هذا الرجل قال له النبي ﷺ: لا تغضب، لأن الإنسان إذا غضب يصدر منه من القول ما لا يليق، ومن الفعل ما لا يليق، ومن التصرفات –بالذات- حركات وتغير وتهيج وأمور عجيبة غريبة، فيكون الإنسان في حال غير مرضية، فيُوصَى بأن لا يغضب. وقد جاء في بعض الروايات أن بعض هؤلاء الذين أوصاهم النبي ﷺ سأل نفسه عن سبب هذه الوصية، يقول: فنظرت فرأيت أن الغضب يجمع الشر كله [6]. ماذا تفعل عندما تغضب ؟ وكيف تتخلص من حالة الغضب ؟. ولهذا ثبت عن النبي ﷺ في حديث صحيح أنه قال: إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق في كل شيء [7]. فالمقصود أن هذه الوصية لا شك أنها من الوصايا النافعة الجامعة، فالإنسان إذا وجد من نفسه غضباً فينبغي أن لا يتعجل باتخاذ القرار ومعالجة الموقف في ساعة الغضب؛ لأن ذلك لا يجدي عنه شيئاً، إنما هي لحظة انفعال تكون سهامه فيها طائشة، ما تصيب، لكن النظر الصحيح أن يؤخر القرار، ويؤخر التدبير حتى يهدأ غضبه، فإذا وصل إلى حالة مرضية -حالة طبيعية سوية- فعند ذلك يستطيع أن يصدر حكمه، والأفضل أن يستشير إذا كان الأمر يترتب عليه شيء كالطلاق ونحو ذلك، فيستشير ويستخير، ويتروى وهو في حال الاعتدال والاتزان.
إلزامها حدودها وعدم السماح لها بالظلم والتعدي. تذكّر دائماً أنّ مقاومة غضب النفس وعدوانها من أعظم الأمور التي يُثاب عليها المسلم، والتي يجب عليه أن يعتادها. الأمور التي يراعى فعلها عند الإحساس بالغضب لقد جاءت الوصايا النبوية التي تحثُّ على عدم الانفعال، وقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض الأمور التي تُساعد على ذلك، والتي يُستحب فعلها، نذكر بعضاً منها: [٦] الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فقد تشاجر رجلان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى بدأ الغضب يفور منهما، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (إنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لو قالَهَا لَذَهَبَ هذَا عنْه: أَعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ). [٧] تغيير الموضع الذي هو فيه جاء عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا غضِبَ أحَدُكم وهو قائمٌ فلْيَجلِسْ، فإنْ ذهَبَ عنه الغَضبُ وإلَّا فلْيَضطَجِعْ). [٨] الوضوء، وإخماد غضب وثوران النفس بالماء. المراجع ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6116، صحيح. ^ أ ب ت ث أحمد حطيبة، شرح رياض الصالحين ، صفحة 4. لا تغضب... - طريق الإسلام. بتصرّف. ↑ ابن باز، فتاوى نور على الدرب ، صفحة 399-400. بتصرّف. ↑ حمزة قاسم، منار القاري شرح صحيح مختصر البخاري ، صفحة 254.
hams alruh 08-03-2008, 08:02 PM فأخبرني متى تغضب ( شعر رائع) أعيرونا مدافعَكُمْ ليومٍ.. لا مدامعَكُمْ أعيرونا وظلُّوا في مواقعكُمْ بني الإسلام! ما زالت مواجعَنا مواجعُكُمْ مصارعَنا مصارعُكُمْ إذا ما أغرق الطوفان شارعنا سيغرق منه شارعُكُمْ يشق صراخنا الافاق من وجعٍ فأين تُرى مسامعُكُمْ؟!
ومن المعلوم أن الإنسان يبتلى، وابتلاؤه يكون مع درجاته وأجره وثوابه، فإذا ابتُلي بما يُغضبه، فكظم ذلك وامتثَل أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - وما حث الله - جل وعلا - عليه بقوله: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ﴾ [آل عمران: 134]، وكظم غيظه وهو يَقدِر على إنفاذه؛ كان حريًّا بكل فضل مما جاء في الأحاديث، بأن يُدعى على رؤوس الخلائق إلى الجنة، وأشباه ذلك؛ " شرح الأربعين "؛ للشيخ صالح عبدالعزيز آل الشيخ.
وتذكّري أيتها الأخت المسلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن سبابا ولا لعانا فقد جاء في صحيح البخاري 6031 عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سباباً ولا فحاشاً ولا لعاناً كان يقول لأحدنا عند المعتبة: ما له ترب جبينه. وعليك أن تتوبي إلى الله عز وجل مما حصل منك من السبّ والاعتداء ، ولا حاجة لإخبار من سببتيه درءاً للمفاسد ويمكن طلب السماح منه بشكل عام ، وأما الناس الذين دعوتِ عليهم بالشرِّ فادعِ لهم بالخير وخصوصا إذا كنت قد ظلمتيهم بدعائكِ عليهم وهم لا يستحقّون ذلك وسلي الله اللطف بكِ فإنّ الإنسان قد ترجع عليه الدّعوة إذا دعا بها على شخص لا يستحقّها ، وعليك بإشغال لسانك بالدعاء والذكر إذ أن في ذلك طمأنينة للقلوب ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وصرْفا عن استعمال اللسان في أذية الخلق ، وصلى اللهم على محمد وصحبه وسلم.
أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب (5/ 2267)، رقم: (5765). أخرجه أحمد (25/ 330)، رقم: (15964). أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 69)، رقم: (6399). أخرجه أحمد (11/ 211)، رقم: (6635). أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 258)، رقم: (1762). أخرجه أحمد (5/ 373)، رقم: (23219)، وعبد الرزاق في المصنف (11/ 187)، رقم: (20286)، والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 105)، رقم: (20775). أخرجه أحمد (40/ 488)، رقم: (24427)، والبيهقي في شعب الإيمان (6/ 337)، رقم: (8418).
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من دعاء: « اللهم إني أسألك كلمة الحق في الغضب والرضا » (رواه أحمد). وقد يمنع الغضب إذا اعترى العبد، من قول الحق أو قبوله، وقد شدّد السلف الصالح رضوان الله عليهم في التحذير من هذا الخلق المشين. وها هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: "أول الغضب جنون، وآخره ندم، وربما كان العطب في الغضب". ويقول عروة بن الزبير رضي الله عنهما: "مكتوبٌ في الحِكم: يا داود إياك وشدة الغضب؛ فإن شدة الغضب مفسدة لفؤاد الحكيم". وأُثر عن أحد الحكماء أنه قال لابنه: "يا بني، لا يثبت العقل عند الغضب، كما لا تثبت روح الحي في التنانير المسجورة، فأقل الناس غضبًا أعقلهم". وقال آخر: "ما تكلمت في غضبي قط، بما أندم عليه إذا رضيت". وقال لقمان لأبنه: "إذا أردت أن تؤاخي أخًا فأغضبه، فإن أنصفت وهو مغضب وإلا فاحذره". غضب عمر بن الخطاب على عيينة بن حصن من سوء تصرفه وهمّ أن يوقع به، فقال أحد مستشاري عمر: يا أمير المؤمنين إن الله يقول: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199]، وهذا من الجاهلين، فسكت عمر وسكن غضبه، وكان إذا ذُكِّر بالقرآن وقف ولم يتجاوزه.