عارضت العديد من العناصر اليمانية في المحافظة الحاكم منذ فترة طويلة وهو نصر بن سيار ، حيث سعوا إلى استبداله ببطلهم جودي الكرماني، وكما قاد الكرماني انتفاضة حينها ضد ابن سيار وطرده من العاصمة الإقليمية وذلك في أواخر عام 746 ميلادي، فرّ الحاكم إلى معقل قيسي في نيسابور. أبو مسلم الخرساني والثورة العباسية: استولى أبو مسلم الخرساني على ميرف في عام 747 ميلادي وهزم الوالي الأموي نصر بن سيار وكذلك شيبان الخرجي وهو من الخوارج ويطمح إلى الخلافة، أصبح أبو مسلم الوالي الفعلي لخراسان ونال شهرة في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي بسبب فوزه على تمرد بيهفريد زعيم الطائفة التوفيقية التي كانت في مازداست، كما حصل أبو مسلم على الدعم للتخلص من التمرد من المسلمين الأصوليين والزرادشتيين. في عام 750 وصل أبو مسلم إلى منصب قائد الجيش العباسي وقام بالفوز على الأمويين في معركة الزاب ، بعد إقامة النظام العباسي بقي أبو مسلم والي على خراسان، وفي هذا الدور قام يقمع انتفاضة الشيعة لشريك بن الشيخ المهري في بخارى عام 750 ميلادي، كما أنه عزز الفتح الإسلامي في آسيا الوسطى وأرسل أبو داود خالد بن إبراهيم إلى حملة في الشرق. كان دور أبو مسلم الكبير في مهارة الثورة والعسكرية مع سياسته المتصالحة تجاه الشيعة والسنة والزرادشتيين واليهود والمسيحيين، فقد أصبح له شعبية كبيرة بين الشعوب وبالرغم من أنّ أبو العباس السفاح كان يثق به بشكل كبير، إلا أنّه كان يحذر من قوته، حيث وصل عدد حاشيته على 500 رجل عند وصوله إلى العراق وفي طريقه إلى الحج عام 754 ميلادي.
مات أبو مسلم الخرسانى مقتولاً على يد أبى جعفر المنصور ثانى خلفاء العباسيين وذلك فى سنة 137 هجرية، والخرسانى واحد من أشهر الشخصيات فى الدولة العباسية، فكيف كانت بدايته ونهايته، وما الذى يقوله التراث الإسلامى؟ يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "ترجمة أبي مسلم الخراساني": هو: عبد الرحمن بن مسلم أبو مسلم، صاحب دولة بني العباس، ويقال له: أمير آل بيت رسول الله ﷺ. وكان أبو مسلم فاتكا ذا رأي وعقل وتدبير وحزم، قتله أبو جعفر المنصور بالمدائن. وقال أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان: كان اسمه: عبد الرحمن بن عثمان بن يسار، قيل: إنه ولد بأصبهان، وروي عن السدي وغيره. وقيل: كان اسمه: إبراهيم بن عثمان بن يسار بن سندوس بن حوذون، ولد بزرجمهر، وكان يكنى: أبا إسحاق، ونشأ بالكوفة، وكان أبوه أوصى به إلى عيسى بن موسى السراج، فحمله إلى الكوفة وهو ابن سبع سنين، فلما بعثه إبراهيم بن محمد الإمام إلى خراسان قال له: غير اسمك وكنيتك. فتسمى: عبد الرحمن بن مسلم، واكتنى: بأبي مسلم، فسار إلى خراسان وهو ابن سبع عشرة سنة راكبا على حمار بأكاف، وأعطاه إبراهيم بن محمد نفقة، فدخل خراسان وهو كذلك، ثم آل به الحال حتى صارت له خراسان بأزمتها وحذافيرها.
نجح أبو مسلم في وقت قصير في أن يسيطر على زمام الموقف في خراسان، وأن يهزم نصر بن سيار، وأن يستولي على مدينة مرو قاعدة خراسان سنة 131هـ، واضطر نصر بن سيار إلى الانسحاب تتبعه الجيوش العباسية، ولكنه مات في الطريق في قرية ساوة بنواحي الري ربيع الأول 131هـ/تشرين الأول 748م. وفي حين كان أبو مسلم يقوم بإتمام السيطرة على خراسان، واصلت الجيوش زحفها نحو العراق بقيادة قحطبة بن شبيب، واضطر عامل العراق يزيد بن هبيرة إلى الانسحاب والتقهقر نحو مدينة واسط جنوبي العراق والتحصن بها، وفي ربيع الأول سنة 132هـ بويع أبو العباس السفاح بالخلافة في الكوفة، وهُزم الخليفة الأموي مروان بن محمد في موقعة الزاب، ثم قتل في أواخر سنة 132هـ، وزالت الدولة الأموية، ولم يبق للأمويين من مدافع سوى يزيد بن هبيرة الفزاري، فلما قُتل مروان رأى أن لا فائدة من المقاومة، فاتفق مع أبي جعفر المنصور على التسليم مقابل التأمين على حياته. بداية الصدام مع ابى جعفر المنصور توطّدت سلطة أبي مسلم الخراساني بعد قضائه على منافسيه من رجال العرب الذين كانوا يطمحون في نيل ولاية خراسان، كما أنه خرج منتصراً بعد سحقه كثيراً من الانتفاضات التي قادها إما دعاة عباسيون انقلبوا على الثورة أو أنصار العلويين.