ثم قال: فمن اليوم الذي دفن هذا العالم هنا، رفع الله عنا العذاب ببركة الإمام الحسين (عليه السلام)، فإنّه (عليه السلام) جاء إلى زيارة هذا العالم، وعندما دخل هذه المقبرة أمر الله برفع العذاب عن جميع أهل هذه المقبرة المدفونين فيها احتراماً لقدوم الإمام الحسين (عليه السلام)، وأجّل حسابنا إلى يوم القيامة. ثم أضافوا قائلين: ونحن لما عرفناه بأنّ صاحب هذا القبر قد صار سبباً لرفع العذاب عن أبينا، أقبلنا إلى زيارته وقراءة الفاتحة على روحه تقديراً وشكراً له على ذلك. عاشوراء والقرآن المهجور للسيد محمد الشيرازي ص 15.
🎙 بقي سؤال: نسمع كثيرًا أنّ مجالس العزاء على الإمام الحسين (عليه السلام) هي قبب الإمام الحسين، ويستجاب تحتها الدعاء، فهل يوجد دليل على هذا التعميم للفكرة؟ 🕯 والجواب على ذلك: لا شك أن مجالس الذكر ومجالس أهل البيت (عليهم السلام) مواطن يحبها الله تعالى، ولها العديد من المميزات مقارنة بغيرها من الأماكن. أما هل هي داخلة في مراد المعصوم من الأحاديث المتقدّمة في صدر المقال، فهذا لا يحضرني حاليًا جواب عليه. وكان الشيخ بهجت (أعلى الله مقامه) يقول: (عندما تريدون الذهاب إلى مجلس العزاء، وسألوكم إلى أين أنتم ذاهبون، لا تقولوا إنكم تريدون الذهاب إلى مجلس العزاء، بل قولوا (نريد أن نذهب إلى كربلاء)). فالشيخ بهجت (رحمه الله) كان يرى (مجالس العزاء) (قطعة من كربلاء). ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 12- محرّم الحرام – 1443 هـ الشيخ مرتضى الباشا
12 ـ أننا سمعنا مراراً وتكراراً رجال الحسبة القائمين على القبور في البقيع يجيبون من يسألهم عن قبر بقولهم: (الله أعلم، لا نعرف هذا القبر لمن، لأن أكثر هذه القبور قد مضى عليها ما يزيد على ألف وأربعمائة سنة)، فإذا كانت قبور الصحابة في البقيع ضاعت معالمها، ولم تُعرف لمن، فهل من المعقول أن يبقى قبر مولى لزياد بن أبيه معروفاً، وهو رجل مجهول لم يكن له أي أثر أو فضيلة أو ذكر في كتب التراجم، وتندثر قبور من هم أجل منه شأناً وأعظم خطراً ممن كان لهم دور في تاريخ المسلمين ؟! من كل ذلك يتضح بجلاء عدم صحة ما ذكره الشيخ اللحيدان من أن قبر الإمام الحسين عليه السلام يقع في خارج كربلاء بمسافة 30 ميلاً، وأن القبر الموجود الآن في كربلاء هو قبر مولى لزياد بن أبيه، اسمه: الحسين بن ياقوت الزنجي، والحمد لله رب العالمين 5. 1. الإصابة 1 / 74 في ترجمة امرئ القيس بن عدي. 2. تاريخ الطبري 7 / 365. 3. وراجع البداية والنهاية 10 / 328، وتاريخ الخلفاء: 277. ووفيات الأعيان 3 / 365. 4. مجمع الزوائد 9 / 197. 5. نُشرت هذه الإجابة في الموقع الرسمي لسماحة الشيخ علي آل محسن (حفظه الله).
4 ـ أنه لم يُنقل عن واحد من أئمة أهل البيت عليهم السلام إنكار أن هذا القبر المعروف هو قبر الإمام الحسين عليه السلام، ولم ينكروا على شيعتهم زيارة هذا القبر والتردد عليه، وأهل البيت أعرف الناس بقبر جدهم الإمام الحسين عليه السلام، ولو كان هذا القبر قبراً لمولى زياد بن أبيه لبينوا ذلك للناس، وشددوا النكير على من يزور هذا القبر ؛ لأن زياد بن أبيه كان من أعدائهم المناوئين لهم، وكل ذلك لم يحصل، مما يدل على أنهم يرون أن هذا القبر هو قبر جدهم الإمام الحسين عليه السلام، وهم أعرف من غيرهم به. 5 ـ أنه من المعلوم أن هناك قبوراً أخر معروفة في تلك المنطقة من كربلاء، كقبر العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام، وقبور الشهداء الذين قتلوا مع الإمام الحسين عليه السلام، فلا ندري إلى من تنتسب تلك القبور بنظر الشيخ اللحيدان؟ هل وجود تلك القبور لا تسبب فتنة ولذلك نقلت رفات الإمام الحسين إلى خارج كربلاء دون هذه القبور؟ هذا غير مقبول بحال!! 6 ـ أن تعليل الشيخ اللحيدان دفن الإمام الحسين عليه السلام خارج كربلاء بخوف الفتنة غير معقول؛ لأن الناس صاروا يترددون على هذا القبر المعروف على أنه قبر الإمام الحسين، ولو كانت السلطة القائمة في ذلك الوقت دفنت جسد الإمام الحسين خارج كربلاء خشية حصول الفتنة بهذا القبر، لأوضحت للناس أن هذا القبر هو قبر الحسين بن ياقوت الزنجي، لا قبر الإمام الحسين بن علي، ليمتنع الناس عن زيارة هذا القبر، وكل ذلك لم يحصل، مما يدل على أن هذا القبر هو قبر الإمام الحسين عليه السلام بالفعل، وأن الدولة الأموية لم تكن تستطيع أن تشكك فيه.
هناك روايات عديدة تقول إن أول من بنى قبر الحسين (عليه السلام) هم بنو أسد بعد أن دفنوه وأصحابه وذلك عام (61هـ) (1)، ويستدل على ذلك أن التوابين عندما كانوا يأتون لزيارة قبر الحسين كان هناك قبراً مبنياً شاخصاً كما ذكر ابن طاوس في كتابه (الإقبال): (إنهم ــ أي التوابين ــ أقاموا رسماً لقبر الحسين بتلك البطحاء يكون علماً لأهل الحق. ويدل خبر مجيء التوابين إلى القبر الشريف إنه في ذلك الوقت وهو سنة هلاك يزيد (63 أو 64) كان ظاهراً معروفاً ولا يكون ذلك إلّا ببنائه). وبقي هذا البناء حتى عام (66هـ/680م) حيث أمر المختار بن أبي عبيدة الثقفي بتشييد بناء ثانٍ على القبر الشريف أوسع منه وبنى قرية صغيرة حوله من الطين وسعف النخيل, وقد وصفت المصادر هذا البناء بأنه يتكوّن من قبة من الآجر بنيت على القبر وبجانبها مسجد له بابان (2). وبقي هذا البناء قائماً حتى انتهاء الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية التي مرّ على القبر الشريف في عهدها مراحل مختلفة وعديدة حاولت فيها محو آثار القبر وطمس معالمه لكن الله شاء أن يزداد رفعة وسمواً بعد كل محاولة كما قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): (وينصبون بهذا الطف علما لقبر سيد الشهداء لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهورا، وأمره إلا علوا).
الإمام حمزة بن حبيب الزيات ( 80 هـ - 156 هـ) هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الكوفي التميمي أحد الأئمة السبعة. وكان يُكنى بأبي عمارة ، وهو من أئمة الكوفة......................................................................................................................................................................... النشأة ولد سنة ثمانين. و توفي سنة ست وخمسين ومائة بحلوان « مدينة في آخر سواد العراق » عن ست وسبعين سنة. ويعرف بالزيات لأنه كان يجلب الزيت من العراق إلى حلوان ويجلب الجبن والجوز منها إلى الكوفة. كان الإمام حمزة صادقاً ورعا زاهداًً ، مثلاً يحتذي به في العبادة والتقوى ، وكان لا يأخذ أجراً على القرآن قط. عمارة بن حمزة الثمالي. جاءه رجل قرأ عليه من مشاهير الكوفة فأعطاه جملة دراهم ، فردها إليه وقال له: أنا لا آخذ أجراً على القرآن أرجو بذلك الفردوس الأعلى. وقال جرير بن عبد الحميد أن الإمام حمزة مر بهم في يوم شديد الحر فاستقى فأتاه بالماء فسأله الإمام: أنت ممن يحضرنا في القراءة؟ فقال له:نعم فقال الإمام: لا حاجة لي بمائك. قال الشاطبي: وحمزةُ ما أزكاهُ من تُورِّعٍ إماماً صبوراً للقُرآنِ مرتِّلا روى خَلَفٌ عنه وخلادٌ الذي رواه سُليمٌ متقناً ومُحصَّلا قال يحيى بن معين: سمعت محمد بن فضيل يقول: ما أحسب أن الله تعالى يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة.
العنوان تقع متوسطة عمارة بنت حمزة في الياسمين، الرياض
؟.. ثم أمر به فبطح في موضعه، وضربه عشرين دِرّة، ورده إلى منزله. فحقد الهادي ذلك عليه.. الإمام حمزة الكوفي| قصة الإسلام. فلما ولي الخلافة دسَّ عليه رجلاً يدعي عليه أنه غصبه الضيعة المعروفة بالبيضاء ـ وهي من قرى الكوفة - وكانت قيمتها ألف ألف درهم. فبينما الهادي ذات يوم قد جلس للمظالم، وعمارة بن حمزة بحضرته، إذ وثب الرجل فتظلم منه. فقال له الهادي: قم فاجلس مع خصمك، وأراد إهانته، فقال عمارة: يا أمير المؤمنين! إن كانت الضيعة لي فهي له، وإن كانت له فهي له، ولا أساوي هذا النذل في المجلس، ثم قام وانصرف مغضباً. وكان عمارة يقول: يخبز في داري ألفا رغيف في كل يوم، يؤكل منها ألف وتسع مئة وتسعة وتسعون رغيفاً حلالاً، وآكل منها رغيفاً واحداً حراماً، وأستغفر الله!.
(*) قلت: ولعلها امرأة عقيل الآتية قريبًا. ((قال أَبُو جَعْفَرِ بْنُ حَبِيب في كتابه "المُحَبَّرِ": لما قدم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من عمرة القضية أخذ معه أُمامة بنت حمزة بن عبد المطلب، فلما قدمت أمامة المذكورة طفقت تسأل عن قبر أبيها، فبلغ ذلك حسان بن ثابت فقال: تُسَائِلُ عَن قَرْمٍ هِجَانٍ سَمَيْدَعٍ لَدَى البَأْسِ مِغْوارِ الصَّباحِ جَسُـور فَقُلْتُ لَهَا: إنَّ الشَّهَادَةَ رَاحَـةٌ وَرِضْوَانُ رَبٍّ يَا أُمَامُ غَـفـُــــــــور دَعَاهُ إِلَهُ الخَلْقِ ذُو العَرْشِ دَعْوةً إِلَى جَنَّةٍ فِيهَا رِضـًا وَسُــــــــــرورِ [الطويل] في أبيات. (*) وكذا سماها اْبْنُ الكَلْبِيِّ أُمامة، وسماها الواقدي عمارة. وثبت ذكرها في الصَّحِيحَيْنِ من حديث البراء؛ فذكر في قصةِ عُمْرَة القضاء: فلما خرجوا تبعتهم بنت حمزة تنادي يا ابن عم. فقال عليّ لفاطمة: دونك ابنة عَم أبيك، فاختصم فيها عليّ وجعفر وزَيد بن حارثة... الحديث. )) ((قال أبو عمر: روى عنها عبد الله ابن شداد أنها قالت: توفي مولى لنا وترك ابنة وأختًا، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأعطى الابنة النصف، وأعطى الأخت النصف، كذا قال. عمارة بن حمزة 1. (*) وقد أورد الحديث ابْنُ مَنْدَه من طريقين: عن حارثة بن يزيد الجعفي ـــ أحد الضعفاء، عن الحكم بن عيينة، عن عبد الله بن شداد، عن أم الفضل بنت حمزة: قالت: مات مولى لها أعتقته وترك ابنته، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قسم ميراثه بين أم الفضل وابنته نصفين. ))