(لن يكتمل حلمى الا بك يا قدس) وقفتُ بجانب تلك اللوحة الكبيرة في ذلك الصباح البارد قرأت الفاتحة وترحمت على روح الشهيد الياسر أبو عمار أنا وجميع أبناء الشبيبة الفتحاوية المتواجدين هناك، وتأملت صورته وهو يرتدي بزته العسكرية وكوفيته المعقودة ويحدّق بعينيه إلى القدس، حقاً شرد ذهني لدقائق إلى كل الأشياء الجميلة التي ارتبطت معها إنشاء وتعليق هذه اللوحة في ذلك المكان فهذه مقولة الراحل أبو عمار مكتوبة على لوحة عملاقة مرسوم عليها صورته وهو يرتدي الزي الزيتي (الكاكي) والكوفية وبجانبه القدس الشريف والمتواجدة في ساحة فلسطين. اختلطت دموعي بحبات المطر حزناً على رحيل رعد الثورة وأسطورة هذا العصر في هذا الزمان الذي قل فيه الرجال، وبعد أن اشتدت الزخات حملت أمتعتي وذهبت ولكن بقى ذهني مشغول بتلك اللوحة والحلم الفلسطيني الذي لم يكتمل بعد تمر علينا هذه الأيام ذكرى أليمة على قلوبنا الذكرى الحادية عشر لرحيل صاحب الكوفية سيد الثوار أبو عمار فقد بكى غصن الزيتون الأخضر على رحيله وبكت فلسطين وبكى الأقصى وبكت زهرة المدائن ألما على فراقه.
ألا أيّها اللّيلُ الطويلُ ألا انْجَلِي... الا ايها الليل الطويل الا انجلي. بصُبْحٍ وما الإِصْبَاحُ مِنكَ بأمثَل الانجلاء: الانكشاف، يقال: جلوته فانجلى أي: كشفته فانكشف. الأمثل: الأفضل، والمثلى الفضلى، والأماثل الأفاضل. يقول: قلت له ألا أيها الليل الطويل انكشف وتنحَّ بصبح، أي: ليزل ظلامك بضياء من الصبح. ثم قال: وليس الصبح بأفضل منك عندي لأني أقاسي الهموم نهارًا كما أعانيها ليلًا، أو لأن نهاري أظلم في عيني لازدحام الهموم عليَّ حتى حكى الليل، وهذا إذا رويت: وما الإصباح منك بأمثل، وإن رويت: فيك بأفضل، كان المعنى وما الإصباح في جنبك أو في الإضافة إليك أفضل منك لِمَا ذكرنا من المعنى لَمَّا ضجر بتطاول ليله خاطبه وسأله الانكشاف، وخِطابه ما لا يعقل يدل على فرط الوله وشدة التحيّر، وإنما يستحسن هذا الضرب في النسيب والمراثي وما يوجب حزنًا وكآبة ووجدًا وصبابة.
قال ابن هشام: وإذا قيل يا لَزيد بفتح اللام فهو مستغاث، فإن كسرت فهو مستغاث لأجله، والمستغاث محذوف، فإن قيل (يا لك) احتمل الوجهين. والمُغار بضمّ الميم: اسم مفعول بمعنى المُحْكم، من أغرت الحبل إغارة: إذا أحكمت فتله. ويذبل: اسم جبل في نجد، لا ينصرف للعلمية ووزن الفعل، وصرفه هنا للضرورة. وقوله: كأن الثريا علقت... يصف طول الليل بقوله كأن النجوم مشدودة بحبال إلى حجارة فليست تمضي. الثريا- ستة نجوم ظاهرة، وبينها كواكب خفية كثيرة العدد، ومصامها هي مواضع وقوفها في السماء، وفي والباء وإلى حروف جر متعلقة بقوله علقت. والأمراس الحبال، واحدها مرَس، ويروى "كأن نجوما علقت" والجندل: الصخرة أو الصخور العظيمة، والصُمّ: الصلاب. (للتوسع:انظر البغدادي: خِزانة الأدب، الشاهد العاشر بعد المائتين ج3 271). هناك من الرواة من جعل هذا البيت الخامس في ترتيبه بعد أن وصف الشاعر الفرس، وبذلك اكتفى هؤلاء بأربعة الأبيات الأولى في وصف الليل. وعلى هذا يُفسَّر البيت الخامس أن تحجيل الفرس في بياضه شبيه بنجوم عُلّقت في مقام الفرس بحبال كَتان إلى صمّ جندل، إذ شبه حوافره بالحجارة. والروايه هنا "مصامه". (حول ذلك انظر التبريزي. م.
