( وغدوا على حرد قادرين) - YouTube
قوله: (وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ) قال: ذوي قدرة. حدثني يعقوب بن إبراهيم قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا حجاج عمن حدثه، عن مجاهد في قول الله: (عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ) قال: على جدّ قادرين في أنفسهم. قال ثنا ابن عُلَية، عن أبي رجاء، عن الحسن، في قوله: (وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ) قال: على جهد، أو قال على جِدّ. وَغَدَوْا عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ-آيات قرآنية. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ) غدا القوم وهم محردون إلى جنتهم، قادرون عليها في أنفسهم. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ) قال: على جِدّ من أمرهم. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ) على جِدّ قادرين في أنفسهم. وقال آخرون: بل معنى ذلك: وغدوا على أمرهم قد أجمعوا عليه بينهم، واستسرّوه، وأسرّوه في أنفسهم. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهد (وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ) قال: كان حرث لأبيهم، وكانوا إخوة، فقالوا: لا نطعم مسكينا منه حتى نعلم ما يخرج منه (وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ) على أمر قد أسسوه بينهم.
قال تعالى: { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر:17]. ومما أعده في هذه الناحية صراحة كلماته باستعمال أقرب الكلمات في لغة العرب دلالة على المعاني المقصودة، وأشملها لمعان عديدة مقصودة بحيث لا يوجد في كلمات القرآن كلمة تقصر دلالتها عن جميع المقصود منها في حالة تركيبها، ولا تجدها مستعملة إلا في حقائقها مثل إيثار كلمة (حرد) في قوله تعالى: { وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} [القلم:25] إذ كان جميع معاني الحرد صالحًا للإرادة في ذلك الغرض، أو مجازات أو استعارات أو نحوها مما تنصب عليه القرائن في الكلام (التحرير والتنوير: 1/111). وإذا كان القدر لا ينافي الأسباب الكونية والشرعية فهو لا ينافي أن يكون للعبد إرادة وقدرة يكون بهما فعله، فهو مريد قادر فاعل لقوله تعالى: { مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَة} [آل عمران:152]. وقوله: { وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} [القلم:25]، وقوله: { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً} [ النساء:66]. وقوله: { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} [فصلت:46].
عِبادة ٌ تُشرِقُ بالأمل في لجّة الظلمات وتنقذ المتردِّي في درب الظلمات وتأخذ بيد البائس من قعر بؤسه واليائس من درك يأسه إلى طريق النجاة ولهذا عني الإسلام عناية بالغة بالصلاة فجاء في كتاب الله تعالى الأمر بإقامتها والمحافظة عليها حيث قال تعالى: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾. فمن حفظها وحافظ عليها بتعلم أحكامها وأداها على ما يوافق شرع الله فقد فاز ونجا ومن ضيعها فقد خاب وخسر وكان لما سواها أضيع، فعلينا إخوة الإيمان أن نحافظ عليها في حال صحة والمرض والضيق والسعة وحال الأمن والخوف. فالصلاة سر النجاح وأصل الفلاح وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر. والمحافظة عليها عنوان الصدق والإيمان، والتهاون بها علامة الخزي والخسران. خمس صلوات من حافظ عليهن فأحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن فأتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن كان له عند الله عهد أن يغفر له وكانت له نوراً وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له يوم القيامة نور ولا برهان وحشره الله مع أهل الخيبة والخسران. خطبة الجمعة | الحث على الصلاة وصلاة الجماعة دار القتوى - أستراليا. عباد الله إن فريضة الصلاة من أهم فرائض الدين التي أكد الله أمرها في جميع الشرائع وإن أبرز أسرار هذه العبادة الجليلة ومعانيها السامية أنها بأفعالها وقراءتها ودعائها خشوع وخضوع لله رب العالمين وتحقيق لقرب العبد من ربه القرب المعنوي قال الله سبحانه وتعالى في سورة العلق مخاطبا رسوله عليه الصلاة والسلام: ﴿ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ۩ ﴾ وقال عليه الصلاة والسلام: " أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربهِ وهو ساجد ".
فاتَّقِ اللهَ في هذه الصَّلاة، وحافظ على هذا الموقف بين يدي الله ـ جلَّ وعلاـ ، عظِّم هذه الصَّلاة يعظُم أمرُك عند الله، وتعلو مكانتُك عنده. نصيحة في الحث على العناية بالصلاة - عبد العزيز بن باز - طريق الإسلام. يا أيُّها الابن الموفَّق! إذا أكرمك اللهُ ـ جلَّ وعلا ـ بأبٍ يعتني بك في هذه الصَّلاة حثًّا وحضًّا وترغيبًا؛ فإيَّاك ثمَّ إيَّاك أن تنزعج منه، أو أن تتضجَّر من متابعته لك؛ فإنَّه ـ والله ـ يعمل على إنقاذك من سَخَط الله، ويعمل على إيصالِك إلى مرضاة الله ـ تبارك وتعالى ـ، فإنَّ الله ـ جلَّ وعلا ـ لا يرضى عنكَ إلَّا إذا كنتَ من أهل هذه الصَّلاة محافظةً عليها وأداءً لها. ابني الكريم وإن من تعظيم الصلاة أن تنهض لها إذا دعيت إليها بانشراح وقوة رغبة ومجانبة للارتخاء والتكاسل، روى قوام السُّنَّة أبو القاسم الأصبهاني في «التَّرغيب والتَّرهيب» عن عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما قال: «يُكْرَه أن يقومَ الرَّجُل إلى الصَّلاة وهُو كسلان، ولكن يقُوم إليها طلقَ الوجه، عظيمَ الرَّغبة، شديدَ الفَرح، فإنَّه يناجي اللهَ عز وجل ، وإنَّ اللهَ عز وجل أمامَه يغفرُ له ويجيبُه إذا دعاهُ، ويتلو هذه الآية:{ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى}». فإن الفُتور والتَّواني والتَّراخي والكسل إن وجد في العبد فهو راجعٌ إلى ضَعف القلوب ووهَنِها، وعدم معرفتها بقيمة الصَّلاة ومكانتها.
