، لما في عواقب ذلك من وقوع الندم ، لا سيما مع تمكن القدرة ، وتحكم القوة ، فإن ذلك آية الرحمة وسعة الصدر وعلو الهمة وإثار مكارم الأخلاق والحلم ضبط النفس: وهو حالة يظهر معها الوقار والثبات عند الأسباب المحركة للغضب أو الباعثة على التعجيل في العقوبة ، وحبس النفس حتى تخضع لسلطان العقل ، وتطمئن لما يأمرها به. الحلم سيد الاخلاق - منتديات مرسى الولاية. والحلم يحتاج الى صبر كي يتمهل في حمكه. ويملك جوارحه عند غضبه ، كما أنه يحتاج الى العقل حتى يساعده على التفكير في العواقب.
تعريف الحِلم الحِلم لُغةً جذر كلمة الحِلم من حَلُم؛ الحاء واللام والميم جذرٌ صحيحٌ دالٌّ على أصولٍ ثلاثةٍ مختلفةٍ ومُتبايِنةٍ في الدّلالة والمعنى: [٢] الأصل الأوّل: رؤية الشّيء في المنام. الأصل الثَّاني: تثقُّب الشّيء. الاصل الثَّالث: ترْكُ العَجَلَة، وهو المراد هُنا؛ فالحِلم خِلاف العَجَلة، والتَّسرُّع، والطَّيش. الحِلم اصطِلاحاً أورد علماء التّزكية والأخلاق تعريفاتٍ عديدةً للحِلم؛ تُقارِب معناه اللغويّ، ومن هذه التَّعريفات: [٣] تعريف الرّاغب الأصفهانيّ: ضبط النَّفس والطِّباع عند ثورة الغضب، وعدم الانفعال. تعريف الجاحظ: ترك الانتقام عند الغضب رَغم القُدرة عليه. الحلم سيد الأخلاق - منتدى الكفيل. تعريف المنَّاوي: رَفْع الإنسان للمؤاخَذة عمَّن آذاه تعقُّلاً واتّزاناً. تعريف الجرجانيّ: الطّمأنينة عند ثوران الغضب ، والعدول عن مجازاة الظَّالم.
وحكي أن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه - قال لعامر بن مرة الزهري: من أحمق الناس ؟ قال: من ظن أنه أعقل الناس ،قال: صدقت ، فمن أعقل الناس ؟ قال: من لم يتجاوز الصمت في عقوبة الجهال. وقال الشعبي: ما أدركت أمي فأبرها ، ولكن لا أسب احدا فيسبها. الحلم سيد الأخلاق. وقال بعض الحكماء: في إعراضك صون أعراضك. وقال بعض الشعراء: وفي الحلم ردع للسفيه عن الأذى*****وفي الخرق إغراء فلا تك أخرق فتندم إذ لا تنفعك ندامة *****كما ندم المغبون لما تفرقا وقال آخر: قل مابدا لك من زور ومن كذب*******حلمي أصم وأذني غير صماء والثامن من أسبابه: الخوف من العقوبة على الجواب: وهذا يكون من ضعف النفس ، وربما أوجبه الرأي واقتضاه الحزم ، وقد قيل في منثور الحكم: الحلم حجاب الآفات. وقال الشاعر: أرفق إذا خفت من ذي هفوة خرقا *****ليس الحكيم لمن في أمره خرق والتاسع من أسبابه: الرعاية ليد سالفة ، وحرمة لازمة: وهذا يكون من الوفاء ، وحسن العهد ، وقد قيل في منثور الحكم: أكرم الشيم أرعاها للذمم. وقال الشاعر: إن الوفاء على الكريم فريضة *****واللؤم مقرون بذي الإخلاف وترى الكريم لمن يعاشر منصفا *****وترى اللئيم مجانب الإنصاف 19-04-2011, 09:19 AM #4 والعاشر من أسبابه: المكر وتوقع الفرص الخفية: وهذا يكون من الدهاء، وقد قيل في منثور الحكم: من ظهر غضبه قل كيده ، وقال بعض الأدباء: غضب الجاهل في قوله ، وغضب العاقل في فعله.
ويقول: "ألا إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم؛ ألا ترون إلى حمرة عينيه، وانتفاخ أوداجه؟ فإذا وجد أحدكم شيئا من ذلك فالأرض الأرض. ألا إن خير الرجال من كان بطيء الغضب سريع الرضا، وشر الرجال من كان سريع الغضب بطيء الرضا؛…". فالغضوب تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه وتتغير سحنة وجهه ويفقد بشاشته، ويستنفد هيبته ويقل خلانه ويكثر الرعاع من حوله. ولا عذر لمن قدِر شياطين الإنس على استفزازه وإخراجه عن طوره، فأهبطوه إلى منزلتهم، وما أجمل قول الله تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)}، [سورة الفرقان: 63، 64]، وقوله جلّ وعلا: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127)}، [سورة النحل: 127]. ومن كظم غيظه وألزم نفسه الصمت، كاد خصمه وحافظ على مكانته وترفّع عن النقائص ، وأوكل أمره إلى ربه فدفع عنه ودافع عنه، لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا (38)}، [سورة الحج: 38]. فالحلم يمنح المعتدى عليه فرصةً للتفكر، ويعطي الناس وقتاً ليحكموا له بدلاً من أن يحكموا عليه. الحلم أيها الشباب سيّد الأخلاق، وصدق القائل: (كاد الحليم أن يكون نبيا).
________________________ المصدر: سكينة المشاهدات 3٬990
واغتاظت عائشة رضي الله عنها على خادم لها ، ثم رجعت إلى نفسها ، فقالت: لله در التقوى ، ماتركت لذي غيظ شفاء. وقسم معاوية رضي الله عنه قطفا ، فأعطى شيخا من أهل دمشق قطيفة فلم تعجبه فحلف أن يضرب بها رأس معاوية ، فأتاه فأخبره ، فقال له معاوية: أوف بنذرك ، وليرفق الشيخ بالشيخ. والثاني من أسبابه: القدرة على الانتصار: وذلك من سعة الصدر وحسن الثقة ، وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: إذا قدرت عدوك، فاجعل العفو شكرا للقدرة عليه) وقال بعض الحكماء: ليس من الكرم عقوبة من لايجد امتناعا من السطوة. وقال بعض البلغاء: أحسن المكارم عفو المقتدر ، وجود المفتقر. والثالث من أسبابه: الترفع عن السباب: وذلك من شرف النفس ، وعلو الهمة ، ككما قالت الحكماء: شرف النفس أن تحمل المكاره ، كما تحمل المكارم ، وقد قيل: أن الله -سبحانه وتعالى - سمى يحيى - عليه السلام -سيدا لحلمه. وقد قال الشاعر: لايبلغ المجد أقوام وإن كرموا ******حتى يذلوا -وإن عزوا - لأقوام ويشتموا فترى الألوان مسفرة ******لاصفح ذل ولكن صفح أحلام 19-04-2011, 08:22 AM #2 والرابع من أسبابه: الاستهانة بالمسيء: وذلك عن ضرب من الكبر والاعجاب ، كما حكي عن مصعب بن الزبير: أنه لما ولي العراق ، جلس يوما لعطاء الجند ، وأمر مناديه فنادى: ابن عمرو ابن جرموز ؟ وهو الذي قتل أباه الزبير ، فقال له: أيها الأمير ، إنه قد تباعد في الأرض ، فقال: أويظن الجاهل أني أقيده بأبي عبد الله ، فليظهر آمنا ، ليأخذ عطاءه موفرا.