رسالتي هاته أكتبها لأقف وإياك وقفة تأمل وتمحيص. قال تعالى: واقصد في مشيك. القصد معناه التوسط ومعناه أيضا تحديد القصد وتجديد النية. القصد وتجديد النية: هما غاية رسالتي هاته. ومن أجل هذين المفهومين رفعت قلمي لأكتب لك ولأسألك ماذا تقصدين من وراء هذا العمل الجاد والمثمر؟ هو سؤال استنكاري ولكنه تذكيري، بأي نية تعملين سيدتي؟!. أسئلة لابد أن نطرحها، حتى لا يبقى عملنا مجردا من روحه خاليا من لبه، قال تعالى: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. تابع تتمة مقالة الأستاذة حسناء ادويشي على موقع مومنات نت.
-انتهى كلامه- تفسير السعدي ص457 ففي هذه الاية بين سبحانه بين سبب منع هذه المشية لإنه تعالى يكره كل مختال فخور، ثم أكد عليها مرة أخرى في قولها ( ولا تمشي في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا) قال ابن كثير في تفسيره ( ولا تمشي) أي متبخترا متمايلا مشي الجبارين ( انك لن تخرق الأرض) اي لن تقطع الارض بمشيتك ( ولن تبلغ الجبال طولا) أي بتمايلك وفخرك واعجابك بنفسك ا. ه أليس ذلك منطبقا على شبابنا الذين يلبسون هذا اللبس الخليع ويمشون هذه المشي البغيض وياليتهم قرؤوا هذا الحديث الذي ثبت في الصحيحين ( بينما رجل يمشي فيمن كان قبلكم وعليه برد يتبختر فيهما إذ خسف به الأرض فهو يتجلجلل فيهما إلى يوم القيامة) ثم ختم سبحانه على لسان لقمان الحكيم بقوله ( واقصد في مشيك) قال السعدي:أي امش متواضعا مستكينا لا مشي البطر والتكبر ولا مشي التموات. تفسير السعدي ص666 ويا لها من أعظم خاتمة من ربنا عز وجل فمتى نعي قرائننا ومتى نترك التزحلق خلف عادات والغرب لبسهم فاللهم المستعان وعليه التكلان. وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
واختلف أهل التأويل قوله: ﴿إِنَّ أَنْكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾ فقال بعضهم: معناه: إن أقبح الأصوات. * ذكر من قال ذلك: ⁕ حدثنا ابن بشار وابن المثنى، قالا ثنا ابن أبي عديّ، عن شعبة وأبان بن تغلب، قالا ثنا أبو معاوية عن جُوَيبر، عن الضحاك ﴿إنَّ أنكَرَ الأصْوَاتِ﴾ قال: إن أقبح الأصوات ﴿لَصَوْتُ الحَمِيرِ﴾. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة ﴿إنَّ أنكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ﴾ أي: أقبح الأصوات لصوت الحمير، أوّله زفير، وآخره شهيق، أمره بالاقتصاد في صوته. ⁕ حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، قال: سمعت الأعمش يقول: ﴿إنَّ أنكَرَ الأصْوَاتِ﴾ [[لعل فيه سقطًا، والأصل: أي أقبح الأصوات صوت... إلخ. ]] صوت الحمير. وقال آخرون: بل معنى ذلك: إن أشرّ الأصوات. ⁕ حُدثت عن يحيى بن واضح، عن أبي حمزة، عن جابر عن عكرِمة والحكم بن عُتيبة ﴿إنَّ أنكَرَ الأصْوَاتِ﴾ قال: أشرّ الأصوات. قال جابر: وقال الحسن بن مسلم: أشدّ الأصوات. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ﴿إِنَّ أَنْكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾ قال: لو كان رفع الصوت هو خيرا ما جعله للحمير.