4K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 30-07-2020 علي فاضل الخزاعي هنالك نجوم لامعة أفدوا بكل ما يملكون من الغالي والنفيس في الدفاع عن النبي وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، صحابة أجلَّاء وعبّاد أتقياء، كعمّار، وذي الشهادتين، وأُويس القرني، وهاشم المرقال، ومحمد بن أبي بكر، وغيرهم كثير، فلا يشك أحد في فضلهم وبلائهم الحسِن، ومن هؤلاء الليوث الغضنفر الذي وقف بوجه الظلم للدفاع عن أهل بيت النبوة (عليهم السلام)، حتى فدى بنفسه في سبيل الحق هو الصحابي (مسلم بن عقيل بن أبي طالب) (عليه السلام). ولد مسلم عام 22 هـ بالمدينة المنوّرة، وأُمّه: السيّدة علية، وأما زوجته: فهي السيّدة رقية بنت الإمام علي (عليه السلام). كان مسلم (عليه السلام) من أجِلاء بني هاشم، وكان عاقلاً عالماً شجاعاً، وكان الإمام الحسين (عليه السلام) يلقّبه بثقتي، وهو ما أشار إليه في رسالته إلى أهل الكوفة. ولشجاعته اختاره عمُّه أمير المؤمنين (عليه السلام) في حرب صفّين، ووضعه على ميمنة العسكر مع الحسن والحسين (عليهما السلام)[1]. كان مسلم بن عقيل محاربا فذًا اتصف بالقوة البدنية، فتصفه بعض المصادر (وكان مثل الأسد، وكان من قوته أنه يأخذ الرجل بيده فيرمي به فوق البيت)[2].
[٣] ولمَّا وصل ابن عقيل إلى الكوفة استقبله أهلها بالحفاوة والترحيب، فقرأ عليهم كتاب الحسين فرأى منهم ما رأى من حماس لنصرة الحسين فأرسل إليه يطلب منه القدوم إلى الكوفة، وقد تعرَّض ابن عقيل للمطاردة من قبل ابن زياد شأنه في هذا شأن غالبية أنصار الحسين في الكوفة، وبعد أن انتشرت شائعات قدوم الجيش الأموي إلى الكوفة، بدأ أنصار مسلم بن عقيل المؤيدون للحسين بن علي بالتخلي عن دعمهم لابن عقيل والتفرق من حوله، هذا ما جعله وحيدًا في الكوفة لا يدري إلى أين يلجأ.
وكان عقيل عالماً بأنساب قريش وأيّامها, ومن الطبيعيّ أن يكون عالماً حينئذٍ بصاحب النسب الصحيح من غيره, ومحاسن القوم ومساوئهم, لذا كان بعضهم يبغضه لأنّه كان يعدّ مساوئَهم. وفي هذا البيت المحاط بالمجد من جنباته: جدّ كأبي طالب المدافع الأوّل عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم, وعمٌّ كأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام, وأب صلب وحازم وشجاع كعقيل بن أبي طالب, نشأ مسلم نشأة الرجل الواعي, والعالم الخبير بأيّام العرب, والحروب والأجواء المحيطة في عصره. 2- مسلم وأسرته: اقترن مسلم برقيّة بنت وغيرها, وكان لديه أربعة أبناء أو خمسة على اختلاف بين المؤرّخين, قضى منهم اثنان بين يدي أبي عبد الله الحسين عليه السلام في كربلاء, كما قضى ثلاثة من إخوته وآخرين من بني عقيل. وعندما أعذرهم الإمام الحسين عليه السلام وأحلَّهم من بيعته بعد شهادة مسلم فقال لهم: "حسبكم من القتل بمسلم اذهبوا فقد أذنت لكم". أبوا ذلك قالوا له: إذاً ما يقول الناس وما نقول لهم؟ إنّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن برمح ولم نضرب بسيف ولا ندري ما صنعوا؟ لا والله لا نفعل ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا, نقاتل معك حتّى نرد موردك, فقبّح الله العيش بعدك!!