طرق تحقيق العدل بين الناس الكثير منا يعتقد خطأ أن الإسلام هو دين المساواة المطلقة، هذا الأمر غير صحيح تماماً، لأن الإسلام هو دين العدل. وكلمة دين المساواة المطلقة تجعلنا نفتح الباب على الكثير من الأمور التي لا يحكم عليها بهذه الطريقة، لذلك يجب أن نقول أن الإسلام دين عدل. لأن كلمة دين المساواة المطلقة تتنافى مع الشريعة التي تنفي المساواة بين بعض الأشياء. فقد قال الله تبارك وتعالى: ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ﴾[السجدة:18]، وأيضاً قوله تعالى: ﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى﴾[آل عمران:36]. الموقع الرسمي للدكتور علي الصلابي - 14 - إقامة العدل بين الناس من أهم مقاصد القرآن الكريم. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "أخطأ على الإسلام من قال: إن دين الإسلام دين مساواة. بل دين الإسلام دين العدل، وهو الجمع بين المتساويين والتفريق بين المفترقين. وقال أيضاً: "لم يأت حرف واحد في القرآن يأمر بالمساواة أبداً، إنما يأمر بالعدل. وهذا الكلام يعني أن الدين إذا فرق بين أمرين أثنين، فإن هذا يسمى عدل، أما إذا ساوى بين أمرين فإن هذا أيضاً يسمى عدل. الفرق بين العدل والمساواة في القرآن لقد أمرنا الشرع أن نطبق العدل في كل مكان وزمان، ومع كل الأشخاص وعدم التفريق بين أحد، وقد الله تعالى في هذا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾[النساء:135].
ثم قام فخطب، فقال: يا أيها الناس إنما ضل من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه. وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد، وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت، لقطع محمد يدها» رواه البخاري. فقد كان هذا الأمر من رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه قمة في العدل. وتنفيذ وحي الله على رسولنا الكريم أولاً، وقصد بهذا تدريب عملي على تدريب أصحابه على العدل. واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل - محمد صديق المنشاوي قبسات قرآنية - YouTube. فوائد تحقيق العدل والمساواة إن إقامة العدل بين الناس تؤمن صاحبها في الدنيا، وتؤمن أيضا في الآخرة. إن الحاكم الذي يطبق العدل على شعبه جميعاً، دون التفريق بين أحد فإن هذا الأمر يديم الملك على الحاكم ولا يزيله. وإن الشخص الذي ينشر العدل بين الناس فإن الله يحبه، ويجعل له القبول في السماء وفي الأرض أي تحبه كلٌ من الملائكة والناس. إن الشخص الذي يعدل فإن الله يقويه، ويكرمه الثبات، والعزة، ويجعله غني بالله. وإن العدل يعمل على حفظ كل الناس، حيث أنه يحفظ حق الفقير، ويحفظ حق اليتيم، وكل من لا عون له فإن الله عونه ونصرته. انتشار العدل في البلاد يقضي على الفتنة، ويقضي على أي نزاعات ومشاكل يمكن أن تشب بين الناس وبعضهم البعض. إن العدل يساعد الشخص على توسع تفكيره، ويفتح آفاقه على الابتكار.
الحمد لله. أوجب الله العدل في كل شيء ، ونهى عن الظلم في كل شيء ، ويتأكد ذلك في حق الأواصر التي تقوم عليها المجتمعات الإسلامية ، كالعدل بين الأولاد ، والعدل بين الزوجات ، وقد روى أبو داود (2133) وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ) صححه الألباني في "صحيح الجامع" (6515). والعدل بين الزوجات واجب في المسكن والمأكل والملبس والمبيت ، بل وفي كل شيء ظاهر ، يمكنه العدل فيه. العدل بين الزوجات - الإسلام سؤال وجواب. وعلى ذلك كان حال السلف: فعن جابر بن زيد قال: كانت لي امرأتان وكنت أعدل بينهما حتى في القبل. وعن مجاهد قال: كانوا يستحبون أن يعدلوا بين النساء ، حتى في الطيب يتطيب لهذه كما يتطيب لهذه. وكان محمد بن سيرين يقول فيمن له امرأتان: يُكره أن يتوضأ في بيت إحداهما دون الأخرى "المصنف" لابن أبي شيبة (4/37) قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " القول الصحيح في العدل بين الزوجات أنه يجب على الزوج أن يعدل بينهن في كل ما يمكنه العدل فيه ، سواءٌ من الهدايا أو النفقات ، بل وحتى الجماع إن قدر: يجب عليه أن يعدل فيه " انتهى.
وأما مبدأ المساواة الذي أقره الصديق في بيانه الذي ألقاه على الأمة فيعد أحد المبادئ العامة التي أقرها الإسلام، وهي من المبادئ التي تساهم في بناء المجتمع المسلم، وسبق به تشريعات وقوانين العصر الحاضر، ومما ورد في القرآن الكريم تأكيد ً ا لمبدأ المساواة قول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]. إن الناس جميعاً في نظر الإسلام سواسية؛ الحاكم والمحكوم، الرجال والنساء، العرب والعجم، الأبيض والأسود. العدل بين الناس. لقد ألغى الإسلام الفوارق بين الناس بسبب الجنس أو اللون أو النسب أو الطبقة، والحكام والمحكومون كلهم في نظر الشرع سواء. وجاءت ممارسة الصديق لهذا المبدأ خير شاهد على ذلك؛ حيث يقول: «وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني. القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له حقه». وكان ينفق من بيت مال المسلمين فيعطي كل ما فيه سواسية بين الناس؛ فقد روى ابن سعد وغيره أن أبا بكر ، كان له بيت مال بالسُّنْح معروف، ليس يحرسه أحد، فقيل له: ألا تجعل على بيت المال من يحرسه؟ فقال: لا يخاف عليه، قيل له: ولِمَ؟ قال: عليه قفل!
4- العدل أساس الدول والملك وبه دوامهما: فبالعدل يدوم الملك، ويستقر الحاكم في حكمه، و(في بعض الحِكم: أحقُّ الناس بدوام الملك وباتصال الولاية، أقسطهم بالعدل في الرعية، وأخفهم عنها كلًّا ومؤونة، ومن أمثالهم: من جعل العدل عُدَّة طالت به المدة) [2364] ((بدائع السلك)) لابن الأزرق (1/231). 5- من قام بالعدل نال محبة الله سبحانه، قال تعالى: وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الحجرات:9] 6- بالعدل يحصل الوئام بين الحاكم والمحكوم. 7- بالعدل يسود في المجتمع التعاون والتماسك. انظر أيضا: معنى العدل لغةً واصطلاحًا. العدل والمساواة بين الناس. الفرق بين العدل والإنصاف. أهمية العدل. الترغيب في العدل.