[٤١] والعيد موسمٌ لصلة الأرحام، وزيارة الأقارب، ونَزع الخلافات بين الناس، وقد أمر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بصلة الأرحام فقال: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) ،[٤٢] كما أنّ العيد ينشر روح التعاون بين المسلمين، ويدعو إلى المَحبّة والأُلفة بينهم، وفيه مُواساة للفقراء والمساكين؛ وذلك من خلال إغنائهم عن السؤال في يوم العيد. [٤٣] للمزيد من فضائل صلاة العيد الاطّلاع على مقالة: ((فضل صلاة العيد)). خصَّ الله -سبحانه وتعالى- أمّة الإسلام بفضيلة يوم الجمعة؛ وهو يومٌ مبارك عظيم الشأن عند الله -تعالى-، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ) ،[٤٤] وقد تضمّن الحديث النبوي عدّة أمور تشيرُ صراحةً إلى عظمة وفضل يوم الجمعة، حيث يمكن تحددها على النحو الآتي:[٤٥] المرجعي الفرق بين صلاة العيد وصلاة الجمعة
صلاة العيد وصلاة الجمعة تؤثر صلاة وخطبة الجمعة والعيدين في سلوك المسلمين، حيث تبعث فيهم روح التآخي والاحترام والتعاون، وتمسح الحقد والبغضاء من قلوبهم، كما تجدد الإيمان عند المسلمين، وفي هذا المقال سوف نتحدث حول الفرق بين الصلاتين. صلاة الجمعة هي صلاة مفروضة على كل رجل مسلم بالغ عاقل وليس له عذر شرعي، وتقام كل يوم جمعة في المسجد، بعد دخول وقت صلاة الظهر، ومن آدابها الاغتسال، والتطيب، ولبس الملابس النظيفة والجميلة، والسير إلى الصلاة بسكينة، ودخول المسجد بهدوء، والإنصات لخطبة الإمام، كما ذكر في القرآن الكريم بقوله تعالى، ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)، وتتكون صلاة الجمعة من خطبتين بعد الآذان، خطبة جمعة أولى قبل الصلاة، ثم استراحة وخطبة الجمعة الثانية ثم تقام الصلاة، وتكون الخطبة على هيئة دروس لأخذ العبرة منها وعظة الناس. أما عن هيأة صلاة الجمعة، فهي صلاة جهرية ( الصلاة الوحيدة التي تؤدى في وضح النهار دونا عن الصلوات الخمس)، وهي ركعتان فقط، حيث تقرأ سورة الفاتحة وسورة قصيرة في الركعة الأولى ثم الركوع والسجود الأول ثم السجود الثاني، ثم الاستقامة للركعة الثانية، وفي الركعة الثانية تقرأ سورة الفاتحة وسورة قصيرة، ثم الركوع والسجود الأول ثم السجود الثاني، ثم الجلوس وقراءة دعاء التشهد والصلاة الإبراهيمية ثم التسليم، ومن السنة صلاة ركعتين أو أربع ركعات بعد صلاة الجمعة.
الفرق بين صلاه العيد وصلاه الجمعه - YouTube
[٣٩] اتفق جمهور الفقهاء على أنّ صلاة الجمعة إذا اجتمع معها العيد في يوم واحد، فإنّها لا تسقط عن المسلم الذي صلّى العيد ؛ وذلك لأنّ الجمعة واجبة ولا تُسقطها صلاة العيد وهي سّنة المؤكدة، أو كلاهما واجبتان على من ذهب إلى هذا الرأي وعليه؛ فلا تسقط إحداهما بالأخرى، وخالف في ذلك الحنابلة؛ فقالوا إنّ المسلم إذا حضر صلاة العيد في يوم الجمعة فقد سقط عنه وجوب أداء صلاة الجمعة ، وإنّما تجب إقامتها على الإمام؛ وذلك لأنّ وقت الجمعة والعيد واحد عند الحنابلة؛ فتسقط إحداهما بالأخرى. [٤٠] صلاة العيد مظهر من مظاهر الفرح بتمام الطاعة، ومشهد مهيب من مشاهد تعظيم شعائر الله -سبحانه وتعالى-، وهي من أفضل النوافل؛ فعيد الفطر يكون بعد الصيام المفروض، وعيد الأضحى يكون بعد أداء الحجّاج مناسك الحجّ؛ ولهذا كان لشهود صلاة العيدَين فضائل وبركات عديدة؛ ممّا دعا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى حَثّ النساء ودعوتهنَّ إلى حضور صلاة العيدَين؛ حتى يشهدْنَ الخير، ويُؤدّينَ الصلاة مع المسلمين، وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يحرصون على إخراج أهلهم لأداء صلاة العيد؛ لِما فيها من خير وبركة، وإظهار لفرحة المسلمين بإتمام موسم الطاعة.
أما عن هيأة صلاة الجمعة، فهي صلاة جهرية (الصلاة الوحيدة التي تؤدى في وضح النهار دوناً عن الصلوات الخمس)، وهي ركعتان فقط، حيث تقرأ سورة الفاتحة وسورة قصيرة في الركعة الأولى ثم الركوع والسجود الأول ثم السجود الثاني، ثم الاستقامة للركعة الثانية، وفي الركعة الثانية تقرأ سورة الفاتحة وسورة قصيرة، ثم الركوع والسجود الأول ثم السجود الثاني، ثم الجلوس وقراءة دعاء التشهد والصلاة الإبراهيمية ثم التسليم، ومن السنة صلاة ركعتين أو أربع ركعات بعد صلاة الجمعة. صلاة العيد شرع الإسلام صلاة العيد مرتين فقط في كل سنة، صلاة العيد الأولى في صباح يوم عيد الفطر (الأول من شوال)، وصلاة العيد الثانية في صباح يوم عيد الأضحى (العاشر من ذي الحجة)، وحكم صلاة العيد فرض كفاية عند المذهب الحنبلي، (أي تسقط عن المسلم إذا قام بصلاتها آخرون)، وسنة مؤكدة عند المذهب المالكي والمذهب الشافعي، ويدخل وقت صلاة العيد من ارتفاع الشمس حتى زوالها (بعد طلوع الشمس بمقدار ثلث ساعة). ومن آداب صلاة العيد، الاغتسال والتطيب ولبس أجمل الثياب وأكل التمر قبل الخروج للصلاة، وتصلى صلاة العيد في العراء وليس في المسجد، وصلاة العيد ركعتان من دون آذان ولا إقامة، حيث يكبر الإمام في الركعة الأولى سبع تكبيرات بتكبيرة الإحرام ويكبّر النّاس من خلفه، ثمّ يقرأ الفاتحة وسورة الأعلى جهراً، ويكبّر في الركعة الثّانية ستّ تكبيرات بتكبيرة القيام، ويقرأ الفاتحة وسورة الغاشية أو الشّمس وضحاها، ويخطب الإمام خطبتين قصيرتين ومنفصلتين بعد الانتهاء من الصّلاة، وتكون الخطبتان حول زكاة الفطر في عيد الفطر، والأضحية في عيد الأضحى.