إنَّ الاهتمام اليوم عند الكثير منصب إلى السعي في مستقبل الابن في أمور دنياه من عمل خاص يشغله عن أمور دينه أو وظيفة قد لا يؤدي عملها على الوجه المطلوب وقد نسي ما هو مسئول ومحاسب عنه يوم القيامة. [1] أخرجه الترمذي (2623)، والنسائي (1/231، 232)، وقال الأرناؤوط: وهو حديث صحيح، انظر: جامع الأصول (5/203). [2] أخرجه أبو داود (864، 865)، وقال الأرناؤوط: وهو حديث صحيح، انظر: جامع الأصول (10/435). [3] أخرجه البخاري رقم (644) - الفتح: 2/148، ومسلم (651). الحث على تربية الأولاد على الصلاة - موقع د. علي بن يحيى الحدادي : موقع د. علي بن يحيى الحدادي. [4] أخرجه مسلم (653). [5] أخرجه النسائي (2/108)، وفي كنز العمال (20275). [6] أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (3/57)، والحاكم في مستدركه (1/246).
يا أمة محمد من منكم عنده أمان من الموت حتى يتوب، ويصلي، أليس كل منكم يخشى الموت ولا يدري أيصبحه أم يمسيه، ألم يكن الموت يأخذ الناس بغتة وهم لا يشعرون، أما هجم على أناس وهم في دنياهم غافلون، أما بغت أناساً خرجوا من بيوتهم، ولم يرجعواً، فمن منكم أعطى أماناً ألا يكون حاله كهؤلاء. الحمد لله الذي فرض الصلاة على العباد رحمة بهم وإحساناً، وجعلها صلة بينهم وبينه ليزدادوا بذلك إيماناً، وكررها كل يوم حتى لا يحصل الجفاء، ويسرها عليهم حتى لا يحصل التعب والعناء، وأجزل لهم ثوابها، فكانت بالفعل خمسا وبالثواب خمسين فضلاً منه وامتناناً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خالقنا ومولانا، وأشهد أن محمداًً عبده ورسوله أخشى الناس لربه سراً وإعلاناً الذي جعل الله قرة عينه في الصلاة، فنعم العمل لمن أراد من ربه فضلا ورضواناً صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليماً. أما بعد أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وحافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين. عباد الله الصلاة عمود دينكم وقوامه، فلا دين لمن لا صلاة له، لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، إقامة الصلاة إيمان، وإضاعها كفر، من حافظ عليها كانت له نورا في قلبه ووجهه وقبره وحشره، وكانت له نجاة يوم القيامة ، وحشر مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور، ولا نجاة يوم القيامة ، وحشر مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف.
فيا عباد الله: لقدْ تساهل الكثيرُ بالصلاة، وخفَّ ميزانُها لديه، وقلَّ اهتمامُه بأدائها، وذلك خطر عظيم ومصيبة عُظمى طمَّت وعمَّت، وأصابتِ المسلمين، وأصبح الكثير مِن المسلمين لا يحسُّ بالمصيبة، ولا يُفكِّر في عقوبتها المتوقَّعة، وتلك مصيبة أيضًا، تراكمتِ الذنوب على القلوب وغطتها، وقلَّ إحساسها بما يُصيبها، إنها مصيبةٌ أن يُصاب المسلمون في الرُّكن الثاني مِن أركان دِينهم، ثم لا يُحسُّون أنهم مصابون. إنَّ الموتَ لا يُعدُّ مصيبة، فلا بدَّ منه لكلِّ حي، ومع هذا فمَن أُصيب بموتِ قريب له عُزي فيه، ومَن أُصيب في صلاته ما عُزِّيَ، ولو عُزِّيَ في هذه المصيبة لتذكَّر مصيبةً أخرى غير مصيبة الصلاة؛ لأنَّه لم يعتدْ أن يُعزَّى في هذه المصيبة، وقد لا يراها مصيبة، يرى الموت الذي لا بدَّ منه مصيبة، ولا يرَى النقص في الدِّين مصيبة! عُمرتِ المساجدُ بالبناء، وشُيِّدت وزخرفت، وخلت وخربت من الكثير من المصلِّين، إنها لم تُبْنَ إلا لإقامة الصلاةِ فيها، وإنَّ فرْشها وتنظيفها وتكييفها ليدعو إلى المبادرة إلى الحضورِ إليها، وأداء الصلاة فيها بخشوع وحضور قلْب، واستحضار لعظمةِ الله المنعِم على عباده بنِعمة الإيمان، وسائرِ نِعمه التي لا تُحصَى، إنَّ المساجد بُنيت للتعبُّدِ لله فيها، ولم تُبنَ للتباهي والمفاخَرة - كما هو الحال في أكثرِ المساكن اليوم.
قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا [2]، (متفق عليه). فحريٌ بالمسلم تجاه فريضة هذا شأنها ألا يفرط فيها، كيف وهي الصلة بينه وبين ربه تعالى، كما أنها جديرة بالتفقه في أحكامها، وغير ذلكم مما شرع الله فيها، حتى يؤديها المؤمن بغاية الخشوع والإحسان والطمأنينة ظاهراً وباطناً، فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوؤها وخشوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤتَ كبيرة وذلك الدهر كله » [3]، (رواه مسلم).