وما أصبحوا يتنظرون أعظم مما جهلوا معرفته، ثم أهلكهم الله بترحتين. والسلام. » فرد عليه قطري قائلا « من قطري بن الفجاءة إلى الحجاج بن يوسف. سلام على الهداة من الولاة، الذين يرعون حريم الله ويرهبون نقمه. فالحمد لله على ما أظهر من دينه، واظلع به أهل السّفال، وهدى به من الضّلال، ونصر به، عند استخفافك بحقه. كتبت إلى تذكر إني أعرابي جلف أمي، استطعم الكسرة واستشفي بالتمرة. Wikizero - قطري بن الفجاءة. ولعمري يا ابن أم الحجاج إنك لمتيه في جبلتك، مطلخم في طريقتك، واه في وثيقتك، لا تعرف الله ولا تجزع من خطيئتك، يئست واستيأست من ربك، فالشيطان قرينك، لا تجاذبه وثاقك، ولا تنازعه خناقك. فالحمد لله الذي لو شاء أبرز لي صفحتك، وأوضح لي صلعتك. فوالذي نفس قطري بيده، لعرفت أن مقارعة الأبطال، ليس كتصدير المقال مع إني أرجو أن يدحض الله حجتك، وأن يمنحني مهجتك.
[5] نشأته وصفاته [ عدل] لا يُعرف عن ظروف النشأة الأولى لقطري بن الفجاءة شيء كثير، ذلك أن كُتَبَ التاريخ لم تلتفت إليه إلا بعد أن ذاع صيته وصار رأسًا من رؤوس الخوارج وواحدًا من أبرز فرسانهم وشعرائهم في حقبة متقدمة من حياته. فقد كان كما يقول ابن كثير: «من الفرسان الشجعان المذكورين المشهورين» وقال صاحب كتاب «سنا المهتدي» في وصفه: «كان طامَّة كبرى، وصاعقة من صواعق الدنيا في الشجاعة والقوة، وله مع المهالبة وقائع مدهشة، وكان عربيًا مقيمًا مغرمًا وسيدًا عزيزًا وشعره في الحماسة كثير». كان قطري فارسًا شجاعًا، وخطيبًا فصيحًا بليغًا، وشاعرًا مفلقًا مبينًا، وكان من أوائل أصحاب «نافع بن الأزرق»، الذي نسبت إليه طائفة الأزارقة من الخوارج الذين خرجوا على «الإمام علي»، رضي الله عنه، بعد واقعة التحكيم الشهيرة. ولما قُتل نافع بن الأزرق؛ بايع أتباعُه الذين عرفوا بالخوارج الأزارقة قطريَّ بن الفجاءة أميرًا عليهم، ولقبوه أمير المؤمنين وخليفة المسلمين. [6] [7] سيرته [ عدل] بقي قطريّ ثلاث عشرة سنة يقاتل ويُسلّم عليه بالخلافة وإمارة المؤمنين، والحجاج بن يوسف يسيّر إليه جيشاً بعد جيش وهو يردهم ويَظهر عليهم. ولم يزل الحال بينهم كذلك حتى توجه إليه سفيان بن الأبرد الكلبي فظفر به وقتله في سنة 78 هـ ، وكان المباشر لقتله سورة بن أبجر البارقي ، وقيل أن قتله كان بطبرستان في سنة 79 هـ ، وقيل عثر به فرسه فاندقت فخذه فمات، فأخذ رأسه فجيء به إلى «الحجاج».
تعريف بالشاعر قطري بن الفجاءة اختلفتِ الروايات في الاسم الحقيقيّ للشاعر قطري بن الفجاءة فقيل إنّ اسمه جعونة، وقيل إنَّ اسمه مازن، وقال ابن حزم: "هو قطري بن الفجاءة، والفجاءة لقبُ أبيه، لأنه غاب إلى اليمن، ثمّ أتى قومه فجأة، واسمه جعونة"، وأمّا نسبُه فهو جعونة بن مازن بن يزيد بن زياد بن خنثر بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن مر المازنيّ، وهذا يعني أنَّه من قبيلةِ تميم ومن كابية تحديدًا الذي ينحدرونَ من قبل حرقوص، وقد وُلِدَ الشاعر قطري بن الفجاءة في منطقة الخوير وهي قطر في الوقت الحالي. حياة قطري بن فجاءة وصفاته ليس هناك الكثير من المعلومات التي تدور حول ظروف النشأة الأولى لقطري ، حيث لم تلتفت كتب التاريخ إليه في تلك الفترة إلا أن ذاع صيته وأصبح من رؤوس الخوارج وواحد من أهم فرسانهم وشعرائهم ، حيث قال عنه ابن كثير: " من الفرسان الشجعان المذكورين المشهورين ". عُرف عن قطري الشجاعة والفصاحة والبلاغة ، حيث كان فارسًا شجاعًا ، كما كان خطيبًا فصيحًا وشاعرًا بليغًا ، كما أنه كان من أوائل أصحاب " نافع بن الأزرق " الذي ينسب إليه طائفة الأزارقة من الخوارج وبعد مقتل نافع بن الأزرق ، تم مبايعة قطري بن الفجاءة وصار أمير على خوارج الأزراقة ، ولقبوه بأمير المؤمنين.