في طبيعة العلاقة بين الملك حسين وصدام حسين، يخبرنا المؤلف أنه خلال زيارات الملك إلى بغداد كان صدام يصطحبه لزيارة قبر ابن عمه الملك فيصل لكي يضع إكليلا من الزهور على القبر، الذي طاح به الجيش العراقي في انقلاب عام 1958. ويقول إن "الملك كان يحدثني عن هذه الزيارات المهيبة، وأن صدام كان يريد أن يحلّ محل الشاه كرجل أميركا في الشرق الأوسط، وأن يقيم علاقات مع شركات أميركية كبرى". الملك فيصل وصدام حسين تويتر. هذه العلاقة المتطورة والشخصية والقريبة بين الملك وصدام حسين أثارت شبهات في أميركا؛ لذلك سلّم سفير أميركا في عمان أثناء حرب الخليج الملك حسين رسالة من الإدارة الأميركية تحذر فيها من أن وجود "علاقة أردنية عراقية، ولو بحكم الأمر الواقع، قد أدت بالفعل إلى أضرار بسمعة الأردن في أميركا، وفي أماكن أخرى من العالم". ويذكر أن الملك كان يبذل كل جهده بل يريد أن يتجنب الحرب وأن يقنع صدام بالانسحاب من الكويت قبل أن يُطرد منها. والبارز أن الحذر من صدام في أميركا كان يقابله استنتاج من إسحاق رابين -مع تقدم عملية السلام ومصافحة الرئيس عرفات لرئيس وزراء إسرائيل إسحاق رابين، والتوصل إلى سلام مع الملك حسين- بأن صنع السلام مع صدام يصبّ في مصلحة إسرائيل الاستراتيجية.
عندما يهجم أسد على ثعلب, تتعاطف الأغلبية مع الثعلب ضد الأسد, باعتباره الطرف الضعيف في المنازلة, حتى قبل التثبت من السبب والدافع للهجوم, وكما يقول المثل الشعبي؛(ضربني وبكى.. سبقني واشتكى)!!. الأسود تمتلك الشجاعة, ولكن الثعالب, لديها أسلحة أخرى, مثل؛ الحيلة, والمراوغة, والصوت العالي, والخباثة. ماذكرته آنفاً ينطبق, بهذا القدر أو ذاك, على الذي جرى بين العراق والكويت في 2-8-1990, وما قبله, وما بعده. لا أريد الغوص في تاريخ العلاقة الشائكة بين البلدين, ولكن ما أودّ الإشارة إليه هنا, هو إن قضية الكويت كانت حاضرة في مختلف العهود ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في 23 آب 1921, وهي من القضايا القليلة التي فيها شبه اجماع رسمي وشعبي عراقي, مؤداه؛ إن الكويت, جزء لا يتجزأ من العراق. لماذا لم تكن أمريكا راضية عن علاقة الملك حسين بصدام؟ | الأردن اليوم | وكالة أنباء سرايا الإخبارية - حرية سقفها السماء. فقد طالب بها؛ الملك غازي, ونوري السعيد, وعبد الكريم قاسم, وصدام حسين. والغريب إن هؤلاء الأربعة, كانت نهايتهم دموية ومأساوية!!. فهل أضحت الكويت مثل (لعنة الفراعنة), يطال شرّها كلُّ من يقترب منها ؟!!. لقد أشار لذلك؛(سعد البزاز), في كتابه؛(حرب تلد أخرى), الذي صدر عام 1992, والذي أثار غضب النظام عليه, وكانت هذه الإشارة بالذات, هي من ضمن (المآخذ), التي سُجّلت على الكتاب, من وجهة نظر الحكومة.
حارب الشيخ إحسان الطوائف الضالة وذلك بشدّة، حتى أنهم هددوه مراراً وتكراراً، وكاد أن يُقتل في أميركا، وكان يُهَدَّد كتابيًّا وهاتفيًّا، وأُهدِرَ دمه مراراً؛ فمرّة أُهدِرَ دمه من قِبَل الخميني وقال: من يأتي برأس إحسان فله مئتا ألف دولار، وهناك الكثير من أعدائه قال: من يأتي برأس إحسان فهو شهيد، وكان الأعداء يهدِّدونه ويقولون له: إذا مشيت في الشارع فسنصب عليك مادة حارقة، فكان يمشي رحمه الله ولا يأبه لهم ولا يخاف إلاّ الله. وقد تعرَّض الشيخ للموت مرّات كثيرة، وأطلق عليه الأعداء رصاصاً، يقول الشيخ عبد القادر شيبة الحمد:"وقد زرته في باكستان مرّة وهو مصاب، وقد هُدِّد مرات ومرات من قِبَل أهل الأهواء، فهم ما رأوا أحداً من المعاصرين بعد محب الدين الخطيب أشدَّ منه"، وقال عبد العزيز القارئ:"ويبدو أن أسلوبه كان شديد النِّكاية بالرافضة إلى درجة أنهم آثروا قتله مع ما في ذلك من عواقب وخيمة". الملك فيصل وصدام حسين علي رضا. وبقي الشيخ إحسان في جهاد ضد الفِرق، وفي الدعوة إلى الله تعالى،وفي نشر العلم، إلى أن جاء قدر الله، إلى أن جاء ذلك اليوم وفاته واستشهاده: في لاهور بجمعية أهل الحديث وبمناسبة عقد ندوة العلماء كان الشيخ يلقي محاضرة مع عدد من الدعاة والعلماء، وكان أمامه مزهرية ظاهرها الرحمة والبراءة، وداخلها قنبلة موقوتة.. انفجرت لتصيب إحسان إلهي ظهير بجروح بالغة، وتقتل سبعة من العلماء في الحال وتلحق بهم بعد مدة اثنان آخران.
ردّ الملك بما يشبه الصدمة للمؤلف "أنت تنظر إليه، أنا رئيس جهاز المخابرات! ". وأضاف:" في نهاية المطاف حُوّل 22 شخصا إلى المحكمة، وأُصدر عفو عن بعضهم، وأوصل الملك المعفوّ عنهم بنفسه إلى منازلهم، فالعفو من مزايا سياسة الملك وكرمه! ". وتاليا نص التقرير كاملا: في كتابه المشوّق عن الحرب والتجسس والدبلوماسية في الشرق الأوسط، يقصّ المؤلف جاك أوكونيل، رئيس محطة لوكالة المخابرات المركزية الـ "سي آي إيه" في الأردن، طرفاً من تجربته المخابراتية السابقة الغنية بالمعلومات، وما يضفي على الكتاب قيمة أكبر أن المؤلف عمل محامياً للملك الراحل حسين "بعد انتهاء خدمته العملية". يستهلّ أوكونيل كتابه بلقائه الملك حسين في صيف عام 1958، حيث قدّم له تقريراً مفصّلا عن تآمر نحو 22 ضابطا أردنيا على الملك الشاب. ردّ الملك بما يشبه الصدمة للمؤلف "أنت تنظر إليه، أنا رئيس جهاز المخابرات! الملك فيصل وصدام حسين - YouTube. " في نهاية المطاف حُوّل 22 شخصا إلى المحكمة، وأُصدر عفو عن بعضهم، وأوصل الملك المعفوّ عنهم بنفسه إلى منازلهم، فالعفو من مزايا سياسة الملك وكرمه! يستطرد الكاتب قائلا إنه عندما انهارت العلاقات بين المصريين والأردنيين في إحدى المراحل، أخلى المصريون السفارة، وبعد انقطاع العلاقات المصرية مع الأردن زرعت المخابرات الأميركية أجهزة تنصت في السفارة، لكن عندما عاد المصريون انتقلوا، على عكس التوقع، إلى بناية أخرى، وبقيت السفارة القديمة هناك مع كل أجهزة التنصت.
وعلى الرغم من هذا التشديد، لم يجد الطلب أذاناً صاغية في واشنطن. بعد فترة قصيرة من التجاهل الأميركي، نما إلى علم المؤلف أن الملك حسين دعا سراً وفداً عسكريا سوفييتيا رفيع المستوى إلى عمان للتفاوض بشأن صفقة أسلحة كبيرة. عندها سارع السفير الأميركي في عمان للقاء الملك للتشديد له على أن يبقى الأردن حليفاً لأميركا، وطلب من الملك شخصيا التحلي بالصبر وسوف تأتي الأسلحة، مما دعا رئيس الوزراء الأردني حينها إلى مخاطبة السفير الروسي لطلب تأجيل زيارة الوفد العسكري السوفييتي. تصميم الملك فيصل وصدام حسين - YouTube. خلال فترة الستينيات والسبعينيات يذكر المؤلف أن الأجهزة المخابراتية كانت مصابة حدّ الهوس بزرع أجهزة التنصت للتعرف على كل شاردة وواردة؛ ويذكر أنه في ذات مرة كان يسير ليلا مع زميل له ومرّا بمنزل من طابقين قيد الإنشاء وكانا يعرفان أن ضابط مخابرات سوفييتي سوف ينتقل إلى هذا السكن قريباً، وكان فيه حارس متقدم في السن. يقول إنهما بطريقة ما دخلا خلسة إلى المبنى، وقاما بتركيب جهاز تنصت في أحد إطارات النافذة، لكن عندما أصغى الفنيون في مجال التنصت إلى المكالمات لم يتمكنوا من سماع الكثير بسبب الضجيج العالي القادم عبر النافذة، ويتابع قائلا إنه "بعد مدة قصيرة على مرور هذا الحادثة استدعاني الملك حسين، وقال لي: هل فعلت ذلك حقا؟ أجبته: نعم سيدي".