[٢٠] ما صحة قصة التشهد التي حدثت مع النبي في معراجه؟ إن القصة الواردة هنا، هي أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما عرج إلى السماء ووصل إلى سدرة المنتهى ، فقال: التحيات لله والصلوات الطيبات ، فرد عليه الله عز وجل، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله، فقالت الملائكة: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فيروي البعض أن هذه القصة وردت مع الرسول في معراجه، وأنهم ينسبون مناسبة التشهد وصيغته لهذه الحادثة، فكان رد أهل العلم، أن لا صحة لهذه الرواية ولا أصل ولا سند، ولم يكن لها أثر في أي من كتب السنة ، أو لأحد من الصحابة والعلماء، وعليه فإن هذه الرواية غير صحيحة. [٢١] فلا يصحُّ تداولها أو تناقلها أو تعليمها للأطفال ، وكذلك فإن قصة المعراج ثابتة في صحيحي البخاري ومسلم ولا زيادة عليها، ولا نقصان بها، وإن الرواية الواردة عن الصحيحين لم يذكر بها أي حديث عن التشهد في الصلاة، ولم يرد ذكره عن الصحابة حين علمهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصلاة وتعاليمها وكيفية أداؤها، وقد ثبت عن العلماء وأهل الفقه حرمة تناقل هذه الأحاديث الموضوعة لما قد تشكل من مفاهيم خاطئة وأحداث لا صحة لها، وجائز تناقلها فقط للتعليم والتحذير من أنها موضوعة ومكذوبة.
طريقة التشهد في الصلاة - YouTube
[١٢] التشهد الأخير وأما في الجلسة الأخيرة للصلاة، أي التشهد الأخير ، يجلس المصلي متوركًا، والتورك كالافتراش، إلا أنه المصلي يقوم بإخراج يساره على هيئتها في الافتراش من جهة اليمين ويلصق وركه في الأرض، [١٣] وأما عن مسألة الافتراش والتورك في التشهد الأول والأخير، فقد اختلف الفقهاء في هذا، فذهب أبو حنيفة على أن الافتراش في كل تشهد، وذهب ومالك على أن التورك في كل تشهد، أما الشافعي فذهب إلى أن الافتراش في التشهد الأول والتورك في كل تشهد يليه سلام، وذهب أحمد أن الافتراش في التشهد الأول، وفي الثنائية والتورك في التشهد الأخير. [١٤] والتورك هيئة اطمئنان، فناسب التشهد الأخير. [١١] وذهب العلماء في تفسير علة الاختلاف بين جلوس التشهدين إلى أمرين: [١٥] الأمر الأول: هو أن الجلسة في التشهد الأول خفيفة، ويمكنه أن يجلس على قدمه اليسرى ولا يتألم لذلك ولا يحصل عليه ثقل، على خلاف الجلسة في التشهد الأخير فإنها أطول، فيحتاج المصلي إلى جلسة أكثر راحة، والتورك لو أطال بهيئته الجلوس لا يشق عليه، وهذا الأمر من جهة المصلي. الأمر الثاني: فإذا جاء المسبوق ورأى الإمام جالسًا، فهو لا يدري في أي جلوس يكون الإمام، أهو في الجلوس الأوسط أم الجلوس الأخير، وعليه فإنَّه إذا رأى هيئة الجلسة ميز بينهما، فإذا كان على رجله اليسرى فهو في الأوسط، وإذا تورك وجلس على الأرض فهو في الأخير، فهذه الهيئة تعطي المتأخر المسبوق إشارة في أي أنواع الجلسات، وفي أي فترة من فترات الصلاة ، ولا يشق عليه معرفة كيف يتابع الصلاة ومن أين يتابعها.