دراسات اجتماعية عديدة تعترف للرجل ببراعته في الكذب، فتقول بعضها إن واحداً فقط من بين أربعة رجال يتلعثم ويضطرب في أثناء كذبه على زوجته، وإنّ واحداً فقط من بين ستة رجال ينكشف أمره أمام زوجته، في كذبة مباشرة. لكن ذات الدراسات تشهد بمقدرة المرأة الهائلة على كشف الكذب، فتقول إنّ مُعظم الأكاذيب التي يتفوّه بها الأزواج وجهاً لوجه لا تنطلي على الزوجات بفضل حاستهن السادسة تعتمد على التقاط الإشارات غير اللفظية والحركات والإيماءات ثم تقوم بتحليلها تحليلاً دقيقاً..! منى أبوزيد تكتب : اكذب علي..! - النيلين. وذلك بفضل خاصية الانتقال السريع بين شقي الدماغ عند المرأة، والتي تجعل عقلها أكثر قدرةً على دمج وفك ثغرات المعاني اللفظية والإشارات المرئية، أي أنّ كل زوجة تملك جهازاً ربانياً لكشف الكذب، فحذار. لكن وجود ذلك الرادار لا ينفي حاجة الزواج – أحياناً – إلى الكذب المشروع، لاحتمال زلات الشريك وابتلاع عيوبه و"عشان المركب تمشي". ولذات السبب الذي جعل سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقول "فإن كانت إحداكن لا تحب أحدنا فلا تحدثه بذلك، فإن أقل البيوت الذي يبنى على الحب"..! صحيفة الصيحة
المبادرات في القرآن الكريم المتدبر للقرآن الكريم والسنة النبوية يلحظ العناية الكبرى في إعداد الأمة وتربيتها على خلق المبادرة، فبالمبادرة للخير يتحقق رضا الله تعالى: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طـه: 84]، وبالمبادرة تفتح لك أبواب الجنان: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:133]. ونجد أن القرآن يحث على المبادرة ويبين الفرق العظيم بين من بادر وبين من سوَّف وأجَّل {لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا} [الحديد: من الآية10]، بل إن من صفات المنافقين التسويف والتثاقل وعدم المبادرة {وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى} [النساء: من الآية142] والسنة مليئة بالنصوص التي تحث على المبادرة والمسارعة إلى فعل الخير. وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه الصحيح: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا»(1). بل إن النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا كيف نتقي الفتن، وذلك كما في صحيح مسلم قال: «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا»(2).
(2) ح(118). (3) ح (438). (4) ح (2608). (5) متفق عليه، مسلم (2307)، البخاري (6033). (6) مسلم ح (1028)،النسائي (8053). (7) البخاري ح(2788)، مسلم (1912)، أبو داود(2490)، الترمذي(1645)، النسائي (3171)، ابن ماجه (2776).