مضامين النصوص الأساسية يبين الحديث الشريف أن من صفات المؤمن القوي المبادرة والإيجابية وتحمل المسؤولية، ونهيه عن قول كلمة لو لأنها تتعارض مع الإيمان بالقضاء والقدر. المسئولية ومقوماتها في الإسلام مفهوم المسؤولية المسؤولية: هي كل ما كلف به الإنسان من أمور تتعلق بدينه ودنياه، فإن وفى ما عليه حصل له الثواب، وإن فرط كان عليه العقاب. مقومات المسئولية إن المسئولية في الإسلام تنبني على عنصرين أساسين، هما: قوة الشخصية: المتمثلة في: قوة الإيمان واليقين في الله، قوة التحكم في النفس، قوة الإرادة والعزيمة والطموح، قوة التخطيط والتدبير، قوة العلم والذكاء، قوة البدن … الأمانة: وهي استشعار مراقبة الله تعالى في السر والعلن. معنى «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف». أنواع المسؤولية في الإسلام وأثر التحلي بها أنواع المسؤولية في الإسلام المؤمن القوي لا يتهرب من تحمل المسؤولية مهما كانت عظيمة تبرئة لذمته، ومن أنواع المسؤولية: المسؤولية تجاه الخالق: بإلاخلاص في عبادته سبحانه وتعالى وعدم الشرك به، لقوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾. المسؤولية تجاه النفس: بحفظها من كل ما يهلكها ويؤذيها، لقوله تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾.
وينظر جواب السؤال رقم ( 114019) ورقم ( 115129) فالذي ينبغي عليك أن تنتبه إليه: أنَّ " النحافة " ليست بالضرورة أن تكون ضعفاً مذموما ؛ فقد يكون الإنسان نحيف البدن ، لكنه نشيط قويّ في الطاعة ، كما أن " البدانة " ليست قوة ؛ فقد يكون البدين – أو حتى معتدل البنية – ضعيفاً في الطاعة كسولاً في القيام لها.
ثم قال: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز) أي: على الأسباب التي تنفعك في أمور الدين وأمور الدنيا، قوله: (ولا تعجز) ، أي: لا تكسل، ثم قال: (وإن أصابك شيء؛ فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله) ، أي: هذا قدر الله، (وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) ، قوله: لو يعني: هي التي فيها الاعتراض على القدر، والتحسر من وقوعه، كأن يقول الإنسان حين تنزل به مصيبة: لو فعل كذا ما أصابه كذا وكذا، أو لو أصاب كذا ما أصابه المرض، لو ذهب إلى كذا ما أصابه كذا، فهذا اعتراض على قدر الله، ولو في قوله هذا تفتح عمل الشيطان. أما لو في تمني الخير فلا بأس بقولها، إذ هي ليست من هذا الباب، كأن يقال لشخص: إن هناك درس في المسجد الفلاني، وما علم بإقامته، فقال: لو علمت بالدرس لحضرت، فهذا لا بأس به، وذلك مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي، ولأحللت معه) ، فلو في تمني الخير شيء لا بأس به، لكن إذا كان قولها من أجل الاعتراض على القدر، فهذه هي الممنوعة، وهي التي تفتح عمل الشيطان.
وذلك بحسب علوم الإيمان ومعارفه، وبحسب أعماله. وهذا الأصل قد دلّ عليه الكتاب والسنة في مواضع كثيرة: ولما فاضل النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين قويهم وضعيفهم خشي من توهم القدح في المفضول، فقال: "وفي كل خير" وفي هذا الاحتراز فائدة نفيسة، وهي أن على من فاضل بين الأشخاص أو الأجناس أو الأعمال أن يذكر وجه التفضيل ، وجهة التفضيل. ويحترز بذكر الفضل المشترك بين الفاضل والمفضول، لئلا يتطرق القدح إلى المفضول وكذلك في الجانب الآخر إذا ذكرت مراتب الشر والأشرار، وذكر التفاوت بينهما. حديث المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف. فينبغي بعد ذلك أن يذكر القدر المشترك بينهما من أسباب الخير أو الشر. وهذا كثير في الكتاب والسنة. وفي هذا الحديث: أن المؤمنين يتفاوتون في الخيرية، ومحبة الله والقيام بدينه، وأنهم في ذلك درجات {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ} ويجمعهم ثلاثة أقسام: السابقون إلى الخيرات، وهم الذين قاموا بالواجبات والمستحبات، وتركوا المحرمات والمكروهات، وفضول المباحات وكملوا ما باشروه من الأعمال، واتصفوا بجميع صفات الكمال. ثم المقتصدون الذين اقتصروا على القيام بالواجبات وترك المحظورات. ثم الظالمون لأنفسهم، الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيِّئاً.