وكانت تربيته في تلك الفترة على أيدي جواري القصر الذي كان مقاما في الشارع الآخذ من النهر الصغير على الدرب المتصل بقصر الزاهرة، والملاصق لدار المنصور بن أبي عامر ، ومن ذلك نعرف مدى المكانة التي كان يحظى بها والد ابن حزم لدى المنصور بن أبي عامر حتى جاوره في السكن. كان ابن حزم قد خرج من وسط أسرة عرفت الإسلام منذ جده الأعلى "يزيد بن أبي سفيان"، وكان خلف أول من دخل الأندلس من أسرته في صحبة الأمير عبد الرحمن الداخل، وكان مقامه في لبلة ، ومن ذلك نعرف أن مقر هذه الاسرة كانت الشام بعد مشاركة يزيد أصل هذه الاسرة في الفتوحات الإسلامية بها، ولما خرج عبد الرحمن إلى الأندلس خرج معه خلف بن معدان وهناك مصادر تؤكد انه من أصل أسباني. وقد بدأت هذه الأسرة تحتل مكانها الرفيع كواحدة من كرائم العائلات بالأندلس في عهد الحكم المستنصر، ونجحت في امتلاك قرية بأسرها هي منت ليشم ، ولا يعلم هل خلف بن معدان هو الذي تملكها أم أبناؤه من بعده، ولعل ذلك يحيلنا إلى مدى ذكاء هذه الاسرة الذي انعكس بدوره على أحمد بن سعيد وولده ابن حزم من بعده.
الكتاب: طوق الحمامة في التداوي بالحجامة المؤلف: أبو محمد أحمد محمد شحاته الألفى السكندرى المصدر: الشاملة الذهبية نبذه عن الكتاب: الحجامة من العلاجات الطبية القديمة لدى الكثير من المجتمعات البشرية، ولقد عرفها العرب قبل الإسلام، ولما جاء الإسلام أقرَّ الحجامة، بل وجعلها فرعاً من فروع الطب النبوى المتلقى بالوحى عن الله، فقد احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وأعطى الحجام أجره، وندب أمته إلى التداوى بالحجامة، وقال ((خير ما تداويتم به الحجامة))، وقال ((إن أمثل ما تداويتم الحجامة والقسط البحرى))