عباد الله: من الصفات التي تتميّز بها الطير، أنها ذاتُ خوفٍ وفزَع، وهي أشد المخلوقات حذراً وفزعاً من أي شيء، ولذلك يُقال: أحذر من غراب. والمؤمن ينبغي أن يكون قلبه كذلك، يجب أن يكون قلبُه ذا وَجَلٍ وخشية حينما تتلى عليه آياتُ الله: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2]. كأفئدة الطير - ملتقى الخطباء. المؤمنُ ذا خوفٍ وفزَعٍ حينما يُبتلى بالمعصية فيستغفر ربه ويتوب إليه: ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ)[آل عمران: 135]. عباد الله: من صفات قلوب المؤمنين التي تُشابه أفئدة الطير: أنها رقيقةٌ ذاتُ إنابة والتزام. ذاتُ خشيةٍ واستكانة، سريعةُ الاستجابةِ لداعي الله، سريعةُ الفهم والقبول للخير، شديدةُ التأثر بقوارع التذكير.. إذا سمعت أمر الله استجابت، وإذا علمت نهي الله انزجرت وابتعدت. قلوب المؤمنين لا تُعارض دين الخالق بعقلها المخلوق، ولا تتأول نصوص الشريعة بأفكارها الوضعية، بل هي وقَّافة عند حدود الله، عاملةٌ بشريعة الله، صادعةٌ بدين الله: ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا) [الأحزاب: 36].
2/ الوجه الثاني: قلوبهم مثل أفئدة الطير في « رِقتها وضَعفها » ، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( أتاكم أهل اليمن، أضعف قلوبًا وأرقُّ أفئدة، الفقه يمانٍ والحكمة يمانية) [صحيح البخاري]. وأيضا قلوبهم مثل أفئدة الطير في « الخوف والهيبة » ، والطير أكثر الحيوانات خوفًا وحذرًا، فهم قوم رقَّت قُلُوبهم فَاشْتَدَّ خوفهم من الْآخِرَة وَزَاد على الْمِقْدَار، فشبههم بالطير الَّتِي تفزع من كلِّ شَيْءٍ وتخافه، ويؤيد هذا عموم قوله تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28] // وقد جَاءَ عَن جماعاتٍ من السّلفِ هذا الوصف من غلبة الخوف عليهم، فأفئدة هؤلاء مما حلَّ بها من هيبة الحقِّ وخوفِ جلال الله وسلطانه لا تطيق حبس شيءٍ يبدو من آثار القدرة؛ ألا ترى أن المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - كان إذا رأى شيئًا من آثارها؛ كغمامٍ فزع، فإذا أمطرت سُرِّيَ عنه. // وسمع إبراهيم بن أدهم قائلًا يقول: "كل ذنب مغفور سوى الإعراض عنَّا"؛ فسقط مُغمًى عليه. أفئدتُهم كأفئِدةِ الطّيرِ – خواطر طبيب. // وسُمي عليُّ بن الفضيل قتيلَ القرآن.
أحدُ هدايا الله هي الرِّزقُ بفؤادٍ رقيقٍ و طيِّبٍ.. بعيدٍ كلَّ البعدِ عن الخبثِ والحقدِ والغلِّ.
لِكَوْنِهَا خَالِيَةً مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، سَلِيمَةً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ. // قال ابن هُبَيرة: "هؤلاء القوم كانت قلوبهم على مثل قلوب الطير؛ رِقَّةً لخَلق الله، ورحمةً لعباده، وشفقة على المسلمين". الدرر السنية. // وعن أسامة بن زيد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ( إنما يَرحم اللهُ مِن عِباده الرُّحماءَ) [البخاري ومسلم] // وعن عِياض بن حمار المُجاشِعِي - رضي الله عنه - أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم -، قال: ( وأهل الجنة ثلاثة: - ذو سلطان مُقْسِط، متصدق، مُوَفّق. - ورجل رحيم، رقيق القلب، لكل ذي قُربى ومسلم. - وعفيف، مُتَعفِّف، ذو عيال) [مسلم] // وعن قُرة بن إياس المُزَنِيّ - رضي الله عنه - أن رجلاً قال: يا رسول الله، إني لأذبح الشاةَ، وأنا أرحمها أو قال: إني لأرحم الشاة أنْ أذبحها؟ فقال: ( والشاة إنْ رَحِمْتَها رَحِمَك الله. والشاة إن رحمتها رحمك الله) [رواه أحمد في "مسنده"، وإسناده صحيح] ** والمعنى: أنها قلوب ذات خشية واستكانة، سريعة الاستجابة والتأثر بقوارع التذكير، سالمة من الشدة والقسوة والغلظة. ** والشاهد من ذلك بيان أن هناك علاقة بين الرقة والإيمان والحكمة والفقه، ولهذه الرقة النابعة من الإيمان سمات كثيرة، وهي تشمل كل المؤمنين -رجالاً ونساءً، وشبابًا وأطفالاً- وهي: // سرعة التأثر وسَرعان ما تذرف العين.
الخطبة الثانية: الحَمْدُ للهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ، كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ: عباد الله: مَنْ أراد أن يجعلَ قلبه سليماً رقيقاً ذا خوفٍ ورهبة وإنابة وخشوع وخضوع، فعليه بكتاب الله، عليه بكتاب الله: ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ) [الزمر: 23]. عباد الله: المؤمن الذي يريد أن يكون فؤاده كأفئدة الطير، فإنّه يُليّنُ قلبَه ويتعاهَدُه بذكر الله ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)[الرعد: 28]، ولذلك لما جاء رجلٌ إلى الحسنِ البصري فقال: " يا أبا سعيد: أشكو إليك قسوةَ قلبي. قال: أَدِّبْهُ بالذِّكر ". أيها الأحبة: المؤمن يراجع قلبه مراراً؛ لأن المعصية تُسَوِّدُ القلب وتُقسّيه، فيعلوها الران، ثم يأتي المؤمن فيصقُله بالتوبة والإنابة، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إن الإيمان لَيَخْلَقُ في جوف أحدكم كما يَخْلَق الثوب، فاسألوا الله أن يجدِّد الإيمان في قلوبكم " (السلسلة الصحيحة ح1585).
[١] ويشار إلى أنّ هناك من يظن بأنّ أرواح الأشخاص الذين لقوا حتفهم يعودون لزيارة منازلهم في هذا المهرجان، لذلك قاموا بوضع النيران على قمم التلال؛ لإضاءة مواقد النار من أجل فصل الشتاء، ولتخويف الأرواح الشريرة، بالإضافة إلى ارتدائهم الأقنعة في بعض الأحيان، وأنواع أخرى من اللباس التنكريّ حتى لا تتعرف عليهم الأشباح التي يعتقدون بوجودها، وبهذه الطرق بدأ ظهور الساحرات، والغول، والجنيات، والشياطين، وارتبط ظهورها بهذا اليوم، كما أنّ هذه الفترة هي المفضّلة في قراءة البخوت، في مسائل الزواج، والصحة، والوفاة. [١] رموز العيد كان الناس ينحتون القرع (القرعة المضيئة) ويستخدمونه كالفوانيس، قبل أن يصبح تقليداً مرتبطاً بعيد الهالوين بفترة طويلة، ولا تُعرَف أصول ارتباط القرع بالهالوين على وجه التحديد، ولكن ما يُعرَف بأنّه تمّ البدء باستخدام القرع كرمز من رموز العيد، في أمريكا الشمالية مع بداية القرن العشرين. [٣] المراجع ^ أ ب ت "Halloween",, Retrieved 26-11-2017. Edited. ↑ "Halloween",, Retrieved 26-11-2017. Edited. ↑ Shmuel Ross, "Halloween Traditions" ،, Retrieved 15-11-2017. Edited.
تطورت فكرة الاحتفال بيوم الهالوين في الولايات المتحدة، وخاصة بعدما بدأ الأطفال ارتداء الملابس المرعبة لإخافة الجيران وغيرهم من في الشوارع كنوع من الدعابة، ليصبح هذا اليوم يحتفل به الكثير من المواطنين سواء الأطفال أو الكبار في مختلف دول العالم. ويعد يوم الهالوين هو يوم إجازة رسمية في الولايات المتحدة، ليتم تزين الشوارع والبيوت باليقطين، ويرتدي الكثير ملابس تنكرية صادمة ويتناولون الحلوى. اتخذت البلدان العربية تلك الطقوس وبدأ الكثير من المواطنين يحتفلون بيوم الهالوين سواء بوضع المكياج المخيف على وجوههم، أو ارتداء الملابس التنكرية وإقامة الحفلات، وتزين المحال باليقطين.