عن أبي عمرو المدائني عن أبي عبد الله (ع) قال: ان أبى كان يقول إن الله قضى قضاء حتما لا ينعم على عبد بنعمة فسلبها إياه قبل ان يحدث العبد ما يستوجب بذلك الذنب سلب تلك النعمة وذلك قول الله: " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " المصدر: الميزان في تفسير القرآن
عيسى هلال الحزامي * بمناسبة عيد الفطر المبارك.. أهنئ قيادة دولتنا الحبيبة وأبناء الإمارات، أعاده الله عليكم وعلينا بالخير والسلام، والأمن والأمان، واليمن والبركات. * أحاول في كل مرة أتواصل فيها معكم، أن أستغرق في أكثر هموم ومشكلات رياضة الإمارات إلحاحاً، حتى نشترك جميعاً، كل من موقعه في علاجها، وذلك لقناعة راسخة مفادها: أن الحل المثالي والشامل لا يمكن أن يكون بمبادرة فردية أو عمل غير جماعي، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار أن الرياضة منظومة تقوم على تكامل المؤسسات، وأن نجاحها في تحقيق رسالتها المجتمعية لن تضمنه جهة واحدة مهما تعاظم دورها من حيث التأثير في الجماهير، أو ارتفع مكانها في الهرم الإداري بحيث تملك قدرة التغيير بموجب قوانين أو قرارات.
وقفات مع القاعدة القرآنية: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ المقدمة: بسم الله، والحمد لله، أما بعد: فهذه قاعدة عظمية من قواعد القرآن الكريم، وهي تحمل معانيَ كبيرة وفوائد غزيرة، ولو أخذ بها أفراد الناس وجماعاتهم، لكان لهم الربح والنجاة في الدنيا والآخرة. ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. الوقفة الأولى: في دلالة الآية على أن الناس إذا تغير حالهم من المعصية إلى الطاعة غيَّر الله حالهم من الشقاء إلى السعادة. قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره على هذه الآية: "إذا غيَّر العباد ما بأنفسهم من المعصية، فانتقلوا إلى طاعة الله، غيَّر الله عليهم ما كانوا فيه من الشقاء إلى الخير والسرور، والغبطة والرحمة"؛ [انتهى]. ويُروَى في الأثر: ((قال الرب عز وجل: وعزتي وجلالي، وارتفاعي فوق عرشي، ما من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على ما كرهت من معصيتي، ثم تحوَّلوا عنها إلى ما أحببتُ من طاعتي، إلا تحوَّلت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي))؛ [العلو، للذهبي، (ص: ٦٣)]. الوقفة الثانية: في دلالة الآية على أن العباد إذا انتقلوا من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية، فإن الله يغيِّر حالهم ويسلبهم النِّعَمَ التي كانت عليهم.
جَعَلَ اللهُ عِيدَكُمْ مُبَارَكاً ، وأيّامَكُمْ أَيَّامَ سَعَادَةٍ وَهَنَاءٍ وَفضْلٍ وَإحْسَانٍ وعَمَل. ، انه على ذلك قدير ، وبالاجابة جدير,, أقولُ ما تَسْمَعُونَ، وأسْتغفِرُ اللهَ لِي ولكُم ولِجميعِ الْمُسلميِنَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فاسْتَغْفِروهُ إنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيم.
وهذا هو عينُ الضلال البعيد! فالقرآن العظيم إذ يقول "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" فإنه يُحذر الذين آمنوا من أن يغيروا حالَهم مع الله تعالى امتثالاً من جانبهم وانصياعاً لما يأمرُهم به دينُه الحنيف وذلك لئلا يعود عليهم ذلك بما يجعلُهم يدفعون الثمن غالياً وذلك ب " تغييرِ الله تعالى" ما بهم من نِعَمِهِ وأنعُمِهِ ونََعمائهِ التي أغدقها عليهم فهم فيها يرفلون. وهذا هو عينُ ما ورد في سورة الأنفال في الآية الكريمة 53 منها: ( ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ). إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. ويؤكد هذا الذي ينبغي أن تكون عليه مقاربةُ قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" أننا لا نجد في القرآن العظيم ما يشير الى أن للتغيير عائداً "ايجابياً" على الإطلاق. ف "التغيير" وردَ ذكرُه في القرآن العظيم مرتين، غيرَ المرتين المذكورتين أعلاه، وذلك في قوله تعالى: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) (من 119 النساء)، و(وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ) (من 15 محمد).