علاج التوتر والقلق النفسي ليس يسيراً كما يظن بعض الناس، وكما أنه يوجد العديد من أنواع التوتر والقلق المرضي، وأيضاً تتفاوت درجة التوتر من شخص لآخر، فكذلك العلاج يختلف بناء على هذه العوامل، ولكن كيف يصبح القلق مرضي وهل أي شعور بالقلق يعد داء يحتاج إلى تدخل علاجي، وكيف يمكن تشخيصه وما هي طرق علاجه، هل يمكن أن تساعد نفسك لتقليل حدة التوتر العصبي الذي تشعر به، كل هذا سنتطرق له تفصيلا في هذا المقال وسنجيب على أكثر التساؤلات شيوعاً في النهاية. إقرأ أيضًا: ما هي أعراض الوسواس القهري؟ تعريف التوتر والقلق القلق هو شعور طبيعي جداً في التكوين الإنساني بل ومهم كذلك لأخذ الاحتياطات اللازمة والقيام ببعض التصرفات التي يجب القيام بها، ولكن إذا زاد القلق عن الحد الطبيعي له وبدأ في أن يأخذ منحى شديد ومستمر ودون داعي يذكر، ففي هذه الحال يمكننا أن نقول أن القلق بدأ في أخذ منحى مرضي، وننصحك بالسعي للتدخل العلاجي إن كان ينطبق عليك أحد هذه الأحوال: إذا كنت تشعر أنك تقلق أكثر من اللازم إلى الدرجة التي تؤثر على عملك وحياتك الأسرية والمهنية والاجتماعية. إذا كنت تشعر أنك أصبحت لا تستطيع التحكم في قلقك أو خوفك، وأصبحت ردود أفعالك غير طبيعية وغير منطقية.
لكن الخبر الجيد، أن هناك العديد من الطرق التي قد تساعدكِ في السيطرة على قلقك، وتخفيف حدة توترك دون الحاجة لدواء، وهي: لا تكبتي مشاعركِ: تخيلي أن هناك كيسًا ممتلئًا بالأغراض، وما زلت تصرين على وضع المزيد من الأشياء فيه، هل سيصمد أم سيتمزق في النهاية؟ هذا ما ستمرين به إذا استمرت مشاعر القلق لديكِ في التزايد. لذا أفضل وسيلة هي أن تطلقي الغضب والقلق بشكل صحي وفي بيئة محكومة، فكلما حبستِ مشاعر القلق داخلك، أصبح الأمر أكثر إرهاقًا لكِ، أفرغي مشاعركِ السلبية دائمًا، ولا تدعيها تتراكم داخلك، اصرخي عاليًا، أو الكمي وسادة، استخدمي كرة الأعصاب واضغطي عليها بشكل متكرر، أو اركلي دمية كبيرة، افعلي أي شيء يخلصكِ من شحنة الغضب التي تشعرين بها بطرق صحية. تحركي دائمًا: ربما تشعرين بأن التمارين الرياضية هي آخر شيء تودين القيام به عندما يكون عقلك في حالة من القلق، وتفكرين بشأن وجع ما بعد التمرين وشعورك بالإجهاد وما إلى ذلك، لكن في الواقع، تُعد التمارين أحد أفضل الحلول الطبيعية المضادة للقلق، إذ يرفع النشاط البدني مستويات الأندورفين والسيروتونين وهي مواد كيميائية بالمخ تشعركِ بالسعادة، وتحسن حالتك المزاجية.
الحصول على كفايتك من النوم فقد تكون قلة ساعات النوم من أسباب القلق الذي يعاني منه الكثيرين، ومن أجل معالجة القلق بشكل طبيعي يتوجب على الشخص أن يحصل على كفايته من النوم وأخذ قسط مناسب من عدد ساعات النوم والذي يكون معدله لدى أغلب الناس 7 أو 8 ساعات بالليلة، فحينما يحاول أي شخص أن يمنع رغبته في النوم فإن جسمه يستجيب ويقوم بإفراز كمية هائلة من الهرمونات التي تسبب التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، الأمر الذي يتسبب في زيادة الإجهاد والتوتر لديه، هذا الأمر يجعل من النوم أمر صعب، مما يتسبب في حدوث حلقة مفرغة من الأرق والتوتر. التعديل في الأنظمة الغذائية إذ أن تناول العديد من الحلويات والمواد الكربوهيدراتية يعالج ويعزز من مشاعر القلق، إذ أن المواد الكربوهيدراتيه الغير معقد مثل الخبز الأبيض والبطاطس والأرز الأبيض، بالإضافة للأطعمة التي تكون محلاة بالسكر يتسبب في سرعة إرتفاع معدل السكر والأنسولين بجسم الإنسان، ثم يعقبه حالة سريعة من الإنخفاض مما يتسبب في الإنخفاض الشديد لسكر الدم، ومن هنا يُصاب الشخص بأعراض القلق. لذا لابد من إستبدال مثل هذه الأطعمة بالأطعمة الغنية بالألياف وكذلك بالخضروات والحبوب الكاملة والأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات الغير معقدة، بجانب الإلتزام بتناول البروتين مع كل وجبة فإن هذا الأمر سوف يكون له أثراً إيجابياً على إستقرار معدلات الأنسولين والسكر بالدم، كما أن تناول كميات أقل من الطعام مع الزيادة في عدد الوجبات يكون مفيداً بشكل أكبر.