بسم الله الرحمن الرحيم آية وعبرة - وشاورهم في الأمر قال تعالى: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)[آل عمران:159]. الشورى مأمورٌ بها في القرآنِ، ومحلها المصالح العامة للأمة، وفي كلّ شأنٍ من شؤونِها، مما ليس فيه وحي من الله، وعلى رأسِها أمر الحرب والسياسة.
لعل أبرز النقائص التي تواجه اليوم تنزيل ورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية محليا وستواجه كل مشروع تنموي محتمل،وأتحدث هنا في نفوذ جماعة أربعاء آيت احمد في إقليم تزنيت وهي من أفقر الجماعات الترابية بالإقليم ، هو ضعف التواصل مع الفاعل المحلي والمواطن البسيط في زمن طفرة وسائل التواصل الحديثة، مع الأسف الشديد.
وأبى هذا الرأي من ذكرنا ، وشجعوا الناس ودعوا إلى الحرب. فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجمعة ، ودخل إثر صلاته بيته ولبس سلاحه ، فندم أولئك القوم وقالوا: أكرهنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -; فلما خرج عليهم في سلاحه قالوا: يا رسول الله ، أقم إن شئت فإنا لا نريد أن نكرهك ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا ينبغي لنبي إذا لبس سلاحه أن يضعها حتى يقاتل. الثامنة: قوله تعالى: فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين التوكل: الاعتماد على الله مع إظهار العجز ، والاسم التكلان. يقال منه: اتكلت عليه في أمري ، وأصله: " اوتكلت " قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها ، ثم أبدلت منها التاء وأدغمت في تاء الافتعال. ويقال: وكلته بأمري توكيلا ، والاسم الوكالة بكسر الواو وفتحها. واختلف العلماء في التوكل; فقالت طائفة من المتصوفة: لا يستحقه إلا من لم يخالط قلبه خوف غير الله من سبع أو غيره ، وحتى يترك السعي في طلب الرزق لضمان الله تعالى. وقال عامة الفقهاء: ما تقدم ذكره عند قوله تعالى: وعلى الله فليتوكل المؤمنون. وهو الصحيح كما بيناه. وقد خاف موسى وهارون بإخبار الله تعالى عنهما في قوله لا تخافا. وقال: فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف وأخبر عن إبراهيم بقوله: فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف.
فالمشاورة وما كان في معناها هو الحزم. والعرب تقول: قد أحزم لو أعزم. وقرأ جعفر الصادق وجابر بن زيد: " فإذا عزمت " بضم التاء. نسب العزم إلى نفسه سبحانه إذ هو بهدايته وتوفيقه; كما قال: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى. ومعنى الكلام أي عزمت لك ووفقتك وأرشدتك فتوكل على الله. والباقون بفتح التاء. قال المهلب: وامتثل هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - من أمر ربه فقال: لا ينبغي لنبي يلبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله. أي ليس ينبغي له إذا عزم أن ينصرف; لأنه نقض للتوكل الذي شرطه الله عز وجل مع العزيمة. فلبسه لأمته - صلى الله عليه وسلم - حين أشار عليه بالخروج يوم أحد من أكرمه الله بالشهادة فيه ، وهم صلحاء المؤمنين ممن كان فاتته بدر: يا رسول الله اخرج بنا إلى عدونا; دال على العزيمة. وكان - صلى الله عليه وسلم - أشار بالقعود ، وكذلك عبد الله بن أبي أشار بذلك وقال: أقم يا رسول الله ولا تخرج إليهم بالناس ، فإن هم أقاموا أقاموا بشر مجلس ، وإن جاءونا إلى المدينة قاتلناهم في الأفنية وأفواه السكك ، ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من الآطام ، فوالله ما حاربنا قط عدو في هذه المدينة إلا غلبناه ، ولا خرجنا منها إلى عدو إلا غلبنا.
