يقول ابن عباس: (المؤمن الذي أمن خلقه من أن يظلمهم)، فهو العدل سبحانه حاشاه أن يظلم عباده المؤمنين. المؤمن الذي يأمن عبده من الحزن والضيق ويكشف عنه الكرب ويأمنه من الخوف والبلاء، ويرحمه ويغيثه ويُجيب دعاءه. الله المؤمن الذي يؤمّن عباده الذين آمنوا به من أهوال يوم الفزع الأكبر حيث قال في كتابه: ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) سورة الأنعام آية 82. والله المؤمن هو الحق كما قال عن ذاته في كتابه الكريم: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ) سورة آل عمران آية 18، كما قال قتادة:(أمن بقوله أنه الحق). سمى الله نفسه المؤمن الذي يؤمّن عباده المؤمنين من عذاب جهنم كما قال:(أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) سورة فصلت آية40. الدعاء باسم الله المؤمن إنّ من أفضل الدعاء عند الله أن يدعوا المؤمنون بأسمائه الحسنى ومن الأدعية التي تتضمن اسمه المؤمن: اللهم إني أسألك باسمك المؤمن أن تؤمّني من عذاب جهنم، وأن تؤمّني من عذاب يوم الفزع الأكبر، وأن تظلني بظلال عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.
الله سبحانه هو المؤمن وصفة الإيمان تعني التصديق والإقرار بأن الله واحد أحد، ومعنى أن لفظ الجلالة سبحانه أطلق على نفسه مؤمن فهذا يعنى أنه يقر بوحدانيته، وإقراره تعالى بالربوبية والألوهية، والدليل هو قوله: "شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ". كما أن الله عز وجل هو الأمان لخلقه وقد وعدهم بالطمأنينة في مواقف الفزع يوم القيامة وعند الموت والدليل قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"، (الأنبياء: 101-103). معنى اسم الله المؤمن في السيرة النبوية عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: "رأيت رسول الله قائماً على هذا المنبر وهو يحكي عن ربه عز وجل، فقال: إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة جمع السماوات السبع والأرضين السبع في قبضة، ثم يقول عز وجل: أنا الله، أنا الرحمن، أنا الملك، أنا القدوس، أنا السلام، أنا المؤمن، أنا المهيمن".
[٧] [٥] العفوّ، الغفور، الغفّار العفو لغةً هو التجاوز عن الذنب وإزالة أثره، والعفوّ هو المتجاوز عن الذنب، وأكثر ما يقترن اسم الله العفو في القرآن مع اسم الله القدير؛ لأنّ العفو مع القدرة صفة من صفات الكمال؛ فالله -تعالى- يعفو عن عبادة بقدرته وليس لعجزه -حاشاه-، قال -تعالى-: (فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا) ، [٨] أمّا الغفور فهو مصدر على وزن فعيل يدلّ على الكثرة؛ فالغفور هو كثير المغفرة للذنوب، والغفّار هو غافر الذنوب، قال -تعالى-: (وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا). [٩] [١٠] الخالق، الباري، المصور الأسماء الثلاثة الواردة اقترنت مع بعضها في القرآن، وذلك لأنّ فيها دلالة على الخلق والإيجاد، فالخالق هو الذي خلق الموجودات جميعاً وبرأها، ثم سوّاها وصوّرها بحكمته، وهذا الوصف مو صوف مستمر له سبحانه، وقد وردت هذه الأسماء في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ). [١١] [١٢] القابض الباسط، الخافض الرافع، المعز المذل، المانع المعطي، الضار النافع حين يُذكر أي اسم من هذه الأسماء يجب أن يُذكر معه الاسم المقابل له، كون الثناء على الله -تعالى- بأيّ اسم منها لا يكتمل إلّا بذكر الاسم الآخر معه، حيث يحصل الكمال المطلق بأن يجتمع الوصفين معاً، فالله هو القابض للأرواح وللأرزق، وهو في ذات الوقت الباسط للأرزاق وللرحمات.
ومَنْ نَظَر إلى سِيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ وخَلفائه الراشدين، عَلِم صدقَ وعدِ الله لعباده المُخْلصين. وفي الآخرة، يقول الله تعالى: (وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ) (الأعراف: 44). وقال: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) (الزمر: 74). 4- إنه يأمنُ عذابَه مَنْ لا يَسْتحقه، ويهبُ الأمْن لعباده المؤمنين يوم القيامة، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) (الأنعام: 82). وقال تعالى: (أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (فصلت: 40). وقال: (لا يَحزنهم الفَزَعُ الأكبرُ) (الأنبياء: 103). وقال: (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) (النمل: 89).
5- والمُسْلمُ المؤمنُ؛ يجَبُ عليه أنْ يأمن المؤمنون شرَّه وغوائله. فقد قال صلى الله عليه وسلم:"والله لا يُؤمنُ؛ والله لا يُؤْمن؛ والله لا يُؤْمن"؛ قيل: ومَنْ يا رسول الله؟ قال: الذي لا يَأمنُ جارُه بَوَائقه". أي: لا يكونُ الرجلُ مؤمناً كاملَ الإيمان، حتى يَأمنَ جارُه بوائقه. أي: شُروره وغوائله. وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً:" المُسْلم مَنْ سَلِم المُسْلمون؛ مِنْ لسانه ويده". وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَجّة الوداع:"ألا أُخْبِرُكم بالمُؤْمن؟! مَنْ أَمِنَه الناسُ على أمْوالهم وأنْفسِهم، والمُسْلم مَنْ سَلِم الناسُ؛ مِنْ لسانِه ويده". من كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى للدكتور محمد بن حمد الحمود النجدي.
نقدم لكم اليوم موضوع عن الرفق بالحيوان ، تتفاوت الآراء حول وجود حقوق للحيوانات من عدمه، فكثيرين يعتقدون أن الحيوانات هي مخلوقات سخرها الله سبحانه وتعالى لخدمة الإنسان، جعلها أقل منه في القدرة على الفهم، وميزه عنها بكثير من الصفات وبالتالي لا حقوق لها عند الإنسان. وآخرين يؤمنون بأنها كائنات حية تمتلك أرواحاً تستحق الاعتناء بها، فلا يعني كونها أقل في القدرات في العقلية من الإنسان أنها لا تتألم. موضوع تعبير عن الرفق بالحيوان - شعلة.com. اليوم على موقع موسوعة نتناول سوياً منهج التعامل مع الحيوان وفقاً لمبادئ الإسلام، وما هي آداب التعامل مع الحيوان. الحيوانات هي شريكة الإنسان في الحياة على كوكب الأرض، لها حقوق بسيطة هي حياة كريمة ومعاملة حسنة ومع ذلك كثير من البشر يراها غير جديرة بها. قضية الرفق بالحيوان ليست وليدة اليوم فهي موجودة منذ الأزل، تتضارب الآراء فيها كثيراً حتى يومنا هذا ما بين مؤيد وبين معارض، وطرف ثالث يرى أن الآخرين يبالغون كثيراً في مناقشة هذه القضية. في الآونة الأخيرة زادت الممارسات العنيفة غير الآدمية تجاه الحيوانات في كثير من دول العالم، مما دفع عدد من الأشخاص بتأسيس جمعيات خاصة بالمدافعة عن حقوق الحيوانات. فضلاً عن جهود الدول المتقدمة في الحد من التعامل القاسي مع الحيوانات، بفرض عقوبات صارمة وغرامات على من يتعدى على الحيوانات، وإنشاء ملاجئ مخصصة للحيوانات الضالة ترعاهم وتقدم لهم الطعام والمأوى.
وقال: ولا يحل حبس بهيمة مربوطة عن السرح والتحريش بين البهائم مكروه). وهذا من الأمور التي سبق فيها الإسلام الجمعيات الحديثة ، ففي فرنسا مثلا يمنع قتل الثيران في حلبات اللعب على الطريقة الإسبانية، واستثنوا المناطق الجنوبية التي جعلت من ذلك تقاليد لا يفرط فيها! موضوع تعبير عن الرفق بالحيوان. وقال الإمام القرطبي المالكي في الجامع {10/73}عند تفسير قوله تعالى {والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تاكلون, ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون, وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم} في هذه الآية دليل على جواز السفر بالدواب وحمل الأثقال عليها ولكن على قدر ما تحمله إسراف في الحمل مع الرفق في السير وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق بها والإراحة لها ومراعة التفقد لعلفها وسقيها, فالدواب عجم لا تقدر أن تحتال لنفسها ما تحتاج إليه ولاتقدر أن تفصح بحوائجها فمن ارتفق بمرافقها ثم ضيعها من حوائجها فقد ضيع الشكر وتعرض للخصومة بين يدي الله تعالى). ومثله ما سطره الشيخ خليل في الجامع المنسوب إليه فقال: (ويكره تعليق الأجراس والأوتار في أعناق الدواب كمنعها حقها من كلأ وخصب والحرق بها والحمل عليها ما لا تطيق).
وفي مراجعة لأعمال كثيرة حول قضية الرفق بالحيوان في الإسلام، تقول الأستاذة في جامعة فلوريدا، ساره تليلي، إن هناك أدلة كثيرة بأن التقاليد الإسلامية تهتم جداً بحقوق الحيوانات، وأنها طورت نموذجاً أخلاقياً للتعامل مع الحيوانات. رغم أن الكاتبة تشير إلى بعض المشاكل في هذا التعامل مثل حق الأدمي في قتل الحيوانات بغرض الأكل. وتضيف الكاتبة أن هناك تخوفاً عند بعض الشعوب، والإسلامية من ضمنها، والتي عانت من ويلات الاستعمار، من استخدام حقوق الحيوان كمطية لانتقادات توجه بغرض الهيمنة الثقافية. ورغم أنها ترى بأن أهم عمل والذي أدى إلى تأسيس حقوق الحيوان كموضوع قانوني في الغرب بني على مصادر إسلامية. وفي تحليل للشريعة الإسلامية حول حقوق الحيوان يقول المستشرق جيمس ويسكوت إن للحيوانات حق الشرب. أي من الحقوق التي أعطاها الإسلام للحيوانات حق التمكن للوصول إلى المياه لإطفاء عطشها، مما يوضح الاهتمام التي أعطته الشريعة للكائنات غير البشرية، وكذلك على تفوق الشريعة على القوانين المعاصرة في الغرب. وتخلص تليلي في مسحها للأدبيات حول التعامل مع الحيوان أن «التقاليد الإسلامية أعطت نظرة معمقة لموضوع الأخلاق والحيوان». وفي كتيب نشرته الباحثة ستيلت الآنفة الذكر، تقول إن القواعد الإسلامية للتعامل مع الحيوان واسعة وتلزم التعامل بالرفق مع الكائن الحيواني.