وكان أديسون أصمّ ولكنه أضاء الدنيا بكهربائه وملأ العالمَ باختراعاتِه. واستطاع روزفلت أن يقود أمريكا في أصعب ظروفها وفاز بانتخابات الرئاسة أربع مرات متتالية وهو على كرسيٍّ متحرك. وأتقنت هيلين كيلر أربعَ لغات وحصلتْ على الدكتوراه وألَّفتْ كتباً مؤثرة وهي التي فقدت سمعَها وبصرَها في السنة الأولى من عُمُرِها! لويس برايل الذي لازال المكفوفون يشعرون بالامتنان لأنه أضاء ظلام حياتهم بابتكاره الطريقة المعروفة باسمه لقراءة الحروف رغم أنه كان كفيفاً. وأخيراً ستيفن هوكينج أشهر عالم فيزياء في العالم والذي يعتبر أذكى علماء الفيزياء النظرية بعد عالم الفيزياء الشهير انشتين ، كان يعاني من مرض التصلب الضموري الجانبي ولم يتحرك منه سوى عضلة العين. هذه كلُّها نماذجُ واقعيةٌ تؤكّد أن الإعاقة من حيثُ هي لا تحوِّلُ الإنسانَ إلى كائنٍ سلبيٍّ، وإنما الذي يفعلُ ذلك هو استسلامُهُ وانهزامُهُ الداخليُّ. ولذلك كان واجبُ المجتمع في العناية بذوي الاحتياجاتِ الخاصةِ كبيراً، لتكونَ هذهِ العنايةُ بمثابةِ الحافز والدافعِ ليمارسوا أدوارَهم في الحياةِ. اعظم عالم فيزياء معاق_مشلول ولايقدرعلي الكلام😱_ستيفن هوكينغ - YouTube. والحقيقةُ إنّ حقوق ذوي الإعاقةِ علينا تتجاوزُ الدعم والتحفيزَ وتوفيرَ الإمكاناتِ إلى محاولةِ دمجهم في المجتمعِ، ليكونوا جزءاً طبيعياً منه لا فرق بينهم وبين الأصحاءِ، وهذا الدمجُ يزيلُ كثيراً من المشاعر السلبيةِ ويساعدُ على استثمار طاقاتٍ فاعلةٍ طالما بقيتْ في الظلّ.
ولكن وضعه كمؤلف لاعمال تحتل قائمة أفضل الكتب مبيعا لا يشوبها شك حتى وأن كان معظم من يشترون كتبه لا يزدادون حكمة عند الانتهاء من قراءتها هذا إن كانوا ينتهون من قراءتها في الاساس.
بمعنى آخر، تحوّلت حياتها كلها من رياضية طموحة لحصد ميدالية أولمبية، إلى إنسـانة كل أملها أن تقف على قدميها مرة أخرى لتعيش حياة عادية مثل البشر، بعد أن تقلص لديها الأمل في العودة للرياضة قطعا. ملحمة إنسانية مكتملة بدءا من إنقاذها طبيا، ومرورا بصمودها الهائل في وجه الأزمة وبقائها في الفترة ما بين اليقظة والموت، ثم تقبلها لصدمة أنها أصبحت عاجزة أو شبه مشلولة. ثم الملحمة العظمى في التدريب والعودة مرة أخرى إلى طبيعتها بقدر الإمكـان بعد تحفيز ذاتها بأقصى قدراتها. ثم في النهاية -لحسن الحظ- تستعرض في المحاضـرة أهم المبادئ والقيم التي دفعتها إلى تحمّل هذا العذاب الهائل، والعودة إلى الحيـاة بأفضل درجاتها مرة أخرى. ملحمة! "تخيل أن لا تكون قادرا على قول: "أنا جائع"، "أنا أتألم"، "شكرا"، أو "أحبك". ستيفن هوكينج - على الرغم مِن صعوبةِ الحياة التي قد تبدو عليها إلا أنه... - حكم. أن تكون عالقا في داخل جسدك، في جسد لا يستجيب للأوامر. محاط بالناس، لكنك وحيد تماما.. تتمنى لو تستطيع أن تتواصل، أن تتصل، أن تواسي، أن تشارك، أن تتحدث، ولا تستطيع. كل هذا لقرابة الـ 13 عاما. حسنا، كان هذا هو واقعي الذي عشته" واحدة من أكثر المحاضـرات المؤثرة التي أُلقيت على مسرح "تيد" في عام 2015. المتحدث في المحاضـرة هو مارتن بيستوريس الذي بدا في بداية المحاضـرة شابا وسيما أنيقا يجلس على كرسي متحرّك، لكنه وبمرور الوقت ومع حديثه عن المعضلات التي واجهها في حياته، تتحول النظرة إليه كليـا من مجرد متحدث عادي إلى ما يشبه الأسطورة.
من هو - ستيفن هوكينغ ؟ | العالم المشلول - YouTube
المظهر: بسيط. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
وقد حظي هوكينج بعائلة متميزة، وخصوصا زوجته "جين وايلد" التي تزوجها سنة 1965م، وإضافة إلى رصيده العلمي فقد كان يتميز بالدعابة، ومساعدة الأطفال وتدعيم مشاريع تنمية الطفولة، وشارك في مظاهرات ضد الحرب على العراق، ولم تكن محاضرة "العودة بالتاريخ إلى الوراء"، في جامعة (بيرزيت) بفلسطين في سنة 2006م هي نهاية محاضراته التي يجوب بها العالم. ستيفن هوكينج.. نشأته وتعليمه وُلِدَ هوكينج سنة 1942م أثناء الحرب العالمية الثانية في أكسفورد -إنجلترا، وكان والده باحثًا في طب الأمراض الاستوائية، ومنه أخذ اهتمامه فيما بعدُ بالبحث العلمي، لكنه وجد الطب والبيولوجيا علمين وصفيين وغير دقيقين، وكان هو يبحث عن شيء أكثر جوهرية، فوجد ذلك فيما بعد في الفيزياء. من هو - ستيفن هوكينغ ؟ | العالم المشلول - YouTube. كما درست والدته أيضًا في أكسفورد في ذات الجامعة التي درس فيها والده، والتي سيدرس هو أيضًا فيها فيما بعد. لم يكن هوكينج في المدرسة أفضل من المتوسط أبدًا، وعِلمه لم يكن مرتبًا، وكان خط يده مثار يأس أساتذته، وهو الذي كان يقول عن نفسه: "كنتُ أكثرَ مهارة في أداء الامتحانات والاختبارات من الأداء أثناء الدرس"، ورغم ذلك فإن زملاءه أطلقوا عليه اسم "أينشتاين" لذكائه وتميزه في حل المعادلات وموهبته الاستثنائية في الفيزياء والرياضيات، والتي ظهرت في سن مبكرة، حتى كان قادرًا على حلِّ مسائل رياضية في بضع ساعات لم يكن زملاؤه الطلاب قادرين على حلِّها في أسابيع [3]!!
في النهاية، النماذج المذكـورة في هذا التقرير وغيرها تُثبت أمرا واحدا جامعا شدد عليه كل المتحدثين، وهو أن الإعاقة ليست أبدا إعاقة الجسد أو الحواس، وإنما هي إعاقة الروح والإرادة. وأن الإرادة -بدون أي مبالغة- هي الشيء الوحيد الذي قد يعوّض أي شخص ما فقده من أطراف أو حواس، والسلم الوحيد لتمكينه ليحيا حياة طبيعية أولا، ثم حياة مليئة بالإنجازات والإنتاج الذي قد يعجز عنه الأصحاء طوال أعمارهم.