السؤال: ما تفسير قول الله تعالى: { وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [سورة الشورى: آية 38]؟ وهل يمكن تطبيق هذه الآية في عصرنا الحاضر؟ وكيف يكون ذلك؟ الإجابة: الآية الكريمة فيها ثناء من الله سبحانه على المؤمنين المتصفين بصفاتٍ منها: أنهم يتشاورون بينهم في الأمور المهمة، التي يخفى فيها وجه الصواب، وذلك من أجل التعاون على الوصول إلى ما فيه الخير العام والخاص، ولما في ذلك من تآلف القلوب واجتماع الكلمة، ولما في ذلك من التواضع ولين الجانب للمؤمنين. قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [ سورة آل عمران: آية 159]. والعمل بالشورى مشروع للمسلمين في كل وقت، في هذا العصر وفي غيره، ولكن تكون الشورى في الأمور المهمة التي يخفى فيها وجه الصواب، ويكون المستشار من أهل الرأي والمعرفة. 35 10 102, 204
والمعنى أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يكن يقرأ من كتاب حتى يهتم بأن القرآن الذي جاء به هو مما وجده مكتوباً فحفظه ثم قرأه على الناس، وهو أيضاً لا يكتب لا بالقلم ولا بغيره من أدوات الكتابة، حتى لا يدَّعي أحد أنه يغير فيه تارة ويبدل فيه تارة أخرى كما يفعل الكتّاب والخطباء والعلماء. إن المقصود في كلتا الحالتين نفي التعلم عن محمد صلى الله عليه وسلم بشقيه قراءة وكتابة؛ لأن الذي يحفظ كتاباً ولا يعرف الكتابة لا يعد في الواقع أمياً، كالعلماء العمي، ومن يقدر على الكتابة فيكتب ما يملى عليه وهو لا يحفظ علماً، لا يعد بدوره أمياً، فانتفاء القراءة والكتابة عنه صلى الله عليه وسلم استقصاء في تحقق صفة الأمية المطلقة فيه. ولأجل هذا فقد بشّر الله رسوله الكريم بأنه سيقرئه وهو النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب قراءة تتعهد الوحي بالحفظ والصون، وترسخ في الوقت نفسه في عقله ووجدانه، فلا يغيب عنه أبداً ما قرئ عليه، فقال تعالى مخاطباً إياه: { سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى} [ الأعلى: ٦]. ما معاني كلمة الاميين - منبع الحلول. والآية فوق كونها وعداً من الله بحفظ المقروء على محمد صلى الله عليه وسلم من القرآن، وعدم تعرّضه للضياع أو التبديل والتحريف؛ هي أيضاً فضيلة وفضل له؛ إذ أغناه الله تعالى بحفظه، فاعتمد في قراءته له على ضمان الله وكفالته وحدها.
والأميُّون في الصلاة هم الذين يؤمون للإمام بالاتباع ، فإن رفع يديه وكبَّر تبعوه ورفعوا أيديهم وكبَّروا ، وإن ركع ركعوا بعده وسجدوا بعده ، ولا وجود لمعنى (الأميِّين) أبداً بعدم الكتابة والقراءة ، فاليوم كافة الأمهات والمصلين تقريباً يقرؤون ويكتبون ، وهذا ينسف معناهم المختلق كليّاً بأن معنى الأميين أي الذين لا يقرؤون ولا يكتبون، لكنه التقليد الأعمى جعل الناس ينقلون هذا المعنى الخطأ ، والذي لا أصل له أبداً. كلمة لا يكتب ولا يقرأ وردت في آيةٍ ثانية لا علاقة لها بالأمي وهي: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}سورة العنكبوت (48). وهذه الآية تبيِّن أنه (صلى الله عليه وآله)لا يقرأ ولا يكتب، ولا علاقة لها بكلمة (أمِّي) أبداً. كلمة: (أمِّي) المتعلقة بنبينا (صلى الله عليه وآله)تعني فقط من تؤم إليه كافة الرسل والنبيين والمؤمنين بالعالَمين. المصدر / منتديات مدرسة الامام الحسين(عليه السلام).
والتيمُّم: التوجُّهُ للتراب الطهور عند فقدان الماء ، أو ضرره على المتوضئ المريض. فالأمِّي: لغةً نسبة إلى الأم أو الأمَّة ، فأمَّ يؤم أمّاً وتأمم. وائتمّه: قصده ، وأمَّ القوم إمامة ، وإماماً بالقوم: تقدمهم بمقصدهم فكان إمامهم. اليهود قالوا: {... لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ... } سورة آل عمران (75). فقولهم هذا معناه: ليس علينا في العرب الذين أمُّوا لمحمد فتبعوه أيَّة مؤاخذة ، وما علينا بأس ، أي: افعلوا بهم ما يحلو لكم من سلب وفحش فهو حلال عليكم يا يهود ، لأنهم عرب أمُّوا لمحمد ، وما أمُّوا لعلمائنا وأحبارنا ، وبتعريف المفسرين لكلمة (الأمِّي) جعلوا العرب كلهم ومنهم أهل مكة والمدينة والطائف لا يقرؤون ولا يكتبون! كيف كان كتبة الوحي والخلفاء يكتبون؟! حقّاً لقد ضيَّقوا واسعاً. إذن (الأمي) ، أي: مَن تؤمُّ له الخلائق كلُّها ، وبهذه التبعية العليَّة لإماميته الكبرى، تتم الشفاعة فالجنَّة. يدل هذا على ان كافة الوجوه لكلمة (الأميين): تعني الذين أمُّوا لسيدنا محمد (صلى الله عليه وآله)، أي تبعوه ، حيث يمتدحهم تعالى بهذه الصفات بقوله: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ... } سورة الجمعة